icon
التغطية الحية

باستثناء الائتلاف.. جهات مدنية وعسكرية تعلق على التطبيع التركي مع النظام السوري

2022.12.30 | 12:00 دمشق

لقاء موسكو
لقاء موسكو
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

علقت العديد من الجهات السورية المعارضة المدنية والعسكرية على لقاء موسكو الذي جمع مسؤولين في الحكومة التركية مع مسؤولين من النظام السوري، باستثناء الائتلاف السوري لقوى المعارضة الذي يعد أحد أبرز الممثلين السياسيين لقوى الثورة السورية.

كما أنه لم يصدر أي تعليق بخصوص التقارب التركي مع النظام السوري من الحكومة السورية المؤقتة الذراع التنفيذية للائتلاف الوطني في مناطق الشمال السوري، ولا من الهيئة العليا للتفاوض الذي تجري محادثات مع النظام السوري برعاية أممية ودولية في جنيف.

ويوم الأربعاء، التقى في العاصمة الروسية موسكو، وزير الدفاع ومسؤول الاستخبارات التركيان مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان ورئيس المخابرات العامة للنظام السوري، بحضور وزير الدفاع الروسي.

وأكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن النقاش تمحور حول الحل السياسي في سوريا، بموجب القرار الأممي 2254، بالإضافة إلى تسهيل عودة اللاجئين، ووصف وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، اللقاء بـ "المفيد"، معتبراً أن "التواصل مع النظام السوري مهم لتحقيق سلام واستقرار دائمين".

ونقلت وكالة "الأناضول" عن جاويش أوغلو قوله إن "المرحلة التالية في خارطة الطريق هي عقد اجتماع على مستوى وزيري خارجية البلدين"، موضحاً أنه لا يوجد جدول زمني محدد لاجتماع بشأن ذلك.

ووصف وزير الخارجية التركي المعترضين على خطوات تركيا تجاه النظام السوري بأنها "جماعات قليلة جداً، تحركت لمصالحها الخاصة"، معتبراً أن ممثلي المعارضة السورية "لم يبدوا أي رد فعل على خطوات أنقرة".

حكومة هيئة الإنقاذ

وفي سياق ذلك، أعلنت "حكومة الإنقاذ" في شمال غربي سوريا أنها "ترفض وتستنكر أن يُقرر مصير الثورة السورية بعيداً عن أهلها، لأجل خدمة مصالح دولة ما أو استحقاقات سياسية تتناقض مع أهدافها"، مشددة على أن "لقاءات ومشاورات تركيا مع النظام السوري تهدد حياة الملايين من الشعب السوري".

وقال بيان أصدرته "إدارة الشؤون السياسية" التابعة للحكومة، تعليقاً على لقاء موسكو، إن المباحثات التركية مع نظام الأسد "تأتي لأجل إحراز تقدم في ملف اللاجئين قبيل الانتخابات التركية القادمة من جهة، ولممارسة مزيد من الضغط على قوات قسد من جهة أخرى".

وأوضحت "حكومة الإنقاذ" أن النظام السوري "لا يملك النوايا الحسنة للمشاركة بإزالة المخاوف والتهديدات الأمنية لصالح سلامة وأمن تركيا، فضلاً عن عدم قدرته على ذلك"، مضيفة أنه "السبب الرئيس في دفع ملايين السوريين للجوء".

وأكدت على أن النظام "لم يتغير سلوكه أو يبدل نهجه ضد الشعب السوري من قتل وتشريد واعتقال، بل تجاوز ذلك بتحويل المناطق التي يسيطر عليها إلى معامل لتصدير الكبتاغون، ورعاية تجارة المخدرات".

وأشارت "حكومة الإنقاذ" إلى أنها "تتفهم الضغوط التي تواجهها تركيا على المستوى المحلي والدولي ونتضامن معها، إلا أننا نرفض ونستنكر أن يُقرر مصير هذه الثورة بعيداً عن أهلها، لأجل خدمة مصالح دولة ما أو استحقاقات سياسية تتناقض مع أهداف الثورة السورية".

وشدد البيان على أن "هذه اللقاءات والمشاورات تهدد حياة الملايين من الشعب السوري"، مؤكدة على أن "لا حل في سوريا ببقاء النظام أو الرضا بمشاركته، وتعويمه وإعادته لمشهد الأحداث السياسية بثٌ للفوضى، وتهديد للأمن والاستقرار العام في المنطقة، وتفريط بحق الملايين من الشعب السورية".

إنقاذ
بيان حكومة الإنقاذ

المجلس الإسلامي السوري

من جانبه، أكد "المجلس الإسلامي السوري" على رفض المصالحة مع النظام السوري، مشدداً على أن المصالحة "تعني أن يموت الشعب السوري ذلاً وقهراً".

وفي بيان له عقب لقاء موسكو بين تركيا والنظام السوري، قال المجلس إن "دعوات المصالحة والتطبيع مع النظام تترى على قدم وساق"، مؤكداً على أن "الموت ونحن نتجرع السم أهون ألف مرة من أن نصالح عصابة الإجرام التي دمرت سوريا وأبادت أهلها".

وأوضح البيان أن "مصالحة تلك العصابة تعني أن يموت شعبنا ذلاً وقهراً، وتعني بيع دماء الشهداء الذين مضوا وهم ينشدون كرامة سوريا وعزة أهلها"، داعياً إلى "الثبات الكامل على مطالب الثورة السورية، والتمسك بوثيقة المبادئ الخمسة التي أصدرها من قبل".

