icon
التغطية الحية

سجن سري وجثث.. ماذا وُجد داخل مقار "أبو علي خضر" في اللاذقية؟

2024.01.26 | 04:09 دمشق

آخر تحديث: 26.01.2024 | 04:09 دمشق

خضر طاهر المعروف بـ "أبو علي خضر"
خضر طاهر المعروف بـ "أبو علي خضر"
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

قال موقع "صوت العاصمة" المحلي، إن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، عثرت على سجن سريّ داخل أحد المستودعات العائدة إلى رجل الأعمال السوري المقرب من النظام خضر طاهر المعروف باسم "أبو علي خضر" في محافظة اللاذقية غربي سوريا.

وفي 16 من الشهر الجاري، ذكر الموقع أن أجهزة النظام السوري الأمنية دهمت أحد مستودعات المدعو "أبو علي خضر" في مدينة اللاذقية، واشتبكت مع مجموعة الحراسة المكلفة بحماية المبنى، وذلك بعد أيام من ظهور خلافات كبيرة بين "خضر" و"الفرقة الرابعة" التي عمل لصالحها خلال السنوات الماضية.

وذكر الموقع أن مداهمة مقار أبو علي خضر، أسفرت عن مقتل عدد من حراس أحد المستودعات وإصابة آخرين، لتعثر القوى المداهمة على ثلاثة مخطوفين قيل إن أحدهم ابن تاجر معروف من مدينة حلب.

سجن سريّ

ووفق المصدر، فإن المستودع المذكور كان يحوي سجناً سرياً تحت الأرض، وغرفاً مخصصة لاحتجاز المختطفين، إذ تستخدمه جماعات مرتبطة بتجارة أبو علي خضر، لتخزين المشروبات الروحية والعصائر المهربة وبضائع تبغية يحتكر خضر تجارتها في سوريا.

وأكد المصدر اكتشاف رفاة شخصين بعد استخراجها من فناء المستودع المذكور، مع ضبط أسلحة رشاشة ومواد مخدرة وكميات من المبالغ المالية المزورة، في حين ما يزال مصير أبو علي خضر مجهولاً، مع استمرار الاعتقالات بحق شخصيات مرتبطة به.

أنباء عن رفع الحصانة عن "أبو علي خضر"

وكانت قد تعرضت مكاتب ومنازل تعود ملكيتها لـ"خضر" وشركاه وأشخاص يعملون لصالحه، في وقت سابق، لعمليات دهم مشابهة نفذتها دوريات تعمل لصالح "القصر الجمهوري" أي بتوجيه مباشر من رئيس النظام بشار الأسد، وذلك بعد انتشار أنباء عن رفع حصانة "عائلة الأسد" عن خضر وملاحقته ومصادرة أمواله.

وبدأت الخلافات بين خضر والنظام السوري تظهر للعلن في تشرين الأول من العام الفائت، بعد أن شنت مجموعات تتبع لمكتب "أمن الفرقة الرابعة" بالتنسيق مع إدارة الجمارك حملات استهدفت خلالها البضائع المهربة التي تحمل شعار "شركة الميرا" التجارية المملوكة لخضر، ليتبعها إغلاق لبعض ممرات التهريب بين سوريا ولبنان والتي تستخدمها شركات خضر لاستقدام بضائعها الأجنبية، وبيعها في الأسواق .

هل قرر النظام السوري إنهاء ملف "أبو علي خضر"

منذ عدة أيام بدأت بعض الحسابات على فيس بوك من إعلاميين ومقربين من النظام السوري بالتلميح إلى صدور توجيهات من بشار الأسد لتوقيف أسماء معروفة "من الفاسدين". بالتزامن مع ذلك كتب وضاح عبد ربه رئيس تحرير صحيفة الوطن المقربة من النظام على صفحته الشخصية في فيس بوك منشوراً غير واضح قال فيه "يمهل ولا يهمل"، ثم نشر الخبير الاقتصادي المقرب من النظام عامر شهدا منشوراً كتب فيه "الرئيس الأسد يضرب بيد من حديد شبكة فساد في سوريا طالت رؤوساً معروفة".

تشير كل المعلومات التي توصل إليها موقع تلفزيون سوريا عبر مصادر مطلعة، إلى وجود حملة تمهيد لإذاعة خبر حول "أبو علي خضر"، واستدعائه للتحقيق بتهم فساد كبيرة وتجاوزات بلغت حد اعتقال بعض التجار وابتزازهم بالتعاون مع ضباط في وزارة الداخلية والجيش في سبيل الحصول على إتاوات بالمليارات وإجبارهم على العمل لصالحه لدعم إمبراطوريته الاحتكارية.

من هو أبو علي خضر؟

ينحدر من مدينة صافيتا بمحافظة طرطوس، تقرب من ماهر الأسد بعد حمايته لقافلة للفرقة الرابعة عام 2016، ليصبح مسؤولاً عن هذه المهمة باستخدام بعض مسلحي بلدته، ويرأسها صهره إيهاب الراعي، جميعهم حملوا بطاقات أمنية من "الفرقة الرابعة".

أنشأ خضر شركة "القلعة للحماية والحراسة والخدمات الأمنية" في العام 2017 للسبب ذاته، وباتت لها امتيازات أمنية بسبب تقربه من ماهر الأسد وقيادته لفرقة مسلحة، حتى إن قناة "السورية الإخبارية" اضطرت إلى حذف مقابلة لرئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، فارس الشهابي، بعد أن قام بتسمية "أبو علي خضر" صراحة بمسؤوليته عن فرض إتاوات على المصانع الحلبية، بالإضافة إلى حادثته الشهيرة مع وزير داخلية النظام محمد خالد الرحمون في شباط من العام 2019.

أنشأ خضر كثيراً من المشاريع الاحتكارية، في قطاعات الاتصالات والمقاولات والمعادن والنقل والسياحة وتحويل الأموال والأمن، منها شركة إيلا للدعاية والإعلان التي استولت على اللوحات الإعلانية الطرقية التي كانت سابقاً مستثمرة من قبل "المجموعة المتحدة للنشر والإعلان والتسويق "UG" (كونكورد)، إضافةً إلى تأسيسه شركة إيماتل للاتصالات بدعم من أسماء الأسد.

في تشرين الأول من العام 2020، تم إدراج طاهر ضمن قائمة العقوبات الأميركية، ضمن "قانون قيصر"، لتوجيهه عناصر ميليشياته لتحصيل الرسوم على الحواجز والمعابر الداخلية التي تسيطر عليها "الفرقة الرابعة"، وتربط بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة، بالإضافة إلى المعابر مع لبنان، فضلاً عن إدراج شركاته كلها ضمن قائمة العقوبات.