icon
التغطية الحية

فرنسا: الغرب سيوقف المساعدات إلى سوريا إذا لم يتم تسليمها عبر الحدود

2021.07.02 | 10:28 دمشق

2021-06-17t120025z_772387788_rc2zwn9x1q49_rtrmadp_3_syria-security-crossing.jpg
إذا أغلقت آلية إيصال المساعدات عبر الحدود سيعاني شمال غربي سوريا من انخفاض بنسبة 50 % من الإغاثة الإنسانية - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

حذّر المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، نيكولا دي ريفيير، من أنه إذا لم يتم تمديد التفويض لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود، فإن الدعم لهذه المساعدات سيتوقف، مؤكداً على أن الدول الغربية لن تقبل بتسليم المساعدات عبر خطوط الصراع داخل سوريا.

وفي مؤتمر صحفي، قال دي ريفيير، الذي يشغل منصب الرئيس الحالي لمجلس الأمن، إن السوريين في شمال غربي وشمال شرقي سوريا "يحتاجون إلى مساعدات إنسانية لا يمكن تسليمها داخلياً عبر خطوط الصراع بكميات كافية في ظل الوضع الحالي في البلاد"، وفق ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

وتصل المساعدات الأممية للسوريين إما عبر الحدود (cross-border) من المعابر مع دول الجوار أو عبر آلية "المساعدات عبر خطوط التماس (cross-line)" ويعني ذلك وصول المساعدات للمحتاجين من منطقة سيطرة إلى أخرى، وهي الآلية التي حاولت فيها الأمم المتحدة إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة عن طريق مناطق سيطرة النظام، والتي فشلت في كل مرة بسبب رفض النظام ووضعه العراقيل والحجج.

حديث المندوب الفرنسي جاء في الوقت الذي بدأت فيه المفاوضات في مجلس الأمن بشأن مشروع قرار من شأنه مواصلة إيصال المساعدات عبر معبر باب الهوى من تركيا إلى إدلب في شمال غربي سوريا، وإعادة افتتاح معبر اليعربية الحدودي مع العراق إلى شمال شرقي سوريا، الذي أغلق في كانون الثاني من العام 2020.

وأضاف دي ريفيير أنه "في نهاية الأمر الحقائق هي حقائق، وإذا أغلقت الآلية عبر الحدود سيعاني شمال غربي سوريا من انخفاض بنسبة 50% من الإغاثة الإنسانية"، موضحاً أن "ممرات المساعدات عبر خطوط التماس (cross-line) لا تعمل".

وقال المندوب الفرنسي إن حكومة نظام الأسد "رفضت 50 % من طلبات الخطوط هذا العام"، مؤكداً على أن "92 % من الإغاثة الإنسانية إلى سوريا يقدمها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واليابان بشكل أساسي".

وأشار إلى أنه "لا ينبغي لأحد أن يتوقع إعادة تخصيص هذه الأموال عبر خطوط التماس (cross-line)، وهو أمر لا يجدي"، مشدداً على أن "هذا خيار صعب، ونأمل أن نتمكن من الاستمرار في تمويل الإغاثة الإنسانية في سوريا".

وعند بدء تسليم المساعدات الإنسانية في العام 2014، وافق مجلس الأمن على أربعة معابر حدودية، هي باب الهوى وباب السلامة مع تركيا، ومعبر اليعربية مع العراق، ومعبر الرمثا مع الأردن، لكن روسيا هددت باستخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن أولاً لقصر المساعدات على معبرين حدوديين في الشمال الغربي، ثم في تموز الماضي على معبر باب الهوى فقط.

ويوم أمس، اعتبر المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الاقتراح المقدّم إلى مجلس الأمن الدولي بإعادة فتح معبر اليعربية مع العراق لإدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال شرقي سوريا بأنه "غير مجدٍ"، كما رفض الكشف عن موقف بلاده من مصير معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، الوحيد الذي يعمل حتى الآن، إلى شمال غربي سوريا.

وكرر المندوب الروسي انتقاد بلاده لتقديم المساعدات عبر الحدود، مؤكداً على أنه "يجب تسليم المساعدات الإنسانية عبر النظام داخل سوريا، لتعزيز سيادة نظام الأسد على كامل البلاد".

وأوضح نيبينزيا أن حكومة النظام تريد إغلاق عمليات التسليم عبر الحدود، رافضاً المزاعم بأنه لا يوجد بديل، مشيراً إلى أنه "كانت هناك تنبؤات بحدوث كارثة عند إغلاق معبر اليعربية، لكن الحقائق على الأرض تؤكد اليوم عكس ذلك، مطالباً الأمم المتحدة بزيادة المساعدات الإنسانية إلى الشمال الشرقي من خلال التعاون مع حكومة النظام.

وأشار إلى أن المساعدات عبر الحدود التي تمت الموافقة عليها في العام 2014، كانت "ضمن ظروف خاصة، حيث لم يكن هناك وصول إلى أجزاء كثيرة من سوريا"، مضيفاً "لكن، بالطبع، أصبحت اليوم عملية عفا عليها الزمن، وسيتم إغلاقها في النهاية".

ويقترح مشروع القرار في مجلس الأمن، الذي تم توزيعه يوم الجمعة الماضي، إدخال المساعدات من المعبرين، إلا أن المندوب روسيا قال في مؤتمر صحفي إن روسيا "تناقش فقط إمكانية استمرار عمليات التسليم عبر معبر باب الهوى إلى إدلب فقط، من دون أن يفصح ما إذا كانت روسيا ستصوت لإبقائه مفتوحاً أو أنها ستستخدم حق النقض "الفيتو" لإغلاقه.

من جانبها، أعربت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن، ليندا توماس جرينفيلد، التي زارت أخيراً معبر باب الهوى، عن خيبة أملها من أن مشروع القرار لم يطالب بتسليم المساعدات عبر ثلاثة معابر، بما في ذلك معبر باب السلامة مع تركيا، الذي تم إغلاقه في حزيران من العام 2020.

وأضافت جرينفيلد أن "ملايين السوريين يعانون، ومن دون اتخاذ إجراءات عاجلة، سيتم قطع الطعام والمياه النظيفة والأدوية ولقاحات كورونا عن ملايين آخرين".