icon
التغطية الحية

البطاطا في إدلب.. زيادة في الإنتاج وتصدير إلى أسواق الخليج |صور

2023.01.20 | 06:17 دمشق

حصاد البطاطا في إدلب
موسم حصاد البطاطا في إدلب - كانون الثاني 2023 (تلفزيون سوريا)
إدلب - عبد المجيد القرح
+A
حجم الخط
-A

تعد زراعة البطاطا من أهم المحاصيل الزراعية في محافظة إدلب، وتأتي في المرتبة الثانية بعد القمح من ناحية الاستهلاك، وشهدت انتشاراً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث تضاعف الإنتاج ووصل السوق المحلي إلى حد الاكتفاء، ما جعل التجّار يبدؤون بتصدير البطاطا إلى الأسواق الخارجية.

زيادة معدل إنتاج البطاطا إلى الضعف

تتركز زراعة البطاطا الخريفية في معظمها بمحافظات حلب وإدلب وحمص وحماة، لكنّها ضعفت خلال سنوات الحرب، قبل أن تعود مؤخّراً وتتوسّع بشكل أكبر، خاصة خلال العام المنصرم 2022، لتصل إلى أعلى معدلاتها منذ 3 سنوات.

وخلال العام الجاري 2023، بلغ إنتاج البطاط 36 ألف طن لمساحة مزروعة تقدر بـ1300 هكتار، وهو ضعف معدل زراعتها في السنة السابقة 2021 التي بلغت 17 ألفاً و200 طن بمساحة مزروعة تقدّر بـ760 هكتاراً تقريباً، كما ازداد إنتاج البطاطا الربيعية أيضاً هذا العام إذ بلغ ما يقارب الـ41 طناً بينما بلغ 18 طناً عام 2021، وفق الأرقام الواردة من وزارة الري والزراعة في "حكومة الإنقاذ".

وبحسب تجّار البطاطا في إدلب، فإنّ الإنتاج هذا العام فاق الاحتياج المحلي، وقد أوضح أحمد جوير (أبو عناد) أحد تجّار سوق الهال في معرة مصرين، وهو السوق الرئيسي للخضراوات في محافظة إدلب، أنّ "البطاطا تغطّي السوق ويوجد فائض كبير، لأنّ إنتاج هذه السنة كان عالياً".

وأضاف أنّ التجّار بدؤوا بتصدير البطاطا إلى الأسواق الخارجية، خاصةً دول الخليج، ولكن بكميّات قليلة، مردفاً: "الطرقات مفتوحة لكن ما يزال التصدير بنسبة بسيطة".

من جانبه قال مدير عام مديرية الزراعة في إدلب تمّام الحمود لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّه بسبب أهمّية المحصول الإستراتيجي في المنطقة، فإنّ "الإنقاذ" تولي زراعة البطاطا أهمّية خاصة، مضيفاً أنّ "وزارة الزراعية تُشرف على استيراد البذار وإدخالها من المعابر ومتابعتها من خلال دائرة الحجر الزراعي للتأكد من خلوها من الأمراض الفطرية والإصابات الحشرية".

وتابع: "تسعى الوزارة إلى إدخال الأصناف ذات المردود الجيد والملائم للمناخ، إضافة إلى تطبيق الروزنامة الزراعية التي تحدّد موعد استيراد البطاطا من تركيا وإدخالها لحماية الإنتاج المحلي، كما تعمل على إصدار نشرات إرشاديّة وتنظيم جولات حقليّة مؤلّفة من مهندسين عاملين في وزارة الزراعة والري للتأكد من عدم إصابتها بالأمراض".

التناوُب مع القمح على الأراضي الزراعية

تبدأ زراعة العروة الخريفية للبطاطا منتصف شهر تموز مع نهاية حصاد القمح وتستمر حتى منتصف آب، ويبدأ حصادها اعتباراً من بداية شهر تشرين الثاني ويستمر حتى نهاية شباط، وهي الفترة التي تبدأ فيها زراعة القمح، ولذلك يبدأ المزارعون عادة بزراعة البطاطا بعد حصاد القمح والشعير في الشهر السابع.

المزارع محمد جمعة يسوف لديه أرض زراعية بمساحة 20 دونماً، يتوقع إنتاج ثلاثة أطنان للدونم الواحد من البطاطا كحد أدنى، ويقول: إنّه اختار زراعة البطاطا لأرباحها وقلة حاجتها لليد العاملة مقارنةً مع الخضراوات الأخرى ولسهولة التعامل معها بالأدوية والمخصّبات.

وأوضح: "أحد ميزات البطاطا أنّها لا تحتاج إلى برّادات خاصة من أجل تخزينها فيمكن تخزينها بأي مستودع عندما تكون أسعارها منخفضة ويمكن تخزينها لشهر وشهرين دون أن يؤدي ذلك لخرابها حتى تتحسن أسعارها".

وأشار المهندس الزراعي سامر يسوف - لديه صيدلية زراعية في قرية زردنا بريف إدلب - إلى أنّ الفكرة الأساسية من زراعة البطاطا الخريفية هي (العروة التكثيفية)، إذ تعتبر موسماً ثانياً إضافة إلى موسم القمح"، مضيفاً أنّ "الفلاح يعتمد على موسم واحد، ولذلك تحقّق البطاطا دخلاً ماديّاً إضافيّاً في الشتاء".

وأضاف أحمد جوير (أبو عناد) - أحد تجّار سوق الهال في معرة مصرين - أنّ استهلاك السوق من البطاطا يزداد في فصل الشتاء، ويخف في فصل الصيف"، مشيراً إلى أنّ تنوّع البطاطا في السوق بحسب الجودة، والتي تبدأ بـ"سينريجي، الأريزونا، الأغريا، المونتريال..".

ويختلف السعر أيضاً وفق نوعها وجودتها، إذ يتراوح سعر البطاطا من 3.25 ليرات تركية إلى 6 ليرات"، لافتاً "وسوف" إلى أنّ "البطاطا المالحة كـ الإغريا التي تمتاز بلونها الأصفر، مطلوبة لدى المطاعم من أجل القلي، ومنها الأنواع الأخرى الأقل جودة كـ السينرجي".

البطاطا الخريفية

بحسب المهندس الزراعي سامر يسوف، فإنّ البطاطا الخريفية تستفيد من المواد العضوية المتبقيّة في التربة والأسمدة والمخصّبات في الأرض بعد محصول القمح كل الصيف، مضيفاً أنّها تقضي على الجراثيم من أجل المحصولات المقبلة.

إدلب تكتفي ذاتيا بالبطاطا وتصدر الفائض

ولكن بحسب خبراء يمكن أن تستنفد الزراعة المكثفة للعناصر المغذية في التربة وتضر ببيئة الكائنات الحية الدقيقة كما يمكن أن يقلل هذا من المحصول المقبل ويزيد من الحاجة إلى الأسمدة العضوية، إذ يحتاج القمح ما يقارب الـ50 كيلوغراماً من السماد العضوي ذي الكلفة العالية للدونم الواحد، بينما تحتاج زراعة البطاطا إلى نحو 4 كيلوغرامات من السماد العضوي لكنّه يحتاج إلى أسمدة كيماوية إذ "يحتاج الدونم الواحد إلى 25 كيلوغراماً من سماد اليوريا و4 فوسفور، بالإضافة إلى المخصبات الأخرى كالأحماض الأمينية والطحالب البحرية"، ما يزيد من كلفة إنتاجها كما تحتاج إلى سقاية مضاعفة عن سقاية القمح.

يمكن أن يساعد تناوب المحاصيل في بناء صحة التربة الجيدة، لكنّ مغذيات التربة يمكن أن تنضب بعد زراعة البطاطا، فيحتاج المزارع إلى سماد أكثر في المحصولات المقبلة للقمح، ولذلك يلجأ بعض الفلاحين إلى زراعة البطاطا دون حصادها للمحافظة على صحة التربة والعناصر الغذائية فيها.