icon
التغطية الحية

صحيفة أميركية: أردوغان أذل بوتين طيلة عام كامل.. إليكم كيف فعلها

2020.10.23 | 13:07 دمشق

1000x-1.jpg
بزنس إنسايدر- ترجمة وتحرير: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أصبحت تركيا تخوض بشكل متزايد في النزاعات بالوكالة ضد القوات التي تدعمها روسيا، وهكذا فإن النجاح الذي أحرزته تركيا في هذا المضمار أذل الرئيس فلاديمير بوتين طيلة عام كامل.

فمؤخراً دعمت تركيا أذربيجان في حربها ضد أرمينيا التي تدعمها روسيا وذلك في الصراع على ناغورني-قره باغ، إذ تعتبر هذه المنطقة من مخلفات الاتحاد السوفييتي بعد انهياره، وتقع في أذربيجان، إلا أن غالبية سكانها من الأرمن. وهكذا أصبحت تركيا حليفاً لأذربيجان، في حين دعمت روسيا أرمينيا حيث أقامت لنفسها قاعدة عسكرية في تلك البلاد.

"بوتيني" أكثر من بوتين نفسه

يرى المحللون العسكريون بأن تزايد جرأة تركيا يعود إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان أصبح يتصرف كبوتين بكل بساطة، إذ يقول أحد المحللين العسكريين من حلف شمال الأطلسي والمختص بالشرق الأوسط: "لقد أصبحت تصرفات أردوغان تفوق تصرفات بوتين أكثر من بوتين نفسه"، وهذا المصدر لا يجوز له الكشف عن اسمه في الصحافة، إلا أن شخصيته معروفة بالنسبة لصحيفة إنسايدر.

ويعتقد هؤلاء أيضاً بأن جرأة أردوغان ازدادت بفعل الضربة التي تلقاها بوتين من الغرب أثناء تأسيسه لوجود طويل الأمد في سوريا وليبيا، وبعد اقتطاعه لمساحات شاسعة من أوكرانيا.

اقرأ أيضا: أردوغان: لن نقبل بمأساة جديدة في إدلب

وعلى مدار العام الفائت دخلت تركيا هي أيضاً في النزاعين السوري والليبي، وهنا يعلق ذلك المحلل بالقول: "لقد نظر أردوغان إلى برنامج طائرات الاستطلاع الرخيص والفعال في ذات الوقت، وفكر: لماذا لا أقوم بالشيء ذاته؟ ويبدو أن تلك الأساليب نجحت كثيراً في المناطق نفسها التي قام بوتين نفسه باستخدام الأساليب ذاتها معها"، وهنا يشير المصدر إلى قيام تركيا بنشر سلسلة من طائرات الاستطلاع الحربية الرخيصة التي تم إنتاجها محلياً والقادرة على تدمير أعداد هائلة من المركبات المدرعة المكلفة، وقد استخدمت تركيا تلك الطائرات في ناغورني-قره باغ أيضاً.

وفي مطلع هذا العام، قامت روسيا بإرسال مرتزقتها وأسلحتها ودعمها الجوي للقوات الليبية المؤيدة لأمير الحرب خليفة حفتر وذلك للاستيلاء على العاصمة طرابلس ولمحاربة الحكومة القائمة فيها.

وفي ذلك الوقت، فكر بوتين وحلفاؤه في مصر والإمارات بأن بوسعهم تحقيق انتصار سهل يترتب عليه عقد صفقات نفطية مربحة، إلى جانب وجود عسكري طويل الأمد، وتشكيل حكومة صديقة في جزء مهم من هذا العالم.

اقرأ أيضا: أردوغان: تركيا مرتبطة بشكل وثيق بكل أبعاد القضية السورية

إلا أن تركيا أيضاً انتهزت الفرصة لتلعب الدور بمفردها، فأرسلت قواتها لدعم حكومة طرابلس، ما أسهم في إيقاف التقدم الروسي أخيراً، فاضطر الجميع إلى التفاوض ووقف إطلاق النار.

وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، دخل الجيش التركي إلى محافظة إدلب السورية لأول مرة وذلك للتصدي لتقدم قوات نظام الأسد المدعومة روسياً.

وبعد مرور بضعة أسابيع على تبادل إطلاق النار، تمكن الأتراك من منع تقدم قوات النظام عبر استخدام طائرات بدون طيار مرة أخرى.

وهكذا أصبح طريق دولي مهم في تلك المنطقة يخضع لحراسة دوريات مشتركة من قبل الولايات المتحدة وروسيا والكرد ونظام الأسد والنظام الإيراني والقوات التركية، بالإضافة إلى مجموعة من الميليشيات السورية مختلفة الولاءات والدعم.

اقرأ أيضا:أردوغان يبحث مع بوتين الأوضاع في سوريا وليبيا وقره باغ

وهنا يعلق ذلك المحلل العسكري بالقول: "إن الطائرات المسيرة هي من جعل الأمور سهلة وغير مكلفة. إذ بوسع أردوغان أن يتحمل تكلفة المخاطرة ببعض الطائرات المسيرة والمقاتلين الذين اختارهم من جماعات سورية مختلفة، فنجح في ذلك مع كل مرة، وبالرغم من تعرضه لبعض الانتقادات في حلف شمال الأطلسي وبعض المكالمات الهاتفية، إلا أنه أدرك أن أحداً لن يقوم بأي شيء ضده تماماً كما حدث مع بوتين في القرم".

حالة عدم الخسارة

لقد سهلت الانتصارات غير المكلفة التي حققتها تركيا في ليبيا وسوريا عملية التدخل لصالح أذربيجان في ناغورني-قره باغ اليوم، إذ يرى ذلك المحلل العسكري بأن: "الأتراك وجدوا أن الأمر نجح في الشرق الأوسط، فقرروا بأن ذلك يمثل حالة عدم الخسارة، ولهذا قاموا بمساعدة أشقائهم الأذريين ضد الأرمن لأن ذلك سيكون له وقع إيجابي بالنسبة لتركيا، أما التكلفة العسكرية فهي عبارة عن طائرات مسيرة وسوريين يمكن تعويضهم جميعاً، والآن بدأت الحرب لتوها في الاتحاد السوفييتي السابق بدون تكلفة تقريباً، وهذا ما أثار غضب بوتين حد الجنون".

وفي الوقت ذاته رسمت روسيا حدوداً لردها ضمن النزاع، إذ حينما تحالفت مع أرمينيا من الناحية التقنية بموجب معاهدة دفاعية، لم تكن علاقتها مع أذربيجان سيئة.

ففي يوم الخميس الماضي، أعلن كونستانتين زاتولين وهو عضو بارز لدى لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الدوما الروسي بأن روسيا لن تراعي طلب جورجيا بعد استخدام مجالها الجوي لدعم أي طرف من طرفي ذلك النزاع، وذلك وفقاً للترجمة التي زودنا بها الباحث ماكس فراس، فجورجيا لها حدود مشتركة مع كل من روسيا وأرمينيا وأذربيجان وهذا الطلب يجعل من عملية إرسال الدعم لأرمينيا التي هي بالأصل دولة مغلقة دون أي واجهة بحرية أمراً بغاية الصعوبة.

اقرأ أيضا: أردوغان لـ ماكرون: تصريحاتك عن الإسلام وقاحة وتفتقد للاحترام

أما ناتي شينكان وهو مدير الأبحاث الخاصة لدى دار الحريات فقد نشر على صفحته على تويتر تغريدة مفادها بأنه يبدو عبر الخوض في نزاع ناغورني-قره باغ بأن تركيا قررت تجاهل احتمالات تعرضها لانتقادات دولية أو عقوبات قصيرة الأمد، وتلك مقامرة لطالما قام بها بوتين على أكمل وجه.

ولكن في الوقت الذي لا يمكن لنا فيه أن نتبين العواقب التي يمكن أن تترتب على تلك العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا على المدى البعيد، تتضح بجلاء النتائج قصيرة الأمد بالنسبة لمخططات بوتين في الشرق الأوسط والقوقاز بحسب رأي ذلك المحلل العسكري من حلف شمال الأطلسي، والذي يقول: "إلى أن تتمكن روسيا من المنع" أي منع تركيا من نشر طائراتها المسيرة الرخيصة، "سيعاني بوتين من مشكلة".

اقرأ أيضا: أردوغان لـ ماكرون: تصريحاتك عن الإسلام وقاحة وتفتقد للاحترام

أما بالنسبة لأردوغان فيقول هذا المحلل: "هنالك شخص لا يهمه ما رأي العالم به تماماً كما يفعل بوتين، ثم إنه أحبط معظم مخططات بوتين لعام 2020 حتى الآن على الأقل".

 

 

المصدر: بزنس إنسايدر