icon
التغطية الحية

خبير زراعي: سوريا تعاني من أسوأ إدارة موارد في تاريخ البشرية

2022.09.18 | 07:02 دمشق

فلاحات يعملن في زراعة الأراضي بمنطقة الغاب - AFP
فلاحات يعملن في زراعة الأراضي بمنطقة الغاب - AFP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قال الخبير التنموي والزراعي، أكرم عفيف، إن سوريا تعاني من أسوأ إدارة موارد في تاريخ البشرية، إذ لا يوجد بلد مكتفٍ من كل شيء مثل سوريا لكن دون جدوى.

وتساءل عفيف خلال برنامج مين المسؤول عبر إذاعة "ميلودي إف إم" المقربة من النظام السوري: "كيف يجوع السوريون في أغنى بلد في العالم من حيث الموارد الزراعية".

حكومة النظام هي المسؤولة عن الأزمات

وأكد عفيف أن المشكلة ليست بالتغير المناخي إنما في قلة المحروقات وقلة السماد، وقلة الاهتمام بسبب غلاء المستلزمات، فكيف يسعر القمح على أساس إنتاجية 350 كيلو للدونم بينما في الحقيقة الإنتاج 167 كيلو.

وأوضح عفيف أن حكومة النظام السوري تشتري كيلو الشوندر من الفلاحين بـ250 ليرة مع العلم أنه يحتاج إلى 100 ليرة فقط للنقل غير المستلزمات الأخرى، كما أن الكيلو يحوي 150 غرام سكر يبلغ سعره 600 ليرة، وقيمة التفل 350 ليرة أي مربح الكيلو الواحد 950.

عزوف الفلاحين عن الزراعة

وأكد عفيف أن كل المواسم الزراعية خاسرة فأقل دونم يكلف 700 ألف ليرة بالتالي الفلاح يحتاج إلى 28 مليون، والعملية الإنتاجية تدار بشكل فاشل، فمثلاً ليتر المازوت يباع للجميع بـ2500 ليرة إلا للفلاح الذي يشتريه بـ 8000 ليرة من السوق السوداء بسبب عدم وجود مخصصات للزراعة.

وبحسب عفيف، لم يعد هناك أراض زراعية في منطقة الغاب، لأن تكاليف العملية الإنتاجية فاقت قدرة الفلاح، والمصارف الزراعية لا تمول، بالتالي كيف سيتدبر الفلاح أموره، مضيفاً أن طن السماد قبل رفع سعره كان بـ75 ألفا وبالواقع كان يباع بـ200 ألف، وبعد الرفع الأخير وصل سعره إلى 300 ألف.

ذبح الأبقار الحلوب في الغاب

وأشار عفيف إلى أن حكومة النظام كانت قادرة على إنشاء مزرعة عالمية للأبقار تحوي عشرات الآلاف منها في غضون 24 ساعة، في حال توفر قاعدة بيانات، فكل شخص لديه بقرة وعبر مشاركة صاحب البقرة لأن كل المقومات موجودة، لكن للأسف نصف الأبقار انتهت خلال شهر في الغاب لأنها تكلف 15 ألفا باليوم وذهبت للذبح.

واقع الزراعة في سوريا

ويعاني الفلاحون في مناطق سيطرة النظام السوري من تحكم حكومة النظام، التي تشتري المحصول بأقل من سعر الكلفة، ما يضع المنتجين في مشكلات مالية، تدفعهم أحياناً إلى إتلاف المحاصيل مقابل عدم بيعها بخسارة.

كما يعاني الفلاحون، من رفع الدعم عن الأسمدة، ومشكلات في توفير الأدوية الزراعية، في ظل وجود شركات محدودة وبجودة إنتاج متدنية، فضلاً عن صعوبات في تأمين المياه، في ظل تجاهل حكومة النظام السوري البحث عن حلول وبدائل.