icon
التغطية الحية

بأكثر من 150%.. ارتفاع أسعار الناعم والمعروك والعصائر الرمضانية في سوريا

2024.03.12 | 12:12 دمشق

بأكثر من 150%.. ارتفاع أسعار الناعم والمعروك والعصائر الرمضانية في سوريا
ارتفاع أسعار الناعم والمعروك في الأسواق السورية (تلفزيون سوريا)
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

أخرج هاتفه وبدأ يحسب، فصُدم برقمٍ من المفترض أن يكون كلفة تأمين الناعم والمعروك والحلويات والعصائر والرمضانية يومياً، ثم أعاد الهاتف إلى جيبه قائلاً: "الله بدبرها، ليش عم أحسب ووجع راسي، يا سيدي اليوم اللي ما منقدر نأمن فيه مصاري بلا الحلو وبلا العصير، المهم الأكل".

"أبو رامي" يعمل في محل لبيع الهدايا والعطور في حي مساكن برزة بالعاصمة دمشق، يؤكّد لـ موقع تلفزيون سوريا أنّ العمل في محله يصاب بالركود في رمضان.

وينتظر "أبو رامي" عيدي الأم والمعلم أملاً بتأمين بعض المال، قائلاً: "حالياً أحتاج أن أصرف من رأسمالي على بيتي، أو أن أستدين لتأمين مستلزمات شهر رمضان اليومية، فلم تعد كلمة ناعم أو معروك أو حتى كيس عصير عبارة سهلة النطق، فكلفة الواحدة منها 25 ألف ليرة سوريّة، لذلك ستكون هذه الأكلات الرمضانية ثانوية من حيث الأولويات".

حال "أبو رامي" هو حال الكثير من السوريين، ومنهم مراد وهو رب أسرة من 5 أفراد (أحدهم في ألمانيا)، حيث قال: "أرسل لي ابني ضعف الحوالة المعتادة بمبلغ 500 دولار، ومع انخفاض سعر الصرف وارتفاع الأسعار، بالكاد استطعت شراء المستلزمات الأساسية لطهي وجبة الإفطار اليومية وتأمين وجبة سحور جيدة، وما تبقى بالكاد يكفي مصاريف يومية للعائلة، لذلك ستكون الأكلات الرمضانية حسب (الشهوة) والقدرة"، بحسب تعبيره.

في جولة لـ موقع تلفزيون سوريا في ساحة الميسات، كان بائع الناعم ينادي بعبارته الشهيرة (رماك الهوى يا ناعم)، وعند الاستفسار عن السعر الذي تبيّن أنّه مرتفع جداً، تابعنا المسير، فبدأ البائع ينادينا ويعرض علينا المراعاة، في مشهد يشير إلى قلة الطلب، وقد تكرر الأمر مع بائع البرتقال لزوم العصير الذي وصل سعر الكيلو منه إلى 5000 ليرة.

ارتفاع أسعار الناعم والمعروك والعصائر الرمضانية لأكثر من 150%

وصل سعر كيس الناعم من ثلاث قطع إلى 25 ألف ليرة سوريّة، بينما كان يباع العام الفائت بـ10 آلاف ليرة أي بارتفاع 150%، في حين وصل سعر المعروكة بعجوة (لشخصين) إلى 25 ألف ليرة أيضاً بينما كانت تباع العام الفائت بـ8 آلاف ليرة، وبأغلى الأسعