icon
التغطية الحية

سوريون ينتخبون مرشحيهم في هولندا: متى ننتخب في وطننا؟

2021.03.17 | 15:33 دمشق

hwlndaaaaaaaaaa.jpg
الانتخابات البرلمانية في هولندا
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

"هل سيأتي يوم أستطيع فيه أن أنتخب مرشحي للبرلمان في سوريا الحرة كما أفعل الآن في هولندا" يتساءل أحد السوريين الذين حصلوا على الجنسية الهولندية مؤخراً بعد أن أدلى بصوته في الانتخابات البرلمانية الهولندية، في حين يقول آخر "هذه أول مرة أنتخب فيها، الآن أشعر بأن لصوتي قيمة".

وانتخب عدد من "الهولنديين الجدد" كما تسميهم وسائل الإعلام الهولندية مرشحيهم في الانتخابات البرلمانية في هولندا لأول مرة بحرية، وسط مشاعر مختلطة من الفرح لمشاركتهم بالانتخابات والحزن على حال وطنهم، معربين عن أمنياتهم بعودتهم يوماً ما إلى وطنهم الأم للمشاركة بانتخابات حرة ونزيهة بعد رحيل نظام الأسد.

سعادة وحزن!

السوري إبراهيم عارف (25 عاماً) طالب "هندسة عمارة" في جامعة إيرامسموس في روتردام ينتخب لأول مرة في حياته ويشعر حيال ذلك بالسعادة، ويقول عارف لموقع تلفزيون سوريا: "لم أنتخب بحياتي وهذه أول مرة أشعر بها بأن لصوتي قيمة وأستطيع أن أعبر عنه في الانتخابات بحرية تامة".

ويضيف: "الآن أستطيع أن أختار الحزب الذي يتوافق مع متطلباتي كطالب جامعي أولاً وواحد من الأقليات في المجتمع الهولندي ثانياً"، ويتابع أنا "اخترت حزب D66 كونه يولي اهتماما للتعليم كما أنه يعد من الأحزاب الداعمة والمدافعة عن حقوق الأقليات في هولندا".

عارف يشعر بالحزن لحال سوريا ويتمنى أن يأتي يوم ما ويستطيع فيه الإدلاء بصوته بحرية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في سوريا بعد رحيل نظام الأسد.

بدوره عمر العلي (45 عاماً) المنحدر من دمشق والذي يسكن بالقرب من مدينة زوترمير قال لموقع تلفزيون سوريا إن "جيلنا عانى من ديكتاتورية عائلة الأسد لسنين في سوريا.. نادراً ما كنت أشارك في الانتخابات البرلمانية.. ولم يكن لدينا انتخابات رئاسية، فجيلنا عاصر الاستفتاء فقط"، مضيفاً "الآن يحق لي أن أنتخب من أشاء بحرية وبلا خوف"، ويتابع العلي ساخراً: "للأسف لا يوجد هنا قائمة للجبهة الوطنية التقدمية لكي أنتخبها!".

ويضيف اللاجئ السوري سابقاً:"أنا انتخبت حزب دينك كونه يهتم بقضايا الأقليات ويدافع عنها وقد لمسنا ذلك عبر دعمه للاجئين السوريين في البرلمان على مدار السنوات الماضية".

العلي تمنى أيضاً أن يأتي يوم يستطيع فيه "الإدلاء بصوته بحرية بالانتخابات البرلمانية في سوريا حرة لا يحكمها نظام الأسد"، بحسب ما قال لموقع تلفزيون سوريا.

وسائل الإعلام الهولندية سلطت الضوء أيضاً على "الهولنديين الجدد" الذين يصوتون لأول مرة في الانتخابات البرلمانية الهولندية ومنهم هشام (55 عاماً) فلسطيني سوري لم ينتخب طوال حياته في سوريا واضطر إلى الفرار من سوريا ويعيش الآن مع أسرته في مدينة "لانديرد" منذ أكثر من 4 سنوات.

هشام حصل على الجنسية الهولندية مؤخراً، ويقول "قد يكون التصويت أمراً طبيعياً جداً بالنسبة لكم، ولكنه يعني الكثير بالنسبة لي لأنه بعد 55 عاماً أتيحت لي الفرصة أخيراً لإسماع صوتي"، بحسب صحيفة "إرينا" الهولندية.

عمران (33 عاماً) أيضاً يقول إنه سعيد لأنه سيسمح له بالتصويت "أشعر بالحرية والأمان"، لا يزال عمران يفكر في الحزب الذي يريد التصويت له، لكن من المهم جداً بالنسبة له أن يقوم الحزب بحماية اللاجئين ودعمهم، مضيفاً "أتيت إلى هولندا  كلاجئ، لذلك أعرف من تجربتي الخاصة مدى أهمية ذلك".

 

نفاق

واستخدم بعض المرشحين الهولنديين عن أحزاب مثل حزب "D66" أو "خرون لينكس" أو حزب "CDA" منصات على فيس بوك لإقناع الناخبين السوريين بالتصويت لهم، الأمر الذي يصفه السوري صبري ناصر البالغ من العمر 24 عاماً بـ"النفاق"، قائلاً "قبل أسابيع قليلة من الانتخابات ظهر عدة مرشحين فجأة في بثوث مباشرة بينما لم يكن لديهم في السابق أي اهتمام باللاجئين".

ويضيف صبري الذي يسكن في مدينة نايميخن والذي جاء إلى هولندا في عام 2014 بأنه "يهتم بشكل أساسي بأمور مثل العمل والرعاية الصحية والنقل العام في برامج الأحزاب الهولندية"، بحسب موقع تلفزيون "NPO3".
رملة مياري (23 عاماً) تعيش في العاصمة الهولندية أمستردام تفضل انتخاب أحد الأحزاب اليسارية التي تولي اهتماماً لموضوعات مثل الحد الأدنى  للأجور، المناخ، الرعاية والهجرة.

رضا أبو عساف (50 عاماً) سوري الجنسية ومقيم في هولندا منذ 2014، يعيش في مدينة أرنهيم مع زوجته وأطفاله الثلاثة،  يقول إنها المرة الأولى في حياتي التي سأصوت فيها، لم أشارك في الانتخابات أبداً في سوريا وكنت أشعر حينذاك أن التصويت لن يحدث أي فرق.

ويُسمح لنحو مئة ألف "هولندي جديد" بالتصويت لأول مرة هذا العام، ومعظمهم من اللاجئين الذين قدموا إلى هولندا خلال أزمة اللاجئين بين عامي 2014 و2016 والذين لديهم الآن جواز سفر هولندي، ومعظمهم من سوريا وإريتريا ودول أخرى.

ويشارك في الانتخابات ثلاثة مرشحين من أصول سورية وهم سومر شعبان عن حزب D66 ومحمد عكاري عن حزب "النداء" الإسلامي وأندرياس باكير عن حزب "منتدى الديمقراطية" اليميني.

وانطلقت الانتخابات البرلمانية في يوم الإثنين الخامس عشر من الشهر الجاري في ظل ظروف استثنائية تشهدها البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

ومن المتوقع أن يُعاد انتخاب رئيس الوزراء الليبرالي-المحافظ مارك روته الحاكم منذ 2010 لولاية رابعة، وتظهر استطلاعات الرأي فوزاً كبيراً لحزب "الشعب من أجل الحرية والديموقراطية" (وهو من يمين الوسط) الذي يتزعمه روته بحصده 25 % تقريباً من الأصوات متقدما بأشواط على منافسه الرئيسي حزب "من أجل الحرية" اليميني المتطرف الذي يتزعمه خيرت فيلدرز مع 13 % تقريباً.

وفي استطلاع الرأي الأخير الذي نُشر قبل يوم واحد من الانتخابات، من المتوقع أن يحصد حزب الشعب 31 مقعداً بفارق مقعدين عن نتائج انتخابات 2017 التي حصل فيها على 33 مقعداً، كما من المحتمل أن يحصل حزب الحرية المتطرف على 24 مقعداً بزيادة 4 مقاعد عن نتائج انتخابات 2017 التي حصل فيها على 20 مقعداً في البرلمان.

أما حزب D66 (داعم للاجئين) فمن المتوقع أن يحصد 17 مقعداً بخسارة مقعدين عن نتائج انتخابات 2017 التي حصل فيها على 19 مقعداً، كما من المتوقع أن يحصد حزب النداء الديمقراطي المسيحي 18 مقعداً بفارق مقعد عن انتخابات 2017 التي حصل فيها على 19 مقعداً.

ويبقى شكل الائتلاف الحكومي "غير واضح" رغم تلك التوقعات وكانت المشاورات لتشكيل ائتلاف بعد الانتخابات الأخيرة العام 2017 استمرت سبعة أشهر.