icon
التغطية الحية

رغم تحسّن الإنتاج.. تسويق البطاطا يهدّد المزارعين في ريف حلب |صور

2023.07.17 | 05:10 دمشق

حصاد البطاطا
موسم حصاد البطاطا في ريف حلب - تموز 2023 (تلفزيون سوريا)
+A
حجم الخط
-A

يشتكي مزارعو البطاطا في مناطق بريفي حلب الشمالي والشرقي، من صعوبة تسويق منتجاتهم في السوق المحلية، رغم تحسّن الجودة الإنتاجية وتعدّد الأصناف، فضلاً عن توسع المساحات المزروعة.

وبدأ المزارعون موسم حصاد البطاطا، منذ مطلع تموز الجاري، ضمن سلسلة دورية للعروة الربعية للعام الحالي 2023، لكن انخفاض الأسعار في السوق المحلية دفعهم إلى تخزينها.

ومن بين المزارعين المشتكين، محمد صالح الذي اكتفى ببيع قسم من محصوله في سوق الهال بمدينة الباب شرقي حلب، واضطر إلى تخزين باقي الإنتاج في مراكز تبريد الخضراوات، كما فعل معظم المزارعين.

وقال المزارع - ينحدر من مدينة مارع شمالي حلب - خلال حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا: إنّ "إنتاج محصول البطاطا رغم تحسّنه يغطّي الكلفة الزراعية التي وضعتها في الأرض، لكن انخفاض سعر الطن في السوق المحلية، لا يوفّر هامش ربح جيد".

وأضاف: "الكلفة الزراعية لـ هكتار من البطاطا تبلغ 6 آلاف دولار أميركي منذ مرحلة الزراعة وصولاً إلى الإنتاج، في حين يُنتج الهكتار 50 طناً ضمن الحد المتوسط، في حين تنتج بعض أصناف البطاطا أكثر أو أقل بحسب موقع الأرض، ووفقاً للإنتاج يحدّد الربح والخسارة".

وأوضح: "بعت طن البطاطا بـ155 دولاراً أميركياً، بعد خصم كلفة الدلالة والنقل إلى سوق الهال، ووفقاً للسعر أحقّق هامش ربح محدود في حال كان إنتاج الدونم خمسة أطنان، وأدنى من ذلك أخسر من الكلفة الزراعية".

ويتراوح سعر طن البطاطا في سوق الهال بمدينة الباب (السوق الأوّل على مستوى شمال غربي سوريا) بين 150 و225 دولاراً أميركياً، تبعاً للجودة والصنف الذي يتميّز به المحصول، في حين قد تُباع أقل من هذا السعر في حال فشل المشروع الزراعي.

هيثم حافظ - دلال في سوق الهال - قال لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "الدرجة الأولى يتراوح سعرها 175 و225 دولاراً، والدرجة الثانية والثالثة بين 150 و175 دولاراً، ويعد صنف البطاطا (سنرجي) من الدرجة الأولى والأكثر طلباً للتصدير إلى دول الخليج".

وأضاف: "يتم تصدير محصول البطاطا بحسب جودتها وصنفها إلى دول الخليج والعراق، عبر تركيا، لكن التصدير إلى العراق متوقّف حالياً بسبب الروزنامة الزراعية".

التسويق يهدّد المزارعين

وأشار "حافظ" إلى أنّ إنتاج محصول البطاطا كان جيّداً، خلال الموسم الحالي، لكن صعوبة التسويق تهدّد المزارعين الذين يضطرون إلى دفع تكاليف إضافية في التخزين والتبريد والتي تصل إلى 25 دولاراً أميركياً للطن الواحد لمدة ثلاثة أشهر".

وتعد عملية التسويق للمنتج الزراعي تحدياً إضافياً يرافق المزارعين إلى جانب العوامل الطبيعية وارتفاع تكاليف الزراعة، حيث يعوّل معظم المزارعين على ضرورية وجود روزنامة زراعية تهدف إلى الحفاظ على سعر المنتج المحلي وضمان هامش الربح للمزارعين، فضلاً عن تسويق منتجاتهم إلى تركيا ومختلف دول العالم.

وعمِلت منظمات سوريّة - بينها مؤسسة البوصلة للتنمية والإبداع - على تعزيز التنمية الزراعية والأمن الغذائي في الشمال السوري، وتقديم استراتيجيات فعالة في الإرشاد والتمكين الزراعي.

وقال مدير برامج مؤسسة "البوصلة" مصطفى سيد لـ موقع تلفزيون سوريا: إنّ "البرنامج قدّم للمزارعين أصولاً زراعية وبذاراً عالية الجودة إضافة إلى معدات مساندة لعمليات الزراعة مثل معدات الري بالتنقيط ومواد صناعة الكمبوست".

وأضاف أنّ المشروع نُفّذ في منطقة مارع واستهدف 50 مزارعاً ومزارعة، وبلغت المساحة المزروعة 50 هكتاراً، حيث خصّصت 1200 كيلوغرام من البطاطا العالية الجودة من صنفي (سلفانا وأريزونا) لكل هكتار.

وفي السياق، وجّهت مؤسسة إكثار البذار في الحكومة السورية المؤقتة، الدعم إلى ألف مزارع، تضمن:

  • ألف طن من بذار البطاطا من 4 أصناف ذات إنتاجية عالية.
  • 400 طن من السماد المركّب.
  • خمسة آلاف ظرف لمكافحة الأمراض الفطرية.
  • 800 ليتر مبيد حشري.
  • 1.2 كيس بولي إيتيلين مخصصة لتعبئة الحقوق المدعومة.

وقال مدير المؤسسة معن ناصر خلال حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا: إنّ "مساحة المشروع بلغت زراعة 800 هكتار بطاطا، بإنتاج نحو 32 طناً، حيث تلقّى كل مزارع دعماً بالمدخلات الزراعية يقدر مالياً بـ (1700 دولار أميركي)".

وأضاف: "لا يوجد إحصائية دقيقة عن المساحات المزروعة بمادة البطاطا، لكن تقدر بحسب كميات البذار الإجمالي التي دخلت إلى ريفي حلب الشمالي والشرقي خلال العروة الربيعية لعام 2023 بنحو 6 آلاف و400 هكتار".

يشار إلى أنّ محصول البطاطا يعدّ من المحاصيل المهمة التي تُزرع في الشمال السوري، وتعتمد عليه شريحة واسعة من المزارعين، ما أسهم في توسيع رقعة المساحات المزروعة، فضلاً عن الأهمية الغذائية التي تمثلها البطاطا، إذ تشكل جزءاً رئيسياً من غذاء العائلة السوريّة.