icon
التغطية الحية

تجديد هوية ورابطة باللغة.. كيف بدت أجواء معرض الكتاب العربي بإسطنبول في 2021؟

2021.10.12 | 16:39 دمشق

244768245_1538376889843192_6255144405983492992_n.jpg
 تلفزيون سوريا ـ عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

بعد أن حالت جائحة فيروس كورونا المستجد دون إقامة معرض الكتاب العربي بنسخته السادسة في إسطنبول عام 2020 بسبب التدابير الوقائية، انطلق المعرض من جديد متيحاً الفرصة أمام الآلاف من محبي الكتب لزيارته.

ومنذ الساعات الأولى لافتتاح المعرض شهدت أروقته إقبالاً واسعاً من قبل الزوار العرب بشكل عام والأتراك المهتمين باللغة العربية بشكل خاص.

ويقيم على الأراضي التركية أكثر من 5 ملايين شخص من الجالية العربية، معظمهم من السوريين، الذين لهم إسهام أساسي في التنظيم والمشاركة.

وينظم المعرض كل من الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي، واتحاد الناشرين الأتراك، وجمعية الناشرين الأتراك، بمشاركة أكثر من 250 دار نشر من 23 دولة، خلال الفترة من 9 إلى 17 تشرين الأول/أكتوبر 2021.

موقع "تلفزيون سوريا" زار موقع المعرض بالصالة التاسعة في مدينة المعارض "CNR Expo" بالطرف الأوروبي من إسطنبول، واستطلع آراء عدد من المنظمين والدور المشاركة والزوار.

كيف كان الإقبال؟

وقال رئيس الجمعية الدولية للناشرين العرب د. مهدي الجُميلي (أحد مسؤولي التنظيم): "رغم الظروف التي نعيش فيها كان الإقبال مفاجئاً، جائحة كورونا ما زالت مستمرة، والجو الماطر، واختلاف موقع المعرض، فقد شهد أول يومين زيارة عدد كبير جداً من الزوار أظنه الأكبر بين افتتاحات المعرض بكل نسخه السابقة".

وأضاف في حديثه لـ موقع "تلفزيون سوريا" أنه "تم تخصيص مساحة 5 آلاف و 250 متراً مربعاً لمعرض الكتاب". 

وأشار إلى أن "عدد الدور المشاركة بلغت 250 داراً، مقسمة على 170 جناحاً حيث إن بعض الأجنحة تبيع كتب دور نشر أخرى أوكلتها بذلك لأسباب اقتصادية من قلة البيع أو لوجستية بسبب صعوبة السفر في ظل الجائحة".

من جانبه قال زهير البري مدير دار "عالم أفكار للنشر"، وشركة "تويز وورلد للألعاب التعليمية والتفاعلية"، "يبدو أن هناك تعطشاً من قبل الجالية العربية في تركيا لزيارة المعرض واقتناء الكتاب العربي، خصوصاً بعد غياب نحو عامين، حيث لم نكن نتوقع هذا الحجم الضخم من الزوار".

وحول تخفيض الأسعار وتقديم العروض، أوضح البري أن "إدارة المعرض طلبت من الدور المشاركة تقديم حسومات بنسبة 20 إلى 30 في المئة، إلا أن أسعار الكتب مرتبطة بسعر صرف الدولار، وهذا ما يجعل أسعاره مرتفعة للبعض، ونحن نحاول أن نراعي ذلك قدر المستطاع".

وتركّز "عالم أفكار" في منشوراتها بشكل أساس على الأطفال واليافعين، مثل الكتب التفاعلية والكتب الملموسة لفئة الطفولة المبكرة، وكتب تنمية ذكاء الطفل ومهاراته، إلى جانب الروايات والقصص الموجهة لليافعين.

معرض الكتاب في إسطنبول

تجارة وأسعار مرتفعة

من جانبه قال الشاعر د.محمود السيد الدغيم: "المعارض مهمة ومفيدة ثقافياً لأنها تقدم تنوعاً في المنشورات والمطبوعات، خصوصاً أن دور النشر ليست من لون واحد، وإن غلب على بعضها كتب التراث".

وانتقد الدغيم انتشار الصبغة التجارية على دور النشر، وتكرار العناوين مع غياب التنسيق بين الدور، فهم يطبعون الكتب التي تجلب المال وإن كانت غير نافعة، ولذلك تجد أن الروايات السخيفة هي الأكثر مبيعاً في كل المعارض".

وأكّد الدغيم على أن غلاء الأسعار مرهق للزوار وينعكس على الحركة الثقافية بشكل عام، وأقول إن الحال في الأمة العربية يتلخص بأن من يملك المال لا يقرأ، ومن يقرأ لا يملك المال".

من جانبه قال محمد الملقي مدير "دار خواطر"، إن إدارة المعرض عملت بشكل جيد جيداً على الدعاية الإعلامية بمستوى أفضل من السنوات السابقة، والنتيجة أنه لمسنا إقبالاً ممتازاً في الأيام الأولى من المعرض".

وحول ارتفاع الأسعار أكّد "الملقي" أن سعر الكتب مرتبط بصرف الدولار أمام الليرة التركية التي انخفضت مؤخراً، وهي سلعة مشابهة لأي سلعة في السوق تضخمت أسعارها، ولدعم الزوار وضعنا خصم 20% على كل المنشورات التي نبيعها، وهي نسبة غير موجودة بأي مكتبة خارج المعرض".

معرض الكتاب في إسطنبول

الكتب تعيد الهوية للاجئ والمهاجر

وترافق أيام المعرض فعاليات ثقافية ومحاضرات، إضافة إلى توقيع بعض الكتّاب على كتبهم ومؤلفاتهم، وعلى هامش هذه اللقاءات قال الكاتب محمد الأحمري رئيس "منتدى العلاقات الدولية"، إن "معارض الكتب المنظمة في بلاد اللجوء والمهجر هي نوع من العودة إلى الذات والهوية والانتماء، وهي فرص لقاء وتعارف، ومتابعة ما استجد من إنتاج في العالم العربي".

وأضاف الأحمري في حديثه للموقع: "المهاجر يشعر أكثر من المقيم في بلده بأهمية معارض الكتب، والأخيرة تربطه بأكثر من جانب، كإعادة هوية وتقوية الذات وهي مؤثرة ومهمة في شخصية المهجر أو اللاجئ".

ومع انتشار الكتب الإلكترونية على المستوى العالمي، أكّد الأحمري أن "الكتاب الورقي لا يفقد حضوره وأهميته وذاته، بل دعمت ثورة الإنترنت من انتشاره، والكتاب كجسم مهم جداً، وهناك أبحاث طريفة عن الموضوع تقول إن الكتاب الورقي له نوع من الحضور والنداء (أنا موجود اهتم بي)، فيما لو وجدت آلاف من الكتب الإلكترونية لن يعطيها نفس الأهمية".

معرض الكتاب في إسطنبول

كتب متنوعة

وتنوعت الكتب والمنشورات المعروضة بين "الأدب والتراث والدين والشعر والسياسة والاقتصاد والتعليم والأطفال والأسرة والإدارة والتنمية واللغات وغير ذلك"

وعلى صعيد الزوار فقد تنوعت الآراء بين معجب بتنظيم المعرض وكثرة العناوين الموجودة فيه، وبين صعوبة الوصول إلى موقعه مقارنة بالأعوام السابقة، إضافة إلى ارتفاع الأسعار.

وقال حسام أحمد من سوريا (24 عاماً): "أزور معرض الكتاب في كل مرة يقام فيه، واشتري منه أكبر عدد ممكن بحسب الإمكانيات المالية المتوفرة، التنظيم جيد وهناك تنوع بالكتب، إلا أن الأسعار مرتفعة وهي ما قللت من عدد الكتب التي سأقتنيها هذا العام". 

بينما قالت منى السعيد من مصر (36 عاماً)، "هناك تنوع كبير في منشورات الأطفال التعليمية أو الترفيهية، إلا أن مشكلة المطبوعات العربية أن غالبيتها بتصاميم وألوان قديمة، بينما تتميز التركية برسومها الأجمل وتنوع مضامينها وانخفاض أسعارها أيضاً".

ودعت دور النشر إلى "الخروج من التصاميم التقليدية والبحث عن طرق أكثر إبداعية في تقديم منتجاتهم للأطفال حتّى يواكبوا العصر الذي نعيش فيه".

من جهتها أكّدت نجلاء جمعة من تونس (50 عاماً) أن "الكتب المتوفرة بالغالب ليست متطورة ومواكبة بالدرجة المقبولة من ناحية المضمون وحتى تصميم الأغلفة، إضافة إلى غياب منشورات حديثة مهمة جداً عن المعرض، خصوصاً الأكاديمية منها، والتي يجب توفيرها للقارئ العربي في تركيا".

أما عبد الرحمن نموس من سوريا (17 عاماً) فقد قال: "لم أكن أقرأ لكني تعلقت بها بعد ورشة شاركت بها، ومن بعدها تعلقت بالكتب، وأنصح أبناء جيلي أن يستفيدوا من خبرات الأكبر سناً بموضوع القراءة".

معرض الكتاب في إسطنبول

فعاليات وأنشطة 

ولم يقتصر معرض الكتاب على بيع الكتب والمنشورات، إنما تنوعت الأنشطة المشاركة التي تركّز على الأطفال واليافعين، الأمر الذي يحبب الفئة العمرية الصغيرة بمعرض الكتاب ويشجعهم أكثر لحضوره.

يزن وفائي من سوريا (17 عاماً)، وهو أحد أعضاء فريق "تغيير" الذي يقدم بعض الأنشطة للأطفال واليافعين، قال لموقع "تلفزيون سوريا" إن المعرض مكان مناسب للتعرف على أشخاص جدد، واكتساب مهارات، إضافة إلى البحث عن عناوين لا أعرفها لشرائها.

وأضاف "نقدم مباريات وألعاباً وأنشطة متنوعة، ويحب الأطفال ما نقدمه لهم، حيث هناك متعة وفائدة بالوقت نفسه".

معرض الكتاب في إسطنبول