icon
التغطية الحية

عودة النظام السوري التدريجية للوسط العربي.. عقبات الاستثمار والحل السياسي

2023.04.13 | 19:36 دمشق

عودة النظام السوري التدريجية للوسط العربي.. عقبات الاستثمار والحل السياسي
عودة النظام السوري التدريجية للوسط العربي.. عقبات الاستثمار والحل السياسي
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

قالت وكالة "فرانس برس" إن عدداً من النقاط ستكون حجر عثرة في طريق عودة النظام السوري إلى الوسط العربي، معتبرة أن رئيس النظام نجح في دفع "أعدائه" إلى الاستسلام.

ونقلت الوكالة عن الباحث في الشأن السوري بمركز "سنتشوري إنترناشونال"، آرون لوند، قوله إن "الأسد ببساطة رفض التسوية وانتظر أن يستسلم أعداؤه (الدول العربية)، وقد نجح في ذلك"، مضيفاً أنهم "يعودون اليوم الواحد تلو الآخر لمصافحته والتظاهر بأن العقد الماضي لم يحصل".

واعتبر الباحث أن ذلك "يبعث إلى المعارضة رسالة مفادها أن بشار الأسد سينتصر في النهاية وأن حلفاءها خانوها"، على حد تعبيره.

عقبات الاستثمار والحل السياسي

وأشارت الوكالة إلى أن استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار يُعد أولوية للنظام السوري اليوم بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج، وفيما يدرك الأسد أن الحصول على أموال المجتمع الدولي صعب خارج تسوية سياسية، يعلّق آمالا ربما على دول الخليج.

ورأى لاوند أنه لا شك بأن الانفتاح الخليجي من شأنه أن يفعل الحركة الاقتصادية في سوريا إلى حدّ ما، لكنّ عقبات عدة تعوق أي إعمار حقيقي، وبينها العقوبات الأميركية والغربية المفروضة على سوريا و"التي ستردع الاستثمارات السعودية والإماراتية".

كذلك "يعد أي استثمار جدّي في سوريا اليوم مغامرة، فالاقتصاد مدمر، ويطغى عليه الفساد إلى حد الفوضى، ويسيطر عليه نظام خطير وعنيف"، على حدّ تعبيره.

وتفرض الدول العربية أيضاً عقوبات على سوريا تشمل تجميد المبادلات التجارية مع النظام السوري وتجميد حساباته المصرفية في الدول العربية. ومن المرجح رفع تلك العقوبات في حال عاد النظام إلى الحضن العربي، لكن تأثير ذلك يبقى محدوداً إذا بقيت البلاد تحت تأثير العقوبات الغربية.

التقارب العربي مع النظام قد يقلل من أهمية مفاوضات جنيف

من جانبه يرى الباحث في الشأن السوري سام هيلر أن الانفتاح على سوريا يعني أيضاً "المزيد من التعاون الأمني وخصوصاً في مجال مكافحة تهريب المخدرات"، أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة إلى السعودية خصوصاً لناحية حبوب الكبتاغون المصنعة بشكل رئيسي في سوريا والتي تجد سوقاً كبيراً لها في السعودية، وفق تقارير مختلفة.

ومن شأن هذا التقارب أيضاً، وفق هيلر، "أن يقلّل من أهمية المفاوضات السورية السورية في جنيف (...)"، مشيراً الى أن الحكومة السورية "ترفض أصلا الاعتراف بممثلي المعارضة مصرة على التفاوض على مستوى الدول" الداعمة لها.

ويضيف: "لذلك فإن الاتفاق مع السعودية ودول أخرى هو ما أرادته دمشق بالتحديد".

بدوره قال لاوند: "لا أعتقد أن هناك حلاً سياسياً لسوريا على الطاولة، وأساساً لم يكن هناك حل. كما أنه ليس هناك حل عسكري" من جراء انتشار قوى من دول عدة فيها.

واعتبر أن عودة النظام إلى الحضن العربي قد لا تغير الخريطة السياسية والميدانية على المدى القريب، إذ إن هناك أطرافاً أخرى يجب أخذها بالحسبان، من روسيا وإيران إلى الولايات المتحدة التي تنشر قوات في سوريا، إلى تركيا التي تسيطر على مناطق حدودية.

وتابع: "سوريا كدولة تغيّرت بطرق لا عودة فيها لمجرد أن نحو ربع سكانها يراقبون عودة الأسد إلى الحضن العربي من المنفى".

وبرزت أولى مؤشرات الانفتاح العربي على دمشق، في 2018 مع استئناف العلاقات بين النظام والإمارات العربية المتحدة، وشكّل الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا في شباط نقطة تحوّل لافتة، فقد تلقى الأسد سيل اتصالات من قادة دول عربيّة، حتى إن السعودية أرسلت طائرات مساعدات كانت الأولى من نوعها منذ قطع علاقاتها مع دمشق.

السعودية تقود جهود إعادة النظام للجامعة

وكانت الوكالة ذاتها قد نقلت في وقت سابق اليوم عن دبلوماسي عربي (لم تسمه) قوله إن السعودية تقود جهود إعادة النظام إلى جامعة الدول العربية بشكل كامل، ولكن تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.

وذكر أن المملكة تسعى إلى ضمان عدم اعتراض قطر على عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية في حال طُرح الموضوع للتصويت.

وتستضيف السعودية، غداً الجمعة، اجتماعاً لمجلس التعاون الخليجي تشارك فيه مصر والأردن والعراق، للبحث في مسألة عودة النظام إلى الجامعة بعد تعليق عضويتها منذ 2012.

وبحسب الوكالة فإن هناك "احتمالاً" لحضور فيصل المقداد، الذي وصل إلى السعودية أمس الأربعاء والتقى وزير الخارجية فيصل بن فرحان، للاجتماع في جدة غداً "لعرض وجهة النظر السورية".