icon
التغطية الحية

رئيس الاستخبارات العسكرية التركية السابق: توافق أنقرة مع الأسد يحل مشكلة الإرهاب

2022.11.19 | 13:54 دمشق

رئيس الاستخبارات العسكرية التركية السابق إسماعيل حقي بكين (تلفزيون سوريا)
رئيس الاستخبارات العسكرية التركية السابق إسماعيل حقي بكين (تلفزيون سوريا)
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

أجرى تلفزيون سوريا حوارا مع رئيس الاستخبارات العسكرية التركية السابق، إسماعيل حقي بكين، وناقش معه الملف السوري والحديث عن عمل عسكري تركي محتمل شمال شرقي سوريا، على ضوء التفجير الذي استهدف مدينة إسطنبول مؤخرا وأودى بحياة 6 مدنيين بينهم أطفال إلى جانب جرح 81 آخرين.

الخروقات الأمنية

بكين أكد أن هناك خروقات عند الحدود التركية- السورية من قبل مهربين، وأنه يجب أن تنظر تركيا بالإجراءات الأمنية التي تتخذها ضد التنظيمات الإرهابية.

وقال إن المنطقة مضطربة وهناك أحداث كثيرة تجري، ففي سوريا هناك القوات الأميركية والروسية والتنظيمات الإرهابية، وفي عفرين ومناطق أخرى هناك الجيش الحر وتركيا هناك تقوم بالعمليات الأمنية لحماية هذه المنطقة وفي هذا المشهد المتقلب فإن حماية الحدود أمر صعب.

ووصف التفجير الذي وقع في إسطنبول بأنه منظم لكنه لفت إلى أن المنفذة غير محترفة وفق المعطيات التي رشحت والنتائج ستتمخض عن التحقيقات، وفق قوله.

وأضاف أن الهجرة غير الشرعية التي تشهدها تركيا لا شك أنها تحدث خللا أمنيا، "فمثلا في المناطق التي تحميها تركيا في سوريا  يجب أن يكون هناك أكثر دقة في التعامل مع الموجودين هناك".

وأوضح "هناك بالطبع بعض الشخصيات والعصابات غير المسيطر عليهم والذين يجمعون المال تحت اسم الضرائب، وهذا طبعا شيء خارج عن القانون ولا  تؤيده تركيا".

التوافق مع النظام السوري

يرى بكين أن من أهم عوامل ضبط الحدود والحد من الإرهاب وإعادة الهدوء والاستقرار للأراضي السورية هو تعزيز دور الحكومة المركزية (في إشارة للنظام السوري برئاسة بشار الأسد).

وأردف في هذا الباب "يجب أن يكون هناك حوار مباشر بين تركيا والنظام في سوريا بعد انتخابات 2023 في حزيران، وممكن أن يتفقا على القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية، وهنا الأمن يكمن في دعم الحكومة المركزية وجعلها تسيطر على جميع الأراضي السورية وضبط الحدود".

ويعتقد بكين أن السلطات التركية مستعدة لمناقشة هذا الأمر، إذ يرى خطوات جادة من قبل تركيا في هذا السياق.

وعن روسيا قال إن موسكو هي الداعم المهم للنظام وفي هذه المعادلة روسيا موجودة بقوة ولايمكن استثناء دورها، وهي قامت بفتح ملف اتفاقية أضنة مع تركيا، وفق قوله.

وتابع "قوة النظام السوري قليلة وهو خارج من الحرب ويجب أن يكون هناك حماية مشتركة للحدود، والرئيس أردوغان تحدث عن الحدود التركية وأنه ممكن حمايتها بشكل مشترك والعمل المشترك".

التنسيق الأمني

استحضر بكين في المقابلة مع تلفزيون سوريا طريقة التنسيق الأمنية التي كانت متبعة بينهم سابقا مع النظام في سوريا.

ويقول "منذ 2007 إلى 2011 كنت أزور سوريا بشكل مستمر وأقابل المسؤولين السوريين، وكنا نزود بعضنا بقوائم الإرهابين ووفق هذه القوائم كنا نلقي القبض عليهم.
ويضيف "كان التواصل موجودا في جميع الأوقات حتى بعد منتصف الليل للتحقق من القوائم والأسماء".

أما عن التنسيق اليوم فيقول إن "هناك مشكلات منها وجود 5 ملايين سوري على أراضينا، إذ يجب تأمينهم بمساكن تقوم بإنشائها تركيا، وحقيقة ليست هناك مساحة لإسكان هذا العدد من السوريين".

العلاقة مع فصائل الجيش الوطني

قال بكين إن هناك معارضة مسلحة مثل "كتائب السلطان سليمان شاه" (يقصد العمشات) و"كتائب الحمزة" (يقصد فرقة الحمزات) ووحدات أخرى تم تزويدها بالسلاح من قبل تركيا، وفي ظل هذه المعمعة لا يمكنننا أن نميز بين هذه الوحدات فبعضها يدعم تركيا والبعض الآخر يعمل ضدها.

"كما يوجد في مناطق المعارضة مجموعة من المهربين الذين ينشطون على الحدود السورية - التركية مما يصعب من ضبطها."، وفق قوله.

عملية عسكرية

كان هناك عدة عمليات عسكرية تركية شمال شرقي سوريا لكن لم ننجز العمل بشكل كلي هناك، يقول بكين، ويضيف الآن لا أعتقد قيام عملية لأن الوضع غير ملائم، وهناك مشكلات في المنطقة، كما أن تركيا مقبلة على مرحلة انتخابات حساسة.

واستدرك أنه ممكن أن يكون هناك عمليات محدودة النطاق، على غرار العمليات في شمالي العراق، أي عمليات جراحية موضعية، أي "نحدد الهدف ونهجم عليه بدل القيام بعمل شامل".

وتابع "ممكن أن نتابع الأمر مع روسيا والنظام وإيران لأن الظروف غير ملائمة لعمل واسع النطاق".

وحول العلاقة مع أميركا في سوريا أكد بكين أنه لا يوجد ثقة عند أنقرة تجاه واشنطن.

أردف "هناك العديد من الدول لا تثق بها (أميركا) فهي دائما تترك تركيا في منتصف الطريق كما حدث في منبج ورأس العين وتل أبيض فلم يتم إكمال العلميات هناك، إضافة إلى أن واشنطن أردات من تركيا إيقاف عملياتها".

ويرى بكين أن أميركا ترغب بإقامة دولة اتحادية كردية في شمالي سوريا، تكون مرتبطة بأجزاء من العراق، وقال في هذا السياق "نحن نرى ذلك، وعليه يجب أن تخرج الولايات المتحدة من شرق الفرات وغربه، ويتم التعاون بين أنقرة والنظام السوري لمواجهة الإرهاب، لأن مستوى ثقتنا بأميركا في هذا المجال هو صفر".