icon
التغطية الحية

شادية مارتيني تنتقد السياسية الأميركية تولسي غاربارد بسبب تأييدها للأسد

2022.10.27 | 16:42 دمشق

النائب الأميركية السابقة تولسي غابارد المدافعة عن بشار الأسد وجرائمه
النائب الأميركية السابقة تولسي غابارد المدافعة عن بشار الأسد وجرائمه
Michigan Advance - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أعلنت السورية شادية مارتيني وهي عضو في الحزب الديمقراطي بأنها تشعر بالاشمئزاز من المرشحة لشغل منصب حاكم الولاية عن الحزب الجمهوري تودور ديكسون، وذلك بعدما رحبت بالموافقة على النائب الأميركية السابقة تولسي غابارد التي دافعت علناً عن الديكتاتور بشار الأسد ووحشيته بعدما دمر بلده وقتل الكثير من أبناء شعبه.

ولهذا تحدثت مارتيني التي تسعى لخوض انتخابات مقاطعة أوكلاند في 8 من تشرين الثاني المقبل ضد دوني ستيل مرشحة الحزب الجمهوري، عن فرارها من سوريا قبل عقود من الزمان، وعن "الليلة المريعة" التي عاشها بيت أهلها ومشفاهم عندما طالهما القصف خلال الحرب السورية.

خلال الأسبوع الماضي، أعلنت ديكسون عن وجود "مؤشر تأييد كبير" لغابارد، وأضافت أنه يشرفها ولا تطيق الانتظار حتى تطلق حملتها الانتخابية هي وغابارد عشية يومي السبت والأحد، إذ صرحت بالآتي: "لقد خطا الحزب الديمقراطي اليوم خطوات كبيرة باتجاه اليسار، ولم يعد يمت للواقع بصلة، وذلك لأنهم تخلوا عن المبادئ الأميركية وركزوا بدلاً عنها على أجنداتهم النائمة التي لم يسمع عنها أحد.... ولقد أدركت تولسي ذلك فأصبحت صوت العقل والمنطق بين صفوف الحزب، إذ ذكرت وبكل شجاعة كل ما يجول بخاطرها وأظهرت لنا ما يعني أن تكون مفكراً مستقلاً مبرزاً".

تحاول ديكسون إزاحة الحاكم الديمقراطية للولاية، غريتشن وايتمر، في 8 من تشرين الثاني القادم، ولكن عندما طلب منها التعليق على حملتها، لم تجب بأي رد.

تودور ديكسون

المصيبة الأعظم

بيد أن مارتيني عبرت عن غضبها على ديكسون خلال الأسبوع الماضي عبر صفحتها على تويتر، وذلك لأن الأخيرة وافقت على تأييد غابارد، حيث كتبت مارتيني قائلة: "قبل عشر سنوات، قصف بشار الأسد بيت أهلي وهم بداخله، والبارحة، ولقد صدّقت أعز صديقة سابقة للأسد في الكونغرس، أي تولسي غابارد، على تأييد تودور ديكسون، حيث ستطلقان حملة سوية خلال الأسبوع المقبل، ولهذا أحس بقرف واشمئزاز شديد يصعب علي التعبير عنه بالكلام".

 

ولدت مارتيني في مدينة حلب، لكنها تخبرنا بأنه على الرغم من أن ديكسون رحبت بشخصية من أمثال غابارد، إلا أن ذلك لا يعبر عن شخصيتها الحقيقية، حيث قالت مخاطبة إياها: "إما أنك جاهلة ولا تعرفين من هي تولسي غابارد، أو لا يهمك الأمر، إلا أن الأمر مريع في كلتا الحالتين، لأنها إن كانت جاهلة فهي غير مناسبة لمنصب حاكم الولاية، وإن كانت تعرف، فالمصيبة أعظم. ولكن هل يعقل أنها تعرف من هي تلك المرأة ومن تقوم بدعمه، ومع ذلك يسعدها أن تؤيدها؟"

أخبرتنا مارتيني بأن أبويها اللذين يعملان في مجال الجراحة، أسسا مشفى في حلب خلال ثمانينيات القرن الماضي، وكان بيتهم على سطح ذلك المبنى، وقد كبرت شادية مارتيني وترعرعت في ذلك البيت.

هاجرت مارتيني من سوريا في عام 1992 بعدما درست في الخارج، وأعلنت بأنها لن تعود لتعيش تحت حكم "ديكتاتورية متوحشة" يديرها حافظ الأسد والد بشار الأسد. وقد حصلت مارتيني على إجازة في الهندسة المعمارية من جامعة حلب، وعلى ماجستير من جامعة ميتشيغان.

السورية شادية مارتيني

وعندما قامت المظاهرات العارمة في سوريا في عام 2011، أمر بشار الأسد جيشه بقتل المتظاهرين بكل وحشية، فبدأت الحرب التي استمرت لعقد من الزمان وقتل فيها أكثر من نصف مليون إنسان، بحسب ما أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان.

لا تسامحوا غابارد

تخبرنا مارتيني بأنها علمت في عام 2012 بأن مشفى والديها تعرض للقصف، وعن ذلك تقول: "كتب أحد أبناء عمومتي، وهو صيدلاني يعمل في المشفى نفسه، منشوراً على فيس بوك ذكر فيه بأن مشفى مارتيني تعرض للقصف، وبالطبع جن جنوني بسبب ذلك لأن أهلي يعيشون هناك، ولهذا صرت أتصل برقم هاتف أمي وأبي وبرقم المشفى، إلا أن أحداً لم يجب على اتصالاتي، فصرت أبكي، وتوترت كثيراً، ولهذا اتصلت بابن عمي فقال لي: إنهم جميعاً في القبو برفقة المرضى والجميع، لأن الكل يختبئ في هذا القبو، إلا أن القشعريرة تسري في جسدي عندما أسرد تلك القصة، لأنها مريعة، حيث أمضينا جميعاً ليلة مريعة جداً".

تقول مارتيني إنها علمت فيما بعد بأن الهجوم وقع عندما تعرضت دبابة على حاجز للتفتيش لإطلاق نار وهذا الحاجز كان بجوار المشفى، وتعلق على ذلك بقولها: "لا يهمهم أبداً إن كان هناك مشفى خلفهم، وأعني بذلك النظام السوري، لأن هذه هي ممارساته المعتادة".

وذلك النوع من الوحشية الذي تعتقد مارتيني بأن غابارد تؤيده وتشجع عليه ولهذا لا يجوز لأحد أن يصفح عنها.

يذكر أن غابارد أيدت السيناتور بيرني ساندرز في عام 2016، ما دفع البعض لوصفها بالتقدمية.

ولكن في عام 2017، فاجأت غابارد عندما كانت عضواً في الكونغرس عن الحزب الديمقراطي قادة حزبها بإعلانها عن لقاء جمعها ببشار الأسد خلال رحلتها إلى سوريا والتي وصفتها بأنها بعثة لتقصي الحقائق.

مدافعة عن الأسد وبوتين وترامب

تعرضت غابارد لانتقادات من قبل كلا الحزبين عندما وصفت معارضي الأسد بالإرهابيين، ثم شككت بمسؤولية نظام الأسد عن الهجوم بالأسلحة الكيماوية والذي وقع في نيسان 2017 وتسبب بمقتل أكثر من مئة إنسان.

كما وصفت غابارد من قبل اليمين واليسار بأنها مدافعة عن فلاديمير بوتين، كونها أيدت النقاط التي يدعمها الكرملين.

ترشحت غابارد في عام 2020 للرئاسة عن الحزب الديمقراطي لكنها فشلت، على الرغم من ترشح ساندرز من جديد في تلك الانتخابات، وهكذا فشل الاثنان أمام جو بايدن الذي أصبح رئيساً للبلاد اليوم. وفي مطلع هذا الشهر، أعلنت غابارد عن تركها للحزب الديمقراطي، حيث بدأت تتصدر حملات لصالح الكثير من أعضاء الحزب الجمهوري في عموم البلاد ممن كسبوا تأييد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، من أمثال المرشحة لمنصب حاكم ولاية أريزونا، كاري ليك، التي تواجه وزيرة الخارجية من الحزب الديمقراطي كاتي هوبز.

سبق أن صرحت غابارد بالآتي: "إن الديمقراطيين اليوم يعادون الناس على دينهم وروحانياتهم، فيشيطنون الشرطة ويحمون المجرمين على حساب الأميركيين الملتزمين بالقانون، وقد بات ديمقراطيو اليوم يؤمنون بالحدود المفتوحة وبتحويل الأمن القومي لسلاح من أجل تعقب الخصوم السياسيين وملاحقتهم".

ولكن بالنسبة لمارتيني فإن الذكرى التي تعود لعشرة أعوام للوراء والتي تشعرها بأنها كادت أن تفقد أبويها أكبر من مجرد سياسة، وعن ذلك تقول: "إن مجرد تذكر تفاصيل تلك القصة يشعرني بالتوتر والكآبة، ثم تأتي هذه المرأة لتقتحم المشهد وتطالب بالقدوم إلى ميتشيغان وتطلب من تودور ديكسون الدعم؟! لست أدري ما أقول، إذ لا توجد كلمات تعبر عن ذلك".

 

المصدر: Michigan Advance