icon
التغطية الحية

استقالات تعصف بمؤسسات "الإدارة الذاتية" بسبب الرواتب

2022.09.17 | 14:28 دمشق

رواتب
الإدارة الذاتية (فيس بوك)
 الحسكة ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

تشهد مؤسسات "الإدارة الذاتية" المدنية والأمنية منذ نحو شهرين، موجة استقالات واسعة شملت موظفيها وعناصرها من جراء تدني قيمة الرواتب الشهرية.

وكشف مصدر مطلع لـ موقع تلفزيون سوريا أن "مؤسسات الإدارة الذاتية المدنية في محافظة الحسكة تلقّت خلال الشهر الماضي طلبات استقالة بشكل يومي تقريباً من جراء تدني قيمة الرواتب".

ويتلقى الموظف المدني في مؤسسات "الإدارة الذاتية"، وسطياً، مبلغ 270 ألف ليرة سورية في الشهر (قرابة 57 دولاراً أميركياً).

وقال موظف لدى الإدارة الذاتية لموقع تلفزيون سوريا إن "الراتب لا يكفي لتأمين متطلبات الحياة الرئيسية لعائلتي لمدة أسبوع في ظل الارتفاع الكبير في أسعار جميع المواد".

وأوضح الموظف الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه أن "غالبية الموظفين والعاملين أصبحوا يبحثون عن فرص عمل في القطاع الخاص أو الهجرة إلى خارج البلاد في ظل عجزهم عن تأمين أبسط احتياجاتهم اليومية والمعيشية".

وأكد مصدر إداري في الإدارة الذاتية أن "أكثر من 95 في المئة من طلبات الاستقالة قوبلت بالرفض لعدم وجود كوادر بديلة"، مشيراً أن "الإدارة الذاتية كانت تراهن في تأخيرها بتحسين قيمة الرواتب على منحها لمبالغ جيدة لموظفيها مقارنة برواتب الموظفين لدى نظام الأسد ولعدم توفر فرص عمل في المنطقة".

وأوضح المصدر أنه "مع الزيادة الكبيرة في طلبات الاستقالة أصبحت الإدارة الذاتية تتلمس خطورة الموقف وهناك نقاشات جديدة لتحسين الرواتب وسط عجز مالي تعاني منه الإدارة".

موجة الاستقالات تشمل القوات الأمنية والعسكرية

شملت موجة الاستقالات المؤسسات الأمنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية وسط موجة هجرة واسعة شهدتها المنطقة خلال الشهرين الماضيين.

وقال عنصر من قوات الأمن الداخلي (الأسايش) في ريف الحسكة إن "العديد من العناصر فروا إلى خارج البلاد من جراء رفض طلبات استقالة قدموها على مدى عدة أشهر"، موضحاً أن "راتب العنصر الواحد يصل إلى 375 ألفاً في أفضل الأحوال (أقل من 80 دولاراً شهرياً) وهذا المبلغ لا يكفي لتأمين مصروف شخص واحد شهرياً".

ويضيف العنصر أنه "يداوم لأسبوع متواصل في نقطة أمنية ويبقى أسبوعاً آخر في المنزل ويستثمر هذا الأسبوع في العمل كعامل بناء لتأمين بعض الأموال الإضافية".

ويشدد على أنه مع نهاية كل شهر، لا يتمكن من دفع سوى جزء من الديون المتراكمة من جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات واللباس والأدوية.

ويعمل المئات من عناصر القوات الأمنية في أعمال إضافية في أثناء وجودهم خارج الدوام بهدف تحسين وضعهم المعيشي.

وتؤكد مصادر تلفزيون سوريا بأن "الإدارة الذاتية" رفضت طلبات الاستقالة لعناصر القوات الأمنية والعسكرية وتتذرع في ذلك بإعلان حالة الطوارئ لمواجهة ما تطلق عليه "التهديدات التركية" وحاجة المنطقة للحماية وسط منحها وعوداً لعناصرها بتحسين الرواتب منذ أشهر.

تأجيل قرارات زيادة الرواتب

وفي شهر حزيران الفائت، قررت "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا تأجيل زيادة الرواتب وأجور العاملين في مؤسساتها بعد إعلانها في الخامس من نيسان الماضي إقرار الزيادة من دون تحديد نسبتها أو موعد صدور تنفيذ القرار.

وكشف مصدر مطلع لـ موقع تلفزيون سوريا أن "نقاشات حادة دارت بين المسؤولين في أروقة الإدارة الذاتية خلال الفترة الماضية من جراء خلافات حول النسبة المقترحة لزيادة الرواتب".

وتشهد مؤسسات "الإدارة الذاتية" عموماً حالة من الغضب والسخط بين الموظفين والعاملين من جراء التأخير في زيادة الرواتب وسط استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية منذ مطلع العام الجاري.

وكانت "الإدارة" قد رفعت في حزيران 2020 الراتب الشهري المقطوع لجميع عامليها بنسبة 150 في المئة، وفي نيسان 2021 زادت رواتب العاملين في مؤسساتها بنسبة 30 في المئة.