وأشار "المجلس الإسلامي السوري" إلى أنه "يثمن دور الدول المضيفة للشعب السوري المهاجر"، مطالباً إياها "بضمان حقوق المهاجرين، وعلى رأسها العودة الطوعية الحقيقية الآمنة، التي لا تكون إلا بعد زوال عصابة الإجرام".

"حركة سوريا الأم"

من جهتها، قالت "حركة سوريا الأم"، إنها تلقت ببالغ القلق أنباء التّحرّكات غير المسبوقة للجارة تركيا للانفتاح على النظام السوري، ظنّاً منها أن حل مشكلاتها المحقة في حماية أمنها القوميّ ومحاربة الإرهاب والحركات الانفصاليّة التي تنشط في سوريا يكمن في التعاون مع النظام.

وعبرت الحركة التي يرأسها الشيخ معاذ الخطيب عن رفضها بشدة أي "نهجٍ من شأنه تعويم نظام متهالك غير قادرٍ على تأمين الحاجات الأساسية للسوريّين في المناطق التي تخضع لسيطرته أصلاً، مذكرة الصديقة تركيا بأن نظام الأسد هو الأب الرّوحي للإرهاب، وبأنّ هذه الحركات خرجت من رحمه وهي صنيعة أجهزة استخباراته". 

وأضاف البيان: "نهيب بدولة قدمت الكثير وماتزال للشعب السوري المكلوم مراعاةَ المصالح التّركية في عدم العمل مع ذات النّظام الذي سبب كلّ هذه الأزمات لأنّ استمرار وجوده يعني استمرارها بالضرورة، ومراعاة مصالح ومشاعر ملايين السّوريين من الضحايا، لأنّ فقدان الأمل في تحقيق العدالة سيدفع إلى اليأس الذي لا بد أنه سيفضي إلى ما لا تحمد عقباه، وإلى المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار لتركيا ولدول المنطقة".

ولفتت إلى أن "هدف النظام من هذه الاجتماعات ليس التخلي عن الأدوات التي اتخذها مطية لابتزاز تركيا والشعب السوري، بل هو إرسال رسالة للسوريين بأنّ الجميع سيرضخ لابتزازه بنهاية المطاف، والهرب من الأزمات التي تعصف به عن طريق إعطاء المزيد من الآمال الزّائفة لحاضنته التي تئنّ تحت وطأة الدّمار الذي ألحقه بالاقتصاد السوري".

وأكدت الحركة على تمسّكها بالقرارات الدولية الداعية لتحقيق انتقال سياسيّ في سوريا حلاً وحيداً لأزمتها، فإنّها تذكر بأن أي عودة اللاجئين مرفوضة جملة وتفصيلاً ما لم تكن آمنة وطوعية، وبأن الشعب الذي قدم أكثر من مليون شهيد لن يتخلى عن مطلبه حتى تتحقق له الكرامة موفورة على أرضه.

اتحاد إعلاميي حلب وريفها

وفي ضوء ذلك، أصدر اتحاد إعلاميي حلب وريفها بياناً للرأي العام جاء فيه، أنه "بعد قرابة 12 عاماً من انطلاق الثورة السورية وبعد ما قدمه الشعب من تضحيات نتفاجأ بتصريحات من الحكومة التركية ليست الأولى من نوعها عن تقارب سياسي مع نظام الأسد قاتل السوريين بالكيماوي وكل الأسلحة المحرمة دولياً".

وأضاف الاتحاد في بيانه أن هناك "محاولات لإعادة تعويم النظام في الساحة الدولية رغم كل تلك المجازر والجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري لمجرد مطالبته بالحرية".

وأكّد الاتحاد رفضه لهذه "التصريحات التي تمهد لإجراء مصالحة مع النظام الإرهابي" مطالباً السوريين في الداخل وفي كل دول العالم للنزول إلى الساحات للتعبير عن رفض هذه التصريحات والعمليات السياسية والتأكيد على الموقف الثابت.

قيادات عسكرية

وعلقت كذلك قيادات عسكرية على لقاء موسكو، من دون أن يصدر أي بيانات كاملة سواء عن الجيش الوطني العامل في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام في الشمال السوري.

وكتب حسام ياسين قائد الفيلق الثالث في الجيش الوطني: "سوريا لن تنعم بالاستقرار والقضاء على الإرهاب والمحافظة على وحدة ترابها وضمان عودة آمنة وطوعية للاجئين إلا بتنفيذ القرارات الأممية وتحقيق الانتقال السياسي الكامل ورحيل نظام الأسد".

وقال مهند الخلف (أبو أحمد نور) أحد قياديي الجيش الوطني السوري، إن "الموت ونحن نتجرع السم أهون ألف ألف مرة من مصالحة تلك العصابة التي دمرت سوريا وأبادت أهلها".

وأضاف أن "مصالحة تلك العصابة تعني أن يموت شعبنا ذلاً وقهراً، وتعني بيع دماء الشهداء الذين مضوا وهم ينشدون كرامة سوريا وعزة أهلها".

من جهته قال القائد العام للفيلق الأول في الجيش الوطني السوري العميد الركن معتز رسلان: "ثورتنا ثورة حرية وكرامة وهدفنا إسقاط النظام السوري المجرم وحماية أهلنا والنصر لنا بإذن الله ثورة حتى النصر".

وعلق صالح عموري قائد الفرقة 31 مشاة التابعة للجيش الوطني، "لن يقبل السوريون وأبناء الثورة أن تذهب تضحياتهم العظيمة التي قدموها خلال سنوات الثورة هباءً ولن تهدأ سوريا ولن يعود الأمان والاستقرار إليها قبل الخلاص من رأس الإرهاب في سوريا بشار الأسد وسيستمر كفاحنا في سبيل ذلك بعون الله ومدده".