icon
التغطية الحية

بعد رفع سعر الفيول.. كيف ستتأثر المصانع النسيجية والغذائية في سوريا؟

2022.02.17 | 13:13 دمشق

1024191431_236_214_2996_1948_1920x0_80_0_0_09c46011d94c8ce34b0dca0b2591f6ea.jpg
رفع سعر طن الفيول إلى مليون و25 ألف ليرة سورية - سبوتنيك
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

كشف عضو مجلس إدارة "غرفة صناعة حلب" مجد ششمان أن ارتفاع سعر مادة الفيول بالنسبة للصناعيين سيؤدي إلى سلبيات كثيرة منها ضعف تنافسية المنتج السوري في الأسواق الخارجية وأثره السلبي على المواطن بسبب انخفاض القدرة الشرائية للمواطن وعدم قدرة السوق المحلية على استيعاب ارتفاع أسعار المواد المصنعة بسبب رفع الدعم عن المشتقات النفطية والمحروقات على سبيل المثال وبالأخص الفيول الذي يعتبر مادة أساسية للمصانع التي تستخدم الفيول في غلايات البخار في المصانع كالصناعات النسيجية والغذائية.

وأضاف لصحيفة الوطن الموالية أن هذا الارتفاع للأسعار يأتي ضمن سياق سياسة حكومة النظام السوري لرفع الدعم عن كل المشتقات النفطية وحوامل الطاقة حيث شهدنا ارتفاع سعر الكهرباء الصناعية إلى أربعة أضعاف في المدن الصناعية وسبعة أضعاف في المناطق الصناعية وهذه التغيرات ستفقد المنتج السوري قدرته التنافسية في الأسواق الخارجية مما سيؤثر في حجم الصادرات الذي نحن بأمسّ الحاجة إليه الآن لتعزيز قوة الاقتصاد الوطني ودعم الليرة السورية.

وذكر أن عدم التشاركية مع القطاع الصناعي في اتخاذ القرارات هو مشكلة بحد ذاتها لهذا القطاع حيث سيضر بالصناعيين الذين ينفذون عقوداً خارجية وحتى الذين ينفذون عقوداً محلية.

وقال: "إننا كصناعيين حتى الرسائل النصية لم تصل لنا جميعاً لتخبرنا بارتفاع الفيول بل فوجئنا برفع سعر مادة الفيول عبر مواقع التواصل الاجتماعي 50 ألفاً للطن ليصبح السعر مليوناً و25 ألفاً بعدما كان سعرها 975 ألفاً للطن وهذا الرفع للأسعار ليس الأخير باعتقادي بل إنه ضمن سلسلة رفع الدعم حيث كان سعر الفيول بداية العام الماضي لا يتجاوز 375 ألف ليرة للطن".

رفع سعر الفيول سيتسبب بزيادة جديدة في الأسعار

ومن جهته، قال أيمن مولوي "خازن غرفة صناعة دمشق وريفها" من المؤكد أن ارتفاع أسعار الفيول بهذا الشكل المفاجئ سوف يكون له تأثير سلبي على العديد من الصناعات وسيكون تأثيره كبيراً على بعض الصناعات، الأمر الذي سوف ينعكس على أسعار السلع التي تستخدم في معاملها مادة الفيول.

وأوضح أنه قد يتراوح التأثير بنحو 10 في المئة على أسعار السلع وقد يزيد حسب نوع السلع، مثلاً معامل الحديد والدرفلة التي تستخدم الفيول أو معامل الورق ومعامل الخزف سيكون هناك ارتفاع كبير على أسعار السلع، وكنا نأمل أن يكون الارتفاع تدريجياً وألا يكون بهذه الطريقة المفاجئة.

تأثر جميع الصناعات برفع أسعار الفيول

وعن قرار رفع أسعار الفيول، قال الخبير الاقتصادي عمار يوسف إن قرار حكومة النظام القاضي برفع أسعار الفيول صحيح أنه ليس له تأثير واضح المعالم على كل الصناعات إلا أن المشكلة هي المنعكس السعري الذي يأخذ الحجم الأكبر الذي يذهب لجيوب التجار والصناعيين وخاصة أن الزيادة تكون مثلاً 10  في المئة فيأتي ارتفاع الأسعار 50 في المئة وهو يعتبر حجة لأصحاب العلاقة بزيادة الأسعار حتى لو لم تكن صناعتهم تعتمد على الفيول كما أن بشائر رفع أسعار الفيول ظهرت في ارتفاع أسعار العديد من السلع منها على سبيل المثال لا الحصر "المحارم" التي لا نعلم ما علاقتها برفع سعر الفيول حيث وصل سعرها اليوم إلى 4 آلاف ليرة.

وأكد أن مشكلة حكومة النظام هي أنها تقوم برفع أسعار حوامل الطاقة التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في معيشة المواطن وبالتالي هذا يتسبب بانخفاض القدرة الشرائية لليرة السورية ما يؤدي إلى "تجويع المواطن"، لذلك لابد من كسر هذه السلسلة.

وأشار إلى أن حكومة النظام كلما احتاجت نقوداً لتمويل عجز الميزانية فإنها تمد يدها إلى جيب الموطن بعد أن تشرع برفع الأسعار، لافتاً إلى أن المواطن لم يعد لديه القدرة على التحمل، مبيناً أن المشكلة هي مشكلة حكومية وليس ارتفاع الأسعار العالمية.

رفع سعر طن الفيول إلى مليون و25 ألف ليرة

ويوم الإثنين، رفعت حكومة النظام السوري سعر الفيول إلى مليون و25 ألف ليرة للطن الواحد، للقطاعين العام والخاص.

ويتركز استهلاك الفيول ضمن القطاع العام على الصناعات المتوسطة والثقيلة، كالزجاج والإسمنت والورق الصحي والكرتون والسيراميك والقرميد، إضافة إلى المنظفات والخيوط والأقمشة القطنية والنسيجية والحديد والكونسروة.

وينعكس رفع أسعار الفيول على أغلب الصناعات في سوريا، ويرفع تكاليف الإنتاج، وبالتالي سيتبعها ارتفاع في أسعار المنتجات الصناعية، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض الإنتاج وازدياد معدلات البطالة.