icon
التغطية الحية

تشمل تبادل أسرى ووقف إطلاق نار.. بيدرسون يدعو إلى مباحثات دولية جديدة بشأن سوريا

2021.06.26 | 06:46 دمشق

205576798_341565360765871_2253207746816079209_n.jpg
التعافي من الأثر الاقتصادي الذي يواجهه معظم السوريين هو أحد مجالات التركيز المشتركة المحتملة - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، إلى إجراء محادثات دولية جديدة بشأن سوريا، تشمل خطوات ملموسة مثل: تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين نظام الأسد والمعارضة على مستوى البلاد، باعتبارها خطوات أولية تعطي دفعاً لحل سياسي.

وأبلغ بيدرسون مجلس الأمن الدولي، في جلسته أمس الجمعة، أنه يعتقد أن "هذه الخطوات وغيرها، ذات الاهتمام الحيوي للسوريين العاديين، لديها القدرة على تحقيق أرضية مشتركة بين الأطراف المتحاربة في سوريا"، مؤكداً على أن هذا التقدم "سيعزز الاستقرار الداخلي والإقليمي ويبني الثقة"، لكنه أشار إلى أن ذلك "لن يكون سهلاً".

وأوضح أنه يشعر أن "جميع اللاعبين الرئيسيين مهتمون بتعميق المحادثات بشأن المضي قدماً، ولهذا السبب نحتاج إلى حوار دولي بنّاء جديد بشأن سوريا"، وفق ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

وقال بيدرسون إنه كان على اتصال منتظم مع كبار المسؤولين الروس، حليف النظام الأبرز، والولايات المتحدة الأميركية، التي تدعم المعارضة السورية، قبل وبعد اجتماع الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن، موضحاً أنه أجرى اتصالات منتظمة مع العديد من الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن، والدول الرئيسية في المنطقة.

وأضاف أنه سيتوجه إلى روما للتحدث مع وزراء الخارجية في اجتماع بشأن سوريا، تعقده إيطاليا والولايات المتحدة، وبعد ذلك سيتوجه إلى موسكو، كما يخطط للتشاور مع تركيا وإيران، الدول الضامنة إلى جانب روسيا، قبل اجتماع "أستانا" في كازاخستان مطلع تموز المقبل.

وأعرب بيدرسون عن أمله في تقديم مزيد من التفاصيل بعد هذه الجولة من الاجتماعات، مضيفاً "آمل ألا نتحدث عن أسابيع كثيرة".

 

تطورات مهمة

ومنذ اندلاع الثورة السورية في آذار من العام 2011، كان هناك العديد من التجمعات الدولية الهادفة لوقف القتال وتوجيه البلاد نحو انتقال سياسي، شملت اجتماعات في مدن إسطنبول وباريس وروما وفيينا وجنيف، وتضمن تجمعات بأسماء مثل "أصدقاء سوريا"، و"لندن 11"، و"المجموعة الدولية لدعم سوريا"، لكن لم يكن لأي منها تأثير دائم.

وفي مؤتمر صحفي عقب جلسة مجلس الأمن، قال بيدرسون إنه يعتقد أن هذا قد يكون "الوقت المناسب لمحاولة بدء محادثات دولية جديدة، لأن هناك بعض التطورات المهمة للغاية"، مشيراً إلى أنه مضى 15 شهراً من الهدوء النسبي على الأرض في سوريا، لكنه شدد على أنه "هدوء هش للغاية، ونحن بحاجة لمناقشة كيف يمكننا التأكد من عدم انهياره".

واستشهد المبعوث الأممي بانهيار الاقتصاد السوري، وضعف التحرك للإفراج عن المعتقلين والمخطوفين، والكشف عن مصير المفقودين، وإجبار ملايين السوريين على الفرار من ديارهم.

 

مؤشرات مقلقة للتصعيد

من جهة أخرى، حذّر بيدرسون من أن "الهدوء النسبي في سوريا لا يزال هشاً"، مؤكداً في حديثه أمام مجلس الأمن على أن هناك "مؤشرات مقلقة للتصعيد، خاصة بعد الهجوم الصاروخي في 12 حزيران الجاري الذي قصف مشفى الشفاء في عفرين شمالي سوريا، الذي أسفر عن مقتل 13 شخصاً على الأقل، فيهم عاملون في المجال الطبي، وتدمير أجزاء كبيرة من المشفى، بالإضافة إلى غارات جوية وقصف لجنوبي إدلب، ما أسفر عن سقوط مزيد من الضحايا وتسبب بنزوح للمدنيين.

وأضاف أنه "في أماكن أخرى، شهد هذا الشهر المزيد من الضربات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل، والمزيد من الاضطرابات في الجنوب الغربي، والمزيد من الهجمات من قبل الجماعات الإرهابية، بما في ذلك العمليات التي تبناها تنظيم الدولة".

وأكد بيدرسون على أن "هناك مؤشرات مقلقة على أن تنظيم الدولة ربما يزداد قوة، نظراً إلى زيادة وتيرة هجماته الأخيرة ومدى انتشارها"، داعياً اللاعبين الدوليين الرئيسيين على "التعاون لمكافحة تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية الأخرى".

 

الاقتصاد والمعتقلون واللاجئون

وعن نقاط التركيز في المباحثات التي يدعو إليها، قال بيدرسون إن "التعافي من الأثر الاقتصادي الذي يواجهه معظم السوريين بعد عقد من الحرب والدمار هو مجال آخر من مجالات التركيز المشتركة المحتملة".

وأضاف أن "جميع الأطراف، السورية والدولية، تقول إن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات بشأن المعتقلين والمختطفين والمفقودين"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تواصلت أخيراً مع حكومة النظام بشأن هذه القضية، معتبراً أن "مناقشة القضايا خطوة بخطوة يمكن أن تساعد في إطلاق المزيد من التقدم الجاد".

وحث بيدرسون المجتمع الدولي على التركيز على 13 مليون سوري أجبروا على الفرار من منازلهم، داخل سوريا وخارجها، محذراً من أن "هذه مأساة إنسانية ووطنية عميقة، كما أنها قنبلة موقوتة للاستقرار الإقليمي".

وأكد المبعوث الأممي أن "هذه هي أنواع القضايا، وقد تكون هناك قضايا أخرى، يمكن مناقشتها بجدية، وحيث يمكن أن تبدأ الإجراءات المتبادلة في إطلاق فرق إيجابي للسوريين، وإعطاء زخم لعملية سياسية".