icon
التغطية الحية

"ركود غير مسبوق منذ 100 عام".. شلل يصيب سوق العقارات في سوريا

2024.02.07 | 11:13 دمشق

العروض كثيرة ولكن الطلب قليل فأسر كثيرة تعرض شققها للبيع لتشتري أصغر منها - AFP
العروض كثيرة ولكن الطلب قليل.. أسر كثيرة تعرض شققها للبيع لتشتري أصغر منها - AFP
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

يواجه سوق العقارات في سوريا حالة ركود غير مسبوقة، وشلل شبه تام يسيطر على حركة بيع وشراء الشقق السكنية، نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات البناء والإكساء وأجور العمالة التي ارتفعت 3 مرات خلال العام الماضي بنسب مضاعفة.

عدد من أصحاب المكاتب العقارية في حماة، قالوا لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إن العروض كثيرة ولكن الطلب قليل، فأسر كثيرة تعرض شققها للبيع لتشتري أصغر منها، لتنفق ما يزيد لديها من نقود على ضروريات الحياة.

وذكر بعضهم أن الغلاء الفاحش جعل العديد من الأسر تفكر ببيع منازلها الكبيرة لتشتري منزلاً أصغر، كي تستطيع العيش بشكل مقبول أو جيد في ظل تنامي الغلاء الفاحش، وخصوصاً أن تلك الأسر لم تعد كبيرة، فمعظم أفرادها الشباب هاجروا إلى الخليج أو دول أوروبا.

ولفت آخرون إلى أن البيوع إذا وجدت، تقتصر على المغتربين الذين يطلبون شققاً بأثاثها وفرشها، مما ينتشر عرضُه على صفحات (الفيس بوك)، فنتواصل نحن مع العارضين ونوفق بين الطرفين.

"منذ 100 عام لم تشهد حركة البناء شللاً مثل اليوم"

وقال متعهد البناء، خير الله حوايني، إنه منذ نحو 100 عام لم تشهد حركة البناء في محافظة حماة شللاً كالذي يخنقها اليوم.

وأضاف أن "محاضر البناء مقفلة إلى أجل غير معلوم، وغلاء الإسمنت والقيمة الرائجة للرسوم المالية والرسوم النقابية، كأنياب ذئب مزقت حركة البناء وأدت إلى تفسخ مقيت لسوق العمل العمراني، تبعه انهيار مئات الحرف وانقطاع أرزاق الآلاف من أرباب المهن اليدوية كالنجارين والحدادين والدهانين ومكاتب الهندسة، ومهن السباكة والتلييس والتبليط وغيرها من المهن الأخرى المرتبطة بسوق البناء".

ولفت إلى أن آلاف الأيدي العاملة باتت بلا عمل وبلا نشاط وفقدت مصدر رزقها، وهي غير مؤهلة لدخول أنشطة بديلة بسبب الوضع الاقتصادي المتردي.

وأشار إلى أن تضاعف تكاليف الإنتاج بشكل جنوني في وقت لا يملك فيه المواطن أي قوة شرائية، جعل حلم الشباب بالحصول على شقة سكنية بأصغر حجم ممكن مستحيلاً.

أسعار العقارات في دمشق تضاهي باريس

وكان الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، عابد فضلية، قال إنه وقياساً لفترة ما قبل 2011 فقد ارتفعت أسعار العقارات بالمتوسط وعموماً بمقدار 20 ضعفاً، وبحسب المنطقة والمحافظة فقد ارتفعت ما بين 15 و30 ضعفاً، كما ارتفعت كلفة بناء العقارات بنسبة التضخم نفسها لأسباب أهمها ارتفاع أسعار الإسمنت الذي تنتجه وتبيعه جهات القطاع العام التي رفعت أسعاره بنسب كبيرة.

وأضاف: "إننا نستطيع المقارنة بين أسعار العقارات في البلاد وبين أسعارها في دول أخرى إذا استطعنا أن نعرف ونقارن كم هو متوسط الدخل بين سوريا ودولة أخرى، وهذا غير معروف بدقة، لكن ما هو معروف أن متوسط الدخل لدينا هو الأقل عالمياً في حين تتساوى تقريباً (وفق سعر الصرف الرسمي) أسعار العقارات في سوريا مع أسعارها في الأردن أو في لبنان أو في العراق أو في تركيا أو حتى في فرنسا وغيرها".