icon
التغطية الحية

دراسة بحثية توضح جذور أيديولوجيا داعش شمال شرقي سوريا وتقدم توصياتها

2022.02.11 | 14:06 دمشق

000_nic6337423.jpg
جذور داعش في شمال شرقي سوريا (إنترنت)
 تلفزيون سوريا ـ متابعات
+A
حجم الخط
-A

حللت دراسة بحثية دوافع التطرف العنيف في شمال شرقي سوريا، مع تركيز خاص على دير الزور، بالنظر إلى السرديات المحلية والسياق التاريخي الذي أدى إلى صعود تنظيم الدولة "داعش" في تلك المناطق.

وعمل على الدراسة التي صدرت أمس الخميس، عدد من الباحثين بإشراف مركز "إمبكت للأبحاث" بهدف مواجهة التطرف العنيف في المنطقة من خلال نهج مجتمعي المنحى.

توصيات الدراسة

وأوصت الدراسة باتخاذ ثلاثة مسارات عمل استناداً إلى النتائج التي تم التوصل إليها، وهي: "1) بناء الثقة في السلطات المحلية، 2) تحسين الظروف المعيشية، 3) إعادة إدماج النازحين داخلياً".

وتطرقت الدراسة في مضمونها إلى أسباب انتشار التطرف العنيف في تلك المناطق، مؤكدة أنها تعود لعوامل اقتصادية اجتماعية، مرتبطة بإهمال الدولة للمناطق الريفية وتهميش القبائل قبل عام 2011، الأمر الذي أدى إلى كساد اقتصادي شديد.

كما شكلت العشائر في المنطقة هياكل متماسكة ودائمة. وشهدت العقود القليلة الماضية تطورات أدت إلى حرمان العشائر وقادتها من الحقوق. وقد مهد تفكك القبائل الطريق أمام "داعش" لاختراق الهياكل الاجتماعية في دير الزور، وبناء قاعدة دعم لنشر خطابها المتطرف العنيف.

النزاعات في العراق وسوريا

ويعتقد الباحثون أن دور النزاع في العراق وسوريا، ساهم في انتشار العنف بين سكان تلك المناطق، خاصة أن العديد من السوريين قاتلوا إلى جانب المقاومة العراقية خلال المراحل الأولى من حرب العراق (2003 - 2006) وعندما عاد هؤلاء المقاتلون إلى ديارهم في دير الزور، بدأت الروايات العنيفة المتطرفة تكتسب زخماً، حيث إن المؤكد هو انتشار مجموعات و أفكار تجاهر بحملها أفكار السلفية الجهادية، لكنها مكتفية بالعمل الدعوي دون أي نشاط تنظيمي. 

وعندما اندلعت الانتفاضة السورية في العام 2011، ساهم فقدان السيطرة على الحدود في المنطقة في انتشار الأسلحة في ريف دير الزور. ونتيجة لذلك، بدأت الجماعات المسلحة تتشكل في منتصف عام 2011، رغبة منها في التصدي لقوات نظام الأسد التي كانت تنفذ حملة قمع عنيفة للمظاهرات السلمية في جميع أرجاء البلاد.

وشهدت الفترة بين 2011 و 2014  تشكيل العديد من الجماعات المسلحة ذات الدوافع الأيديولوجية السلفية الجهادية، و اندلاع مواجهات للسيطرة فيما بين هذه الجماعات. وفي حين أن بعض هذه الجماعات تأخذ طابعا محليا وتتكون من سكان محليين، إلا أن معظمها كانت تشكيلات عابرة للمحليات أو جناحا لمنظمات دولية مثل جبهة النصرة، التي تعتبر الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

 

وفي إطار ذلك، استغلت الجماعات المتطرفة الهياكل الاجتماعية الممزقة (القبائل في المقام الأول)، و شكلت قواعد دعم محلية. وفي بعض الحالات، اتخذت الجماعات المسلحة شكل ميليشيات قبلية أو عائلية تتركز في منطقة معينة. في هذه الحال، عملت هذه الجماعات على الدفاع عن مصالح القبيلة أو العائلة.

وبحلول آب 2014، كان تنظيم "داعش" قد فرض سيطرته الكاملة على دير الزور، باستثناء الجيوب الصغيرة التي ظلت تحت سيطرة قوات نظام الأسد.

تهديد رئيسي للأمن

ولفتت الدراسة، إلى أنه لم يعد هناك معقل لتنظيم داعش في شمال شرقي سوريا ويقال إنه هزم رسمياً، وعلى الرغم من ذلك، ما يزال التنظيم موجوداً ويشكل تهديداً مستمراً للمنطقة، حيث ما يزال أكثر من 20% من السكان الذين شملهم الاستطلاع في دير الزور يعتبرون تنظيم الدولة التهديد الرئيسي لأمنهم، في حين تتحدث منظمات أمنية وإعلامية عن هجمات متكررة من خلايا داعش النائمة.

وتتبعت الأوراق البحثية ضمن الدراسة "السياق التاريخي" للفصائل المسلحة وبشكل أساس تنظيم الدولة في دير الزور، وبروز التحالفات العسكرية والأيديولوجيات المحركة لها والمواجهات العسكرية الداخلية، والصراعات بين الفصائل العسكرية المتخلفة وتنظيم الدولة.

كما تطرقت إلى مستويات المعيشة وسوق العمل والخدمات العامة والتعليم والثقافة والهياكل والشبكات الاجتماعية، ودور هذه العوامل في تشكيل بيئة يكون فيها الأفراد أكثر عرضة لخطاب التطرف العنيف، ودرجة استغلال هذه العوامل من قبل هذه الجماعات.

وسلطت الضوء على "مقاربة التنظيمات المتطرفة للهياكل الاجتماعية"، مركزة على تغير دور القبائل في دير الزور مع تعاقب  قوى السيطرة المختلفة على المنطقة، بما في ذلك الإدارة الذاتية الحالية.