icon
التغطية الحية

"بلومبرغ": إيران تشترط على السعودية إعادة العلاقات الدبلوماسية لإنهاء حرب اليمن

2021.10.13 | 11:17 دمشق

gettyimages-1233574039.jpg
تسعى السعودية إلى إنهاء صراع عرّض منشآتها النفطية لهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ - AFP
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

كشفت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، عن مصدرين على اطلاع بمجريات جولة المناقشات الأخيرة بين المملكة العربية السعودية وإيران، أن طهران طلبت من الرياض إعادة فتح القنصليات وإعادة العلاقات الدبلوماسية، كشرط لإنهاء الحرب في اليمن، في حين طالبت السعودية بعكس ذلك.

وقال أحد الأشخاص، واثنان آخران على اطلاع على المحادثات، إن إيران تريد اتفاقاً بشأن اليمن كخطوة أولية نحو إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية، التي قطعت في العام 2016، لكنها أصرت على أن التطبيع يأتي أولاً.

وأوضحت المصادر أن إيران اقترحت إعادة فتح القنصليتين في مدينتي مشهد الإيرانية وجدة السعودية، كدليل على حسن النية، وأشار أحد الأشخاص إلى أن "المحادثات أحرزت تقدماً بشكل عام، لكنها تميل إلى التعثر عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل".

ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية ولا مركز الاتصالات الدولية السعودي، الذي يتعامل مع استفسارات وسائل الإعلام الدولية، على الفور على طلب للتعليق، كما لم يعلق المسؤولون في العراق، الذين كانوا يساعدون في المحادثات، على ذلك.

 

جماعة الحوثي في اليمن.. نقطة تركيز المحادثات الإيرانية السعودية

ووفق "بلومبرغ"، فإنه بينما تدفع القوى العالمية لإجراء مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، أجرت الجمهورية الإسلامية بهدوء أربع جولات من المناقشات بهدف تخفيف سنوات من التوتر مع المملكة العربية السعودية، كان التركيز فيها على اليمن، حيث يدعم البلدان طرفين متعارضين.

وعقدت الجولة الأخيرة من المحادثات السعودية الإيرانية في 21 من أيلول الماضي، ومن المتوقع إجراء جولة أخرى قريباً.

وتسعى المملكة العربية السعودية، التي تقاتل "جماعة الحوثي"، المدعومين من إيران في اليمن منذ العام 2015، إلى إنهاء صراع عرّض منشآتها النفطية لهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ.

وقبل عامين، أدى هجوم للحوثيين على بقيق السعودية إلى تدمير نصف الطاقة الإنتاجية في أكبر مصدر للنفط في العالم، مما تسبب في اضطراب الأسواق العالمية.

وقوبلت مقترحات السعودية لوقف القتال باهتمام ضئيل من الحوثيين، الذين يقول دبلوماسيون إنهم لا يرون سبباً كافياً للتراجع بعد النجاح في السيطرة على أجزاء من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

ومع انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، سعت المملكة العربية السعودية إلى تحسين العلاقات مع حلفاء إيران وتقليل التوترات الإقليمية لتعزيز أمنها.

وفي مقابل ذلك، أوضحت "بلومبرغ" أنه على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، فإن طهران في وضع سياسي أفضل، وبفضل استجابتها للقوى العالمية ووكلائها المسلحين القادرين على إحداث الفوضى في اليمن والعراق ولبنان، فإن لها يداً قوية في أي مفاوضات.

 

الانتخابات العراقية تهدد المفاوضات الإيرانية السعودية

وتعثرت المحادثات النووية التي بدأت في فيينا بين القوى العالمية وإيران منذ انتخاب رجل الدين المتشدد، إبراهيم رئيسي، رئيساً في حزيران الماضي، إلا أنه مع ذلك، فقد أدلى بتصريحات أكثر إيجابية حول تواصل بلاده مع المملكة العربية السعودية، مؤكداً أنه "حريص على إعادة فتح السفارات".

وفي 8 من تشرين الأول الجاري، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إنه تم التوصل إلى عدة اتفاقات خلال المناقشات الجارية، لكنه لم يذكر تفاصيل.

ومن جانبه، أشار وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، إلى أن المحادثات لا تزال في "مرحلة استكشافية"، على الرغم من أن بلاده "تأمل في أن يؤدي الحوار إلى حل القضايا العالقة بين البلدين".

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن "يعكس القلق المتزايد في الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية من أن الصفقة ستأتي على حسابها"، حيث حذّر رئيس الوزراء في حكومة الحوثي، معين عبد الملك، من أن بلاده "لا ينبغي أن تكون ورقة مساومة".

كما أن هناك خطراً من أن عملية التفاوض بين إيران والسعودية سوف تتراجع إذا أسفرت الانتخابات البرلمانية في العراق عن استبدال رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، حيث يُنظر إليه، وهو رئيس مخابرات سابق له صلات بمسؤولين أمنيين وسياسيين من كلا الجانبين، على أنه "وسيط موثوق به".

ويقول دبلوماسيون إن "التقدم الذي تحقق حتى الآن يدين بالكثير لمصداقية الكاظمي المتصورة، ورغبته في رفع مستوى دور بغداد كجسر بين الدول العربية التي يهيمن عليها السنة وإيران، التي حكم حلفاؤها المسلمون الشيعة العراق معظم الفترة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام 2003، وأنهى حكم نظام صدام حسين".