icon
التغطية الحية

"دبلوماسية إلى أن تتحرك الدبابات".. محادثات روسية فرنسية لبحث أزمة أوكرانيا

2022.02.20 | 21:48 دمشق

2022-02-09t093813z_158030519_rc29gs9h6itr_rtrmadp_3_ukraine-crisis-germany-usa-troops.jpg
قوات أميركية في بولندا ـ رويترز
إسطنبول ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

اتفق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، على عقد محادثات تضم مجموعة الاتصال الثلاثية "خلال الساعات المقبلة" بهدف وقف إطلاق النار شرقي أوكرانيا.

جاء ذلك في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) حول تفاصيل محادثة هاتفية جرت بين الرئيسين، بحسب وكالة الأناضول.

وأوضح البيان أن "الهدف من الاجتماع المرتقب سيكون الحصول على التزام من جميع الأطراف بوقف إطلاق النار على خط التماس".

وتجمع مجموعة الاتصال الثلاثية ممثلين من أوكرانيا والاتحاد الروسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

كما اتفق الزعيمان على ضرورة "إعطاء الأولوية لحل دبلوماسي للأزمة الحالية وبذل كل ما في وسعه لتحقيق ذلك"، بحسب الإليزيه.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن "العمل الدبلوماسي المكثف سينفذ في الأيام والأسابيع المقبلة".

وأكد البيان أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سيلتقي قريباً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث الأزمة الأوكرانية.

كما أعلن الإليزيه أن ماكرون سيجري محادثات "خلال الساعات المقبلة" مع المستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الأزمة الأوكرانية.

بالإضافة إلى محادثات مع رئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والإيطالي ماريو دراغي وكذلك مع "شركاء مقربين آخرين".

من جهتها، أعلنت الرئاسة الروسية "كرملين" أن الرئيس بوتين، بحث مع نظيره الفرنسي هاتفياً الأزمة الأوكرانية الروسية.

وقال الكرملين في بيان إن "بوتين أشار خلال المحادثة الهاتفية مع ماكرون إلى أن استفزازات العسكريين الأوكرانيين هي سبب التصعيد في دونباس"، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وأكد بوتين لماكرون أن كييف ترفض بشدة تنفيذ اتفاقيات مينسك، بحسب البيان نفسه.

كما لفت بوتين انتباه ماكرون إلى أن إمداد حلف شمال الأطلسي "ناتو" لأوكرانيا بالسلاح يدفعها لحل الأزمة في دونباس عسكريا.

وبخصوص مطالب روسيا الأمنية، قال بوتين: "على الولايات المتحدة وحلف الناتو التعاطي بجدية مع مطالب روسيا الأمنية وتقديم إجابات موضوعية".

واختتم الكرملين بالقول لقد "اتفق بوتين وماكرون على أهمية تكثيف جهود البحث عن حلول للأزمة في دونباس عبر خطوط وزارات الخارجية، والمستشارين السياسيين لصيغة نورماندي".

و"رباعية نورماندي" معنية ببحث سبل حل الأزمة شرقي أوكرانيا، وعقدت قمتها السابقة قبل أسبوعين في العاصمة الفرنسية باريس، وسط توترات متزايدة في المنطقة.

الرئيس الأوكراني يدعو لوقف فوري لإطلاق النار

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا اليوم الأحد لوقف فوري لإطلاق النار في شرق البلاد، حيث تزايدت الاشتباكات بين الانفصاليين المدعومين من روسيا والقوات الأوكرانية في الأيام الأخيرة، بحسب رويترز.

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تؤيد إجراء محادثات سلام في إطار مجموعة الاتصال الثلاثية التي تضم كييف إلى جانب روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وأضاف على تويتر "نؤيد تكثيف جهود السلام. ندعم انعقاد مجموعة الاتصال الثلاثية بشكل عاجل ووقف إطلاق النار على الفور".

أمل بالدبلوماسية إلى أن تتحرك الدبابات

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن جميع الدلائل تشير إلى أن روسيا على وشك الغزو، في حين نفت روسيا مجددا وجود مثل تلك الخطط.

وأضاف بلينكن "كل ما نراه يشير إلى أننا على وشك غزو"، موضحا أن الغرب مستعد بشكل متواز إذا أقدمت موسكو على تنفيذ الغزو.

وتابع "إلى أن تتحرك الدبابات بالفعل وتحلق الطائرات، سنستغل كل فرصة وكل دقيقة لدينا لمعرفة ما إذا كانت الدبلوماسية ما زالت قادرة على إثناء الرئيس (فلاديمير بوتين) عن المضي قدما".

وقالت شبكة CBS الأميركية إن الولايات المتحدة لديها معلومات استخبارية بأن القوات الروسية تلقت أوامر بالمضي في غزو أوكرانيا.

ونقلت سي إن إن عن مسؤول أميركي أن تقييما استخباريا يشير إلى أن 75 في المئة من القوات التقليدية الروسية بوضعية هجومية ضد أوكرانيا.

وكشفت وكالة بلومبيرغ عن مصادر مطلعة أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يستهدف خاركيف في الشمال الشرقي وأوديسا وخيرسون في الجنوب.

يشار إلى أن قمة رباعية عقدت بين روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في حزيران 2014 خلال احتفالات الذكرى السبعين لعملية إنزال الحلفاء في النورماندي بفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، وعرفت حينها بـ"رباعية النورماندي".

وفي 12 من شباط 2015، توصل قادة البلدان الأربعة إلى اتفاق في العاصمة البيلاروسية "مينسك"، يقضي بوقف إطلاق النار شرقي أوكرانيا وإقامة منطقة عازلة، وسحب الأسلحة الثقيلة.

وعُرف الاتفاق بـ"اتفاق مينسك-2" ويعتبر تطويرا لـ"اتفاق مينسك-1" الذي وقعه ممثلو الحكومة الأوكرانية والانفصاليون برعاية روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا يوم 20 من أيلول 2014.

وتشهد العلاقات بين كييف وموسكو توترا متصاعدا منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".

ووفقا لمسؤولين أوكرانيين، حشدت موسكو مؤخرا أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، مما أثار مخاوف من احتمالية أن روسيا تخطط لهجوم عسكري ضد جارتها.

ونفت روسيا استعدادها للغزو، واتهمت الدول الغربية بتقويض أمنها من خلال توسع الناتو نحو حدودها.