icon
التغطية الحية

بعد جولات من الاشتباكات.. التوصل إلى اتفاق أولي بين النظام ووجهاء طفس

2023.07.06 | 16:08 دمشق

بعد جولات من الاشتباكات.. التوصل إلى اتفاق أولي بين النظام ووجهاء طفس
قصف على مدينة طفس - 2018
درعا - أيمن أبو نقطة
+A
حجم الخط
-A

توصل وجهاء عشيرة الزعبي في مدينة طفس غربي درعا إلى اتفاق أولي مع قائد الفيلق الأول في النظام ورئيس جهاز الأمن العسكري بدرعا، يقضي بوقف تام لإطلاق النار.

وجاء الاتفاق الأخير بعد اجتماع حضره عدد من وجهاء طفس، على خلفية تصاعد حدّة المواجهات بين مجموعة محلية كان يتزعمها القيادي خلدون بديوي الزعبي وقوات النظام التي تحاول التقدم نحو المدينة منذ ثلاثة أيام.

وقال مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا إن المواجهات اقتربت صباح اليوم الخميس من سوق الهال (سوق الخضار والفاكهة) والطريق العام في مدينة طفس، واستهداف السوق من قبل قوات النظام بالمضادات الأرضية وعربات الشيلكا الأمر الذي أحدث حالة من الهلع بين المدنيين.

وأضاف المصدر أن قوات النظام تنتشر في المزارع الجنوبية لمدينة طفس منذ نحو أسبوع وقامت بسرقة وتخريب بعض المحاصيل الزراعية، الأمر الذي دفع وجهاء طفس لمحاولة التهدئة وإيقاف الاشتباكات حفاظاً على ممتلكات المزارعين في المنطقة.

وأصدرت عشيرة الزعبي بياناً عقب الاجتماع جاء فيه "نحن عشيرة آل الزعبي في حوران بشكل عام وفي طفس بشكل خاص كنا قد استنكرنا استهداف عناصر الشرطة المسؤولين عن حماية المراكز الامتحانية الذين تم استهدافهم في بلدة المزيريب قبل عدة أيام لأننا لا نحمل ولا نحتضن أي فكر متطرف".

وأضاف البيان: "إننا عشيرة آل الزعبي إذ نحرص بحكم ديننا وأخلاقنا على إغاثة الملهوف ومساعدة الضعيف إلا أننا نرفض وجود أي ضيف أو غريب مسيء وخارج عن أعرافنا وأخلاقنا وتقاليدنا وعليه فإن أي شخص مسيء لا يعنينا ولا يمثلنا وهذا من المبادئ الراسخة عندنا مسبقاً".

هل يصمد الاتفاق الأخير؟

وعادةً ما ينكث النظام السوري الاتفاقيات مع وجهاء محافظة درعا ولجان التفاوض، ويعود إلى قصف المناطق ومحاولات الاقتحام بهدف تحقيق أهدافه من الحملة العسكرية.

وقال قيادي من المجموعة المحلية التي تشتبك مع النظام، لموقع تلفزيون سوريا إن النظام يتذرع بوجود عناصر من تنظيم داعش في المزارع الجنوبية وتم ذكر مجموعة القيادي أبو طارق الصبيحي على أنها تستهدف عناصر الشرطة، وبحجة ذلك يريد النظام تفتيش المزارع ويطالب بإخراج تلك المجموعة.

وتوقّع القيادي السابق في فصائل المعارضة أن يصمد الاتفاق مع النظام كون الأخير يريد عملاً محدوداً وليس واسع النطاق، كما أن الغاية منه ليس الدخول إلى مدينة طفس، بقدر ما هي إيصال رسائل إلى الدول العربية.

وأضاف القيادي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "تفاجأنا بأن قوات النظام بدأت بإطلاق النار على المزارعين واستهداف السهول الزراعية وبعض الأبنية السكنية إضافة إلى نهب وتخريب الممتلكات الخاصة بالمزارعين، فقمنا بمواجهة تلك القوات وصدها من التقدم نحو مدينة طفس".

وأوضح بأن "مخابرات النظام تعرف يقيناً أين ترسل عناصر الشرطة وتسهل دخولهم أمام أشخاص أغبياء، مؤكداً وجود اختراق واضح من قبل ضباط النظام لأفراد يعملون ضمن المجموعات المحلية بهدف شرعنة اقتحام النظام للمنطقة".

وختم القيادي حديثه بأنهم ملتزمون بوقف إطلاق النار في حال التزم النظام بذلك، وأن الوجهاء يسعون للتخفيف من الأضرار التي لحقت بممتلكات المزارعين، ويهدف الاتفاق الأخير لإيجاد حل جذري يقضي بسحب التعزيزات العسكرية من محيط مدينة طفس.

وكانت قوات النظام استهدفت الأحياء الجنوبية لمدينة طفس بقذائف الدبابات وعربات الشيلكا والمضادات الأرضية بعد وصول تعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة، استقرت على عدد من المواقع على طريق درعا - طفس، من أبرزها معمل الشيبس، ومعصرة أبو نعيم، وبناء الحفّارات وبناء البحوث العلمية.

وسبق أن أوضح قيادي سابق في فصائل المعارضة لموقع تلفزيون سوريا أن النظام يهدف من الحملة العسكرية الأخيرة أمرين اثنين، أولهما سرقة ونهب الممتلكات الخاصة بالمزارعين في الأراضي الزراعية جنوبي طفس، والثاني إيصال رسائل إلى الدول العربية أنه ينفذ خطوة من قِبله في ملاحقة التنظيمات التي يعتبرها عامل عدم استقرار في المنطقة.

وقال القيادي: "يسعى النظام السوري جاهداً لربط ملف التنظيمات بملف المخدرات في محاولة لتبرئة ضباط النظام وميليشيا حزب الله اللبناني من عمليات تصنيع وتهريب المخدرات في المنطقة الجنوبية من سوريا".

وأسفرت المواجهات العسكرية عن مقتل الشاب فهد الصبيحي، من بلدة عتمان، وهو أحد عناصر المجموعة التي اشتبكت مع قوات النظام، وأصيب شاب مزارع بجروح إثر استهدافه بالرصاص من قبل قوات النظام.

كما أصيب عدد من المدنيين بجروح متفاوتة إثر استهداف قوات النظام لبعض المنازل بالمضادات الأرضية، نقلوا على إثرها إلى المشفى.

وفي تموز من العام الفائت أطلقت قوات النظام حملة عسكرية مشابهة نحو مدينة طفس، وانتشرت في المزارع الجنوبية للمدينة لمدة شهر حتى تم التوصل إلى اتفاق أنهى التوتر في طفس قضى بانسحاب التعزيزات العسكرية من محيط المدينة.

وكان جهاز الأمن العسكري حينئذ يتذرع بوجود غرباء في مدينة طفس، إلا أن تنفيذ الاتفاق الذي قضى بإجراء عمليات تفتيش محدودة في المدينة نفى مزاعم الأمن العسكري بوجود الغرباء في المنطقة.