icon
التغطية الحية

بلجيكا تبحث عن لقبها الأول في مونديال قطر.. هل تفعلها؟

2022.09.15 | 07:45 دمشق

المنتخب البلجيكي
شارك "الشياطين الحمر" 13 مرة في كأس العالم وغاب ثماني مرات بينما شارك ست مرات في بطولات أمم أوروبا
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

رغم أن المنتخب البلجيكي كان مصنّفاً على لائحة الأفضل في العالم خلال السنوات الماضية، ورغم الأجيال الذهبية العديدة التي لعبت في صفوفه، إلا أن كأس العالم مازال مستعصياً عليه طوال عقودٍ من الزمن، فهل تفك بلجيكا تلك العقدة في مونديال قطر، وتتوّج بأول لقبٍ في تاريخها؟

شارك المنتخب البلجيكي الملقب بـ "الشياطين الحمر" 13 مرة في كؤوس العالم، وغاب ثماني مرات عن المونديال، بينما شارك ست مرات في بطولات أمم أوروبا، لكنه عجز عن تحقيق أي لقبٍ دولي.

منتخب بلجيكا
المنتخب البلجيكي

من الحضيض إلى القمة

بلجيكا مرت في عقد الألفية بأسوأ فترةٍ في تاريخها، حيث غابت عن كأس العالم 2006 و2010، وعن ثلاث بطولات يورو متتالية 2004-2008-2012.

وصل "الشياطين الحمر" في تلك الحقبة، إلى أدنى تصنيفٍ في تاريخهم عام 2007، حيث احتلوا المركز 71 على مستوى العالم.

بعد فترةٍ طويلةٍ من الانحدار، بدأت بلجيكا تستعيد توازنها، حيث عادت بقوةٍ إلى كأس العالم عام 2014 بعد غيابٍ لـ 12 سنة، وتصدّرت مجموعتها بالعلامة الكاملة، ووصلت إلى الدور ربع النهائي، لكنها خرجت حينها على يد الأرجنتين.

استمر "الشياطين الحمر" في التطور بشكلٍ لافت، ونجحوا في التأهل ليورو 2016، ووصلوا كذلك إلى دور الثمانية.

القوة الضاربة لبلجيكا برزت في مونديال روسيا، حيث حققت أول برونزية بكأس العالم في تاريخها، وتربّعت على عرش أفضل منتخبات العالم عام 2018.

المنتخب البلجيكي واصل السير بنسقٍ تصاعدي، وتأهل ليورو 2020، ومن ثم بلغ مباشرةً كأس العالم 2022، بعد تصدّره لمجموعته في التصفيات الأوروبية.

جيل ذهبي

بلجيكا تمتلك جيلاً ذهبياً، لم يمر على المنتخب منذ سنوات، ما يمنحها الحافز الأكبر لاستغلال تلك الفرصة، وتحقيق حلمها التاريخي بالظفر بالمونديال.

قوة "الشياطين الحمر" تبرز على كل الخطوط، فلديهم دفاع قوي جداً، ومن خلفه الحارس الأفضل في العالم "تيبو كورتوا".

قوة دفاع بلجيكا، برزت مؤخراً من خلال تأهلها إلى كأس العالم، دون تلقيها أي خسارة في التصفيات الأوروبية، حيث فازت في ست مباريات وتعادلت في مباراتين.

المنتخب البلجيكي لديه خط وسط رهيب، يتمثل في كيفن دي بروين أحد نجوم العالم، والذي يمتاز بسرعته ومهارته العالية، إلى جانب يانيك كاراسكو، وثورغان هازارد، وتوما مونييه.

في الهجوم نجد قوة ضاربة، تتمثل في الدبابة "روميلو لوكاكو"، "وإيدن هازارد" الذي تحسّن مستواه بشكلٍ ملحوظ مؤخراً مع ريال مدريد، وهناك أسماء لامعة أخرى، مثل دريس متنس، وديفوك أوريجي.

المنتخب البلجيكي
المنتخب البلجيكي ضد اليابان

المدرب الإسباني "روبرتو مارتينيز"، الذي تولى المسؤولية في 2016، كان له الدور الأكبر في نهضة المنتخب البلجيكي، وسيكون إحدى نقاط القوة التي ستساعد في قيادة هذا الجيل الذهبي نحو التتويج بكأس العالم.

