icon
التغطية الحية

"جسور للدراسات": دوافع وتداعيات هجوم "داعش" على سجن الصناعة

2022.01.28 | 08:10 دمشق

1000.jpeg
أكد المركز على أن الهجوم ينبئ بوجود مرحلة جديدة من نشاط التنظيم في سوريا العراق - AP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نشر مركز "جسور للدراسات" تقريراً تحدث فيه عن الهجوم الذي نفذه "تنظيم الدولة" على سجن الصناعة في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، مستعرضاً تفاصيل ومجريات الهجوم، ودوافع وأهداف التنظيم منه في هذا التوقيت، والآثار والنتائج المتوقعة له.

ووفق تقرير المركز، فإن التقرير يهدف إلى تقديم إحاطة بخلفية هذا الهجوم وأهميته بالنسبة للتنظيم خلال هذه المرحلة من عمره، مما يساعد المهتمين بمتابعة نشاط التنظيم على استشراف استراتيجيته في المرحلة القادمة، ومحددات نشاطه وطبيعته.

وعن دوافع وأهداف هجوم "تنظيم الدولة" على سجن الصناعة، حدد "جسور للدراسات" ثلاثة أهداف، وهي:

  1. إعادة البناء، معتبراً أن ذلك "على فرض أن التنظيم بات أمام حاجة ملحة لموارد بشرية جديدة، نتيجة لتراجع القدرة على تجنيد عناصر على أساس الولاء والخبرة، وللاستنزاف الذي يتعرض له إثر العمليات العسكرية والحملات الأمنية، مما يقتضي العمل على رفد صفوفه بالمعتقلين السابقين لا سيما الأجانب".
  2. إعادة الثقة، موضحاً أنها "على فرض أن قيادة التنظيم باتت تشعر بضرورة طمأنة عناصره ومعتقليه ومناصريه إزاء امتلاكه القدرة على العودة من جديد، واستكمال الخطا نحو الخلافة الثانية، والتي بدأها مع إطلاق مرحلة (غزوات الاستنزاف) منتصف العام 2019".
  3. اختبار القدرة، مشيراً إلى أن هذا الهدف "على فرض إمكانية إطلاق المرحلة الثانية نحو الخلافة الثانية المتمثلة بـ (هدم الأسوار)، والتي سبق أن نفذها التنظيم خلال العام 2013 قبل الإعلان عن نفسه، عندما فك أسر مئات من معتقليه في سجني التاجي وأبو غريب قرب العاصمة العراقية بغداد".

أما عن آثار وتداعيات هجوم التنظيم، فتحدث المركز عن خمسة آثار، وهي:

  1. زيادة نشاط التنظيم، موضحاً أنه "رغم إخفاق الهجوم بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على السجن، إذ من المتوقع أن يسهم الدافع المعنوي الجديد في تنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف حيوية وعسكرية وأمنية، وعلى نطاق أوسع في سوريا والعراق، كمحاولة استهداف مخازن الأسلحة أو المواد اللوجستية الكبيرة أو المرافق والمنشآت وغيرها".
  2. تجديد الدعم لـ "قسد"، مشيراً إلى أنه "من المتوقع أن تستخدم قسد الهجوم كأداة لمطالبة التحالف الدولي بضرورة الحصول على مزيد من الدعم المالي والعسكري والسياسي لمنع عودة تنظيم داعش، وغالباً ما قد تستخدم قسد هذا الدعم في مواجهة مواقف كل من روسيا وتركيا والنظام السوري".
  3. تراجع الثقة بـ "قسد"، مضيفاً أن ذلك يأتي "أمام عناصرها والمجتمع المحلي في مناطق سيطرتها والتحالف الدولي، مع وجود تهديد واضح باحتمال عودة التنظيم الذي استطاع اختراق أكثر السجون تحصيناً ومراقبة".
  4. تغيير ديمغرافي، مشيراً إلى أن ذلك "قد تعمل عليه قسد بشكل ممنهج في مدينة الحسكة ذات الأغلبية العربية، من خلال منع عودة السكان لحيي الزهور وغويران بعد النزوح الجماعي الذي تعرضا له نتيجة الهجوم، وذلك حتى بعد انتهاء العمليات القتالية والأمنية فيهما".
  5. مطالبة النظام السوري بالمشاركة في إدارة السجون، ويأتي ذلك "نتيجة فشل قسد في هذه المهمة بعد الاختراق الأمني الكبير الذي تعرضت له، وذلك على غرار دعوة روسيا لمشاركة النظام في إدارة وتشغيل محطة مياه علوك شمالي الحسكة في آب الماضي، لذلك فمن غير المستبعد أن يكون هجوم تنظيم داعش على سجن الصناعة قد تم أصلاً بتسهيل من روسيا والنظام نفسه لتحقيق هذا الغرض وغيره".

وختم المركز تقريره بالتأكيد على أنه بالرغم من إعلان "قسد" السيطرة على سجن الصناعة، إلا أن الهجوم "ينبئ بوجود مرحلة جديدة من نشاط التنظيم في سوريا والعراق على حد سواء"، مشيراً إلى أنه "بغض النظر عن المكاسب السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية التي يمكن أن يحاول الطرفان الحصول عليها، إلا أن ذلك سيبقى مرتبطاً بمدى اعتبار الهجوم تحدياً أو فرصة تقتضي الاستعداد والمواجهة والاستثمار بعد التقييم".