icon
التغطية الحية

سوريون مهجّرون ينجحون بزراعة الموز في إدلب وجنوبي تركيا |صور

2022.01.23 | 15:58 دمشق

زراعة الموز في إدلب
زراعة الموز في إدلب والجنوب التركي (تلفزيون سوريا)
+A
حجم الخط
-A

نجح سوريون مهجّرون بإدخال زراعة الموز إلى محافظة إدلب وإلى الجنوب التركي قرب الحدود مع سوريا، بالتزامن مع توقّف زراعته في الساحل السوري، واستيراد الموز اللبناني إلى مناطق سيطرة "النظام".

بعد التهجير القسري للسوريين على يد "النظام" وحلفائه ونقلهم إلى شمال غربي سوريا وانتقال العديد منهم إلى جنوبي تركيا، تمكّن المهجّرون من إعادة افتتاح مشاريعهم الزراعية التي سبق أن افتتحوها في المناطق التي هُجّروا منها.

حسام الريس - مزارع سوري ومهجّر من ريف دمشق - وصل إلى ولاية هاتاي جنوبي تركيا، عام 2019، وفور وصوله بدأ مجدداً العمل بالزراعة وافتتاح بيوت بلاستيكية لزراعة مختلف أنواع الخضار والفواكة، إلى أن استقر على التخصّص بزراعة الموز، والتي تدر عليه واردات وفيرة أفضل من غيرها، وفقاً لقوله.

يقول "الريس" لموقع تلفزيون سوريا إنّ ولاية هاتاي والحدود السورية التركية تتميّز بخصوبة التربة ومناخها المناسب للزراعة، موضحاً: "بدأنا بالزراعة التقليدية كزراعة الخضار مثل البندورة والبطيخ والخيار، لكن وجود المنافسين الذين يزرعون آلاف الهكتارات جعلنا نتحوّل إلى الزراعة النوعية ضمن البيوت البلاستيكية كزراعة الموز".

وتابع: "زراعة الموز ليست سهلة وتخصصية وتحتاج إلى كلفة كبيرة بسبب أن شركات خاصة تشرف عليها، لكن وبحسب خبرتنا الزراعية في سوريا ووجود مهندسين محليين، استطعنا تصميم بيوت بلاستيكية بإشراف وتصميم ذاتي وبكلفة صغيرة مما هيّأ لنا نجاح مشروع زراعة الموز"، مشيراً إلى أنّ "كلفة مساحة دونم واحد من البيوت البلاستيكية يزيد على 15 ألف دولار، ولكننا جهّزنا الدونم الواحد بأقل من 10 آلاف دولار".

وبحسب "الريس" فإنّ السوريين تميّزوا ونجحوا بزراعة الموز جنوبي تركيا لعدة أسباب: أوّلها أنّ زراعة الموز تتميّز بعدم حاجتها لليد العاملة، وبيع المنتج قبل قطفه من قبل شركات التصدير والشركات المحلية، إضافةً لاقتران الموز بالبورصة والدولار ما يسهّل التأمين على المبالغ التي تُنفق على زراعة الموز"، مردفاً "هذه الميّزات أسهمت بنجاح زراعتنا وافتتاح عشرات الهنكارات من البيوت البلاستيكية ومئات الدونمات من الزراعة المختصة بالموز".

ويضيف "الريس" أنّ الدولة التركية تسعى إلى محاربة الاستيراد ورفع الضرائب على الموز المستورد، وهذا بكل تأكيد سهّل عملية تأمين بيع المحصول، وما شجّع على الإنتاج المحلي أيضاً، تخصيص ما يُعرف بـ"الهبة التركية" وهي مبلغ يقدّر بنحو 30% مساعدة من قيمة المشروع وحافز تشجيعي للزراعة، لافتاً إلى أنّه "مع ارتفاع أسعار المواد الأولية وارتفاع كلفة الأسعار، فإنّتا ما زلنا نحافظ على أسعار منتجاتنا وتوسيع زراعتنا للموز وافتتاح المزيد من البيوت المحمية الخاصة بزراعته".

نجاح زراعة الموز تكرّر من الحدود السورية التركية وعبر الداخل السوري وتحديداً في منطقة دركوش غربي إدلب، حيث أكّد زارعو الموز شمال غربي سوريا، أن وفرة المياه والخصوبة والمناخ للمنطقة كان من ضمن العوامل التي أسهمت بنجاح تجربتهم.

سليمان - أحد المزارعين في إدلب - قال لموقع تلفزيون سوريا إنّ منطقة شمال غربي سوريا قادرة على تحقيق اكتفاء ذاتي وجعل سعر الموز منخفضاً في حال توجّه مزارعي المنطقة إلى زراعته، داعياً إلى العمل على زراعتهِ في مناطق الشمال السوري.

وبحسب "سليمان" فإنّ تجربة زراعة الموز نجحت، خلال العام المنصرم، وحقّقت محصولاً وافراً وربحاً جيداً، لكن يبقى عدم وجود المؤسسات والجمعيات الخاصة بدعم الفلاحين ودعم الإنتاج المحلي وتوزيع الأسمدة والأدوية المخصصة عائقاً أمام آلاف الفلاحين في محاولتهم زراعة الموز أو تطوير البيوت البلاستيكية ومحاولة إنتاج محاصيل جديدة، خصوصاً في ظل استخدام العملة التركية وانخفاض قيمتها أمام الدولار وغلاء أسعار الأسمدة والأدوية ومعدات البيوت البلاستيكية، وهذا ما توفّر للمزارع في تركيا.