icon
التغطية الحية

الماسيان من حضن النظام إلى أحضان اليمين المتطرف الألماني (2) 

2021.01.29 | 04:54 دمشق

1610187721.jpg
برلين - محمد نجمة
+A
حجم الخط
-A

كنا قد ذكرنا في تقريرنا السابق عن الماسيان وعن علاقته مع نظام الأسد، وولائه لبشار الأسد، وأوضحنا طبيعة الدور الذي يلعبه الماسيان في ألمانيا ضد اللاجئين السوريين هناك من خلال حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني، وحاولنا جاهدين معرفة ماهيّة الأمور التي أوكِلت إلى الماسيان والتي من أجلها قَدِمَ إلى ألمانيا. 

الماسيان وعلاقته بمانويل أوكسنيرايتر 

مانويل أوكسنيرايتر ألماني الجنسية ويعد في ألمانيا يميني متطرف، وكان ينتمي إلى حزب البديل من أجل ألمانيا ويعرف عنه بأنه يميني متشدد. 

أظهرت إحدى الصور التي تم نشرها في عام 2011 والتي بدورنا قمنا بالتحقق من صحتها، عن زيارة لمانويل أوكسنيرايتر إلى حزب الله اللبناني والذي تم تصنيفه مؤخراً في ألمانيا على أنه تنظيم إرهابي. واجتمع هناك مع قيادي في الحزب وبعدها بدأت زياراته إلى سوريا بالتزامن مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة السورية. 

1_4.jpg
مانويل برفقة قيادي بحزب الله اللبناني 

 

وفي زيارته إلى دمشق في عام 2012 زار أحد المشافي العسكرية وصور خلالها فيديو قصير يظهر فيه عناصر وضباط من التابعين للنظام بعد تعرضهم لإصابات خلال الحرب. 

وفي تحقيق صحفي لموقع (تي أون لاين) قام به الصحفي فيناند أفاد بأنه قد وجد مقالين عن الماسيان في المجلة العسكرية الألمانية اليمينية المتطرفة والتي تم نشرهم في عام 2013 عندما كان رئيس تحرير المجلة آنذاك مانويل أوكسينرايتر. 

ومن بين زيارات أوكسنرايتر إلى سوريا وتحديداً في صيف 2014 التقى بكيفورك الماسيان في حلب، وادعى الماسيان في عدة مناسبات أنه وخلال تلك الزيارة وعندما كانا يتجولان في مدينة حلب السورية بالسيارة تم استهدافهم بعيارات نارية ولكن لم يصب أحدهم بأذى. 

2_3.jpg
الماسيان بصحبة مانويل أوكسنرايتر في حلب

 

وفي أيار من عام 2015 التقوا مجدداً بعد تلبيتهم الدعوة لمؤتمر تم تنظيمه من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا في مدينة دونيتسك الأوكرانية، بعد إعلان جمهوريتهم الشعبية غير المعترف بها دولياً. 

فكان يجلس في المؤتمر وفي الصفوف الأولى كُلاً من مانويل أوكسنرايتر وإلى جانبه ماركوس فروهنماير الرئيس السابق لشبيبة حزب البديل وعضو البرلمان الحالي، ويدعي الماسيان أنه  تعرف على فروهنماير للمرة الأولى في المؤتمر هناك. 

وذكر موقع (تي أون لاين) بأن الماسيان يرد على أسئلة الألمان على شبكة الإنترنيت بشكل دائم بأنه لا ينتمي إلى أي حزب بل هو مناصر لأي حزب سياسي يدعم قوات نظام الأسد. 

الماسيان وعلاقته مع الفلسطينيين السوريين المؤيدين لنظام الأسد 

خلق الماسيان قنوات اتصال مع الفلسطينيين – السوريين المؤيدين للنظام، وتمثلت تلك العلاقة بمحمد جلبوط المؤيد لنظام الأسد ورئيس مجلس إدارة جمعية نور للإغاثة والتنمية والتي يقول الناشطون الفلسطينيون المعارضون لنظام الأسد بأنها تتلقى تمويلها مباشرةً من أسماء الأسد. 

3_4.jpg
محمد جلبوط برفقة أسماء الأسد

وفي تعريف بسيط عن محمد جلبوط فهو من التبعية الفلسطينية ونشأ وعاش في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع في جنوب العاصمة دمشق والذي دائماً ما تثار الشكوك حوله في كثير من الأمور وعُرٍفَ عنه منذ انطلاق ثورة الحرية أنه مؤيد شرس لنظام الأسد، ويتهمه الناشطون الفلسطينيون بشكل دائم بأنه قام بتسليم عدد كبير من الناشطين الفلسطينيين المعارضين للأسد وكان أشهرهم المصور الصحفي نيراز سعيد الذي قضى تحت التعذيب في أقبية المعتقلات الأسدية. 

يظهر محمد جلبوط في كثير من الصور التي يقوم بنشرها على صفحته الشخصية في الفيس بوك برفقة كثير من السياسيين الروس والإيرانيين ويتردد بشكل دائم إلى أوروبا بتأشيرة سفر يقول بعض المقربين منه بأنه يحصل عليها دائماً من السفارة الألمانية في بيروت. 

وذكروا أيضاً بأن علاقة التقارب بين الماسيان والجلبوط بدأت في عام 2013 وأن هذه العلاقة لم تنشأ بمحض الصدفة وإنما كانت بدايتها في ممرات ومكاتب فروع الأمن التابعة لنظام الأسد، وارتبط اسم الماسيان في كثير من الأحيان بمحمد جلبوط. حيث أسسوا المكتب الإعلامي السوري، وبما يخص ذلك نشر كيفورك الماسيان على صفحته في الفيس بوك في 4 من أيلول 2015 صورة تجمعه مع محمد جلبوط وبعض الأشخاص الآخرين وكتب " اجتماع المكتب الإعلامي السوري في لبنان". 

4_2.jpg
لأعضاء المكتب الإعلامي السوري في لبنان
ويظهر الجلبوط برفقة الماسيان

وفي زيارات محمد جلبوط المتكررة إلى أوروبا كان يلتقي دائماً بالماسيان في ألمانيا، قال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا (رفض ذكر اسمه) إن لقاءات الماسيان والجلبوط كانت لتبادل معلومات استخبارية والمُراد منها هو نقلها بشكل سري إلى النظام. وتظهر كثير من الصور لمحمد جلبوط برفقة الماسيان في العاصمة الألمانية برلين. 

وأكد ذلك تحقيق بُث على قناة الجزيرة تحت عنوان البحث "عن جلادي الأسد" تحدث فيه ناشطون عن أن الجلبوط ومن خلال زياراته إلى ألمانيا يقوم بإعطاء الماسيان المهام والمعلومات السرية الجديدة الصادرة عن النظام ليقوم الأخير بتنفيذها. 

وقال أيضاً أحد أعضاء فريق البحث الصحفي باتريك هيلسمان في التحقيق الذي أجرته الجزيرة أن اسم الماسيان لم يرتبط فقط باليمين المتطرف الألماني بل وأيضاً باليمين المتطرف الأميركي وهذا مدعاة للسخرية. 

5_3.jpg
محمد جلبوط والماسيان في برلين من أمام بوابة برلين

الماسيان ومعاركه القضائية ضد الناشطين السوريين في ألمانيا

لم يتوانَ الماسيان أبداً بالدخول في معارك قضائية ورفع دعوات لدى المحاكم الألمانية ضد الناشطين والناشطات السوريين المعارضين في ألمانيا والذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن رأيهم بكل حرية، وبعد التحدث مع أحدهم قال: لا يجدون هذا التصرف من الماسيان غريباً بل هو متوقع، فهو طالب مجتهد تخرج من مدارس البعث والأسد، وفكرة إقصاء الآخر وعدم تقبل النقد والرأي الآخر ووصف من يعارضونه ويعارضون النظام السوري بالإرهاب بشكل مستمر كل ذلك تعلمه ودرسه في تلك المدارس، ولو كان الماسيان ونحن في سوريا وقمنا بالرد عليه كما نرد عليه هنا أقصد في ألمانيا لوجدت صورنا من ضمن الصور التي سربها القيصر ولكن ولحسن الحظ أننا موجودون في ألمانيا في دولة يسودها القانون والعدل وحرية الرأي والتعبير ولا يوجد بها محسوبيات وفروع أمن يُعذب فيها الناس حتى الموت. 

كيف تم سحب صفة اللجوء من كيفورك الماسيان؟ 

كتبت صحيفة فيلت الألمانية بأن دائرة الهجرة واللجوء الألمانية سحبت صفة اللجوء من كيفورك الماسيان لزوال سبب اللجوء ولأنه مؤيد لنظام بشار الأسد وهذا ما اعترف به الماسيان في بث مباشر على صفحته الشخصية في الفيس بوك. 

في الشهر الأخير من عام 2018 صدر تعديل على قانون اللجوء في ألمانيا ينص على أنه يتوجب على دائرة الهجرة واللجوء إعادة دراسة وتقييم طلبات اللجوء للاجئين بعد ثلاث سنوات من تاريخ تقديم طلب لجوئهم الأول وبالأخص للاجئين الذين قدموا إلى ألمانيا في عام 2015 و2016 ومن عملوا مقابلات لجوء كتابية وليس شفهية، ويشمل هذا القرار السوريين الذين دخلوا في تلك الأعوام إلى ألمانيا.  

وترسل بهذه الحالة الدائرة موعدا عن طريق البريد إلى مقدم الطلب ودعوته إلى جلسة استماع جديدة، ويقوم الموظفون المعنيون خلال تلك الجلسة بطرح أسئلة على طالب اللجوء. وبعد انتهاء الجلسة يتم إعادة تقييم وضع اللاجئ، فإما أن يبقى وضعه كما هو عليه، أو يتم سحب صفة اللجوء منه. 

 وصرح كيفورك الماسيان في بثه المباشر الذي تحدث به عن قضية ترحيله أنه تلقى من دائرة الهجرة واللجوء في الصيف الماضي قرارا يقضي بسحب صفة لاجئ منه والسبب أنه من المؤيدين لنظام بشار الأسد، وأنه قد قدم طعنا بالمحكمة في ألمانيا. وفي هذه الحالة يتم تجميد قرار دائرة الهجرة واللجوء مبدئياً من قبل المحكمة إلى حين البت في القضية قضائياً، وهنا نريد الإشارة إلى أنه حتى ولو صدر الحكم في المحكمة لصالح كيفورك الماسيان يحق لدائرة الهجرة واللجوء في ألمانيا تقديم طعن لدى المحاكم المختصة بقرار الحكم.  

أما عن ترحيل كيفورك الماسيان من ألمانيا إلى سوريا في الوقت الراهن فهو معقد ومرتبط بتنفيذ وقف حظر ترحيل السوريين الذي صدر عن وزراء الداخلية الألمان مؤخراً، والذي ما يزال قيد البحث لدى الحكومة الفدرالية.