انتهى اللقاء الذي جمع، اليوم الإثنين، المدّعي العام السعودي (سعود المعجب) بـ النائب العام لـ اسطنبول (عرفان فيدان) في القصر العدلي بمدينة اسطنبول غرب تركيا.
وحسب وكالة "الأناضول" التركية، فإن "المعجب" التقى "فيدان"، ضمن إطار التحقيقات المتواصلة منذ مطلع شهر تشرين الأول الجاري، في قضية الصحفي السعودي (جمال خاشقجي) الذي قتل داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.
واستمر اللقاء المغلق بين الجانبين لـ مدة ساعة و15 دقيقة، جرى فور وصول "المعجب" إلى مطار "أتاتورك" الدولي في مدينة إسطنبول على متن طائرة خاصة، وغادر مع الفريق المرافق له مبنى القصر العدلي عقب انتهاء اللقاء.
ولم تذكر "الأناضول" تفاصيل الاجتماع، إلّا أنها لفتت إلى أن النائب العام السعودي (سعود بن عبد الله المعجب) سيتفقّد القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث قُتل (جمال خاشقجي) فيها قبل نحو أربعة أسابيع.
وقالت قناة "الجزيرة" نقلاً عن وزير الخارجية التركي (مولود جاويش أوغلو) بعد انتهاء اجتماع ممثلي الادّعاء إن النائب العام السعودي اعترف بأن مقتل "خاشقجي" كان بنية مسبقة، داعياً السعودية إلى استكمال التحقيق في القضية دون إضاعة الوقت.
وأضاف "جاويش أوغلو"، أن تبادل المعلومات بين النائب العام السعودي ونظيره التركي في قضية "خاشقجي" سيكون مفيداً، في حين قال الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) إن تركيا تقدّر نتيجة المحادثات بين ممثلي الادعاء.
واستبق "أردوغان" وصول النائب العام السعودي، بتجديد مطالبته الرياض بتحديد المسؤول عن إرسال فريق اغتيال "خاشقجي" إلى إسطنبول، مشدّداً على وجوب كشف هوية المتعاون أو المتعاونين المحليين الذين سُلّمت إليهم جثة "خاشقجي"، حسب تأكيد السلطات السعودية.
وبعد صمت دام أكثر مِن أسبوعين - تخلّله تأكيد أنه غادر القنصلية في إسطنبول، ونفي أي معلومات تدل على اختطافه أو قتله -، أقرت السعودية بمقتل "خاشقجي" داخل قنصليتها، إثر ما قالت إنه "شجار"، معلنةً توقيف 18 سعودياً للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة حتى اللحظة.
وقوبلت هذه الرواية بـ تشكيك واسع، وتناقضت مع الروايات السعودية المتغيّرة، وأفاد الرئيس الأميركي (دونالد ترمب) تعليقاً على تعدد الروايات الصادر مِن الرياض، بوجود كثير مِن الخداع والأكاذيب مِن طرف السعوديين في قضية "خاشقجي".
وكانت النيابة العامة السعودية قالت، يوم الخميس الفائت إنها تلقت "معلومات" مِن الجانب التركي تفيد بأن المشتبه بهم قتلوا خاشقجي بـ"نية مسبقة"، وهو ما يتناقض مع بيان رسمي سابق جاء فيه أنه توفي أثناء شجار واشتباك بالأيدي مع عدد من الأشخاص داخل القنصلية.
وكشف الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)، يوم الثلاثاء الفائت، عن أن بلاده تمتلك "أدلة قوية" على أن جريمة "خاشقجي" هي "عملية مدبر لها وليست مصادفة"، مشدّداً على أن إلقاء التهمة على عناصر أمنية "لا يقنعنا نحن، ولا يقنع الرأي العام العالمي"، وسط مطالبات تركية ودولية للسعودية بالكشف عن مكان جثة "خاشقجي" والجهة التي أمرت بتنفيذ الجريمة.
واختفى الصحفي السعودي (جمال خاشقجي) بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، يوم الثاني مِن شهر تشرين الأول الجاري، حيث صرّحت خطيبته التركية (خديجة جنكيز) للصحفيين، بأنها رافقته إلى أمام مبنى القنصلية، وأنه دخل المبنى ولم يخرج منه"، في حين نفت القنصلية ذلك، وقالت إنّ "خاشقجي زارها، لكنه غادرها بعد ذلك".
الجدير بالذكر، أن (جمال خاشقجي) غادر بلاده (السعودية) متجهاً إلى الولايات المتحدة الأميركية، خوفاً مِن الانتقام بسبب آرائه المناهضة لسياسة المملكة، وخاصة في ظل حملات الاعتقال التي طالت شخصيات ليبرالية وناشطين ورجال دين سعوديين، ولـ"خاشقجي" مساهمات كبيرة في صحيفة "الوطن" التي تعد منصة مهمة للسعوديين الإصلاحيين، وهو أحد أكثر الصحفيين تأثيرا في الشرق الأوسط، وكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الشهيرة.