المنتخب البلجيكي استمر في صدارة التنصيف العالمي لثلاث سنوات، رغم عدم تتويجه بأي لقبٍ دولي أو حتى عدم وصوله إلى النهائيات.

هذه الوضعية المتناقضة أثارت تساؤلات واستغراب الكثيرين، لكن الإجابة ببساطة أن بلجيكا استفادت من استقرار نتائجها خلال التصفيات.

في كل بطولة كانت بلجيكا تنطلق بقوة في التصفيات وتحقق الانتصارات، ومن النادر أن تخسر مباراة في التصفيات، وهو ما ساعدها في تحسين ترتيبها عالمياً، وبالتالي فإن حالة الاستقرار التي وصل لها “الشياطين الحمر”، قد تمنحهم دفعة كبيرة في مونديال قطر.

عقدة تاريخية

رغم امتلاك المنتخب البلجيكي نجوماً من الطراز الرفيع، لكنه عجز عن تحقيق أي بطولة أو الوصول للنهائي، ما يعني أن هناك مشكلة في الانسجام بين اللاعبين، أو أن المدرب غير قادر على ايجاد التوليفة المناسبة.

ما يُعيب بلجيكا كذلك، أنها تلعب بتحفظٍ كبير، ولا تغامر كثيراً في الهجوم، وإنما تعتمد على المرتدات التي يقودها لوكاكو وهازارد ودي بروين، ما يعطي الخصم فرصة أكبر للهجوم.

"الشياطين الحمر" عانوا في العقد الأخير من عقدة الخروج من دور الثمانية باستثناء مونديال روسيا، حيث خرجوا من هذا الدور في كأس العالم 2014، ويورو 2016 و2020.

بداية سهلة ونهاية مريرة

وقعت بلجيكا في مجموعةٍ سهلة، حيث ستواجه كلاً من كرواتيا التي فقدت مستواها المبهر الذي قدمته في مونديال روسيا، إضافةً إلى المغرب وكندا اللذيّن يقدمان مستوى أقل بكثير من أداء العملاق البلجيكي، الذي يبدو أن طريقه سيكون سالكاً في صدارة المجموعة للدور الثاني.

بلجيكا قد تصطدم في دور الـ 16 بمنتخب ألمانيا في مواجهةٍ من العيار الثقيل، لكن منتخب "المانشافات" ما يزال يعيش حالة غير مستقرة، ولاسيما أنه خرج من دور المجموعات في مونديال 2018، وتبدو حظوظ بلجيكا أقوى بالتأهل للدور ربع النهائي.

بالنظر إلى مسار المنتخبات المشاركة في الأدوار الإقصائية، فإن "الشياطين الحمر" سيواجهون غالباً منتخب البرتغال، ولو نظرنا للتاريخ نجد أن بلجيكا تتفوق على رفاق كريستيانو رونالدو في المواجهات الرسمية، حيث تقابل المنتخبان سابقاً في تسع مواجهات، فاز خلالها المنتخب البلجيكي أربع مرات، مقابل فوزين للبرتغال.

بلجيكا مرشحة للعبور نحو المربع الذهبي، والذي يبدو أنه سيكون نهاية مسيرتها، حيث ستواجه منتخب إنكلترا الذي يمتلك حظوظاً أكبر في الوصول للنهائي وربما تحقيق اللقب، ما يعني أن مسيرة "الشياطين الحمر" قد تنتهي هنا، في سيناريو مشابه لما حصل معهم في مونديال روسيا.

ومع تقدّم معظم نجوم بلجيكا في العمر، فإن هذا الجيل الذهبي سيخوض آخر فرصة له في مونديال قطر لتحقيق الإنجاز التاريخي، وإذا صدقت التوقعات والحسابات فستكون نهاية مريرة، وبالتالي فإن هذا الجيل سيرحل دون تحقيق إنجاز حقيقي يُسجّل في تاريخه، وسيكون على عشاق بلجيكا انتظار عقودٍ من الزمن لقدوم جيلٍ ذهبيٍ آخر يُحقق لهم حلماً طال انتظاره.