icon
التغطية الحية

عجز مالي يحرم موظفي "الإدارة الذاتية" من قبض الرواتب

2023.10.17 | 13:12 دمشق

الإدارة الذاتية
اجتماع المجلس التنفيذي لـ"الإدارة الذاتية" شمال شرقي سوريا
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

اشتكى موظفون وعاملون في مؤسسات "الإدارة الذاتية" بمناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" شمال شرقي سوريا، من تأخّر تسليمهم لرواتبهم مع دخول الشهر الجاري أسبوعه الثالث.

وقال مدرّس من الحسكة - فضّل عدم الكشف عن اسمه - لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ الرواتب عادة يتم تسليمها خلال الأيام الخمسة الأولى مطلع كل شهر، إلّا أنه خلال الأشهر الماضية أصبح يتكرّر تأخير تسليم الرواتب بحجة "عدم وجود ميزانية وتنظيم دور المؤسسات".

وأضاف المدرّس أنّ "تأخير الرواتب يأتي وسط ظروف اقتصادية صعبة يعيشها سكّان المنطقة عموماً وخاصة الموظفين من أصحاب الدخل المحدود، حيث هناك ديون والتزامات تتراكم مع مطلع كل شهر".

ويدفع المدرّس أكثر من 30% من قيمة راتبه لتوفير الكهرباء (أمبيرات) والمياه والإنترنت، الأمر الذي يجبره - باستمرار - على الاستدانة من أقربائه وجيرانه.

وبحسب موظف في بلدية الحسكة فإنّ "التأخير في دفع الرواتب يشمل كلّ المؤسسات المدنية"، مضيفاً أنّ مسؤولي البلدية أرجعوا سبب تأخير دفع الرواتب إلى "الضربات التركية الأخيرة والوضع الأمني في المنطقة".

"خزانة الإدارة الذاتية بلا نقود"

كشف مصدر من "الإدارة الذاتية" لـ موقع تلفزيون سوريا عن عجز مالي كبير تعاني منه الإدارة، منذ نحو ثلاثة أشهر، من جرّاء تراجع الواردات المالية من النفط والضرائب والاستثمارات المحلية.

وقال المصدر إنّ "الإدارة الذاتية ما تزال عاجزة عن دفع فواتير محصول القمح للفلاحين، فهناك الآلاف منهم لم يستلموا فواتيرهم رغم انقضاء مدة شهرين وثلاثة أشهر على تسليم محصولهم إلى مراكز التوريد".

وبحسب المصدر فإنّ "العجز المالي يعود لأسباب عديدة أهمها: استشراء الفساد في مؤسسات الإدارة الذاتية، انخفاض الواردات المالية من بيع النفط والضرائب والجمارك، تراجع النشاط العمراني والتجاري".

وأدّت الضربات التركية الأخيرة إلى إلحاق أضرار كبيرة في محطات نفط وغاز رئيسية إلى جانب أضرار في محطات الكهرباء، ما كبّد "الإدارة الذاتية" خسائر تقدّر بملايين الدولارات، وفق المصدر.

"رفع سعر المحروقات لـ تعويض نقص الميزانية"

في منتصف أيلول الفائت، رفعت "الإدارة الذاتية" سعر لتر المازوت بنسبة تجاوزت 300% للمرة الثانية، خلال شهرين، لتعويض النقص في ميزانيتها.

وزادت "الإدارة الذاتية" سعر لتر المازوت المخصص للمنشآت الصناعية والسيارات والآليات الثقيلة وشركات النقل من 525 ليرة سوريّة للتر إلى 15 سنتاً أميركياً (2100 ليرة سوريّة)، وسعر لتر المازوت الحر بـ30 سنتاً أميركياً (4100 ليرة) بعد أن كان سعره 1750 ليرة سوريّة.

وقالت نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في "الإدارة الذاتية" أمينة أوسي، إنّ "الإدارة من خلال دعم عدة مواد (الخبز، الغاز، المحروقات) تعاني من عجز في الموازنة العامة ولا يبقى سوى 80 مليون دولار فقط للأمور الخدمية، وهذا المبلغ صغير جداً مقارنة مع احتياجات المنطقة".

ورداً على المظاهرات التي شهدتها المنطقة رفضاً لقرار رفع أسعار المازوت، ألمحت "أوسي" إلى إيقاف الخدمات بالقول: "المطالبة بإلغاء القرار، يعني أن تتوقّف الإدارة الذاتية عن المشاريع الخدمية"، مدّعيةً أنّ "كلفة استخراج وتكرير اللتر الواحد من مادة المازوت تعادل 35 سنتاً (أي 4620 ليرة سوريّة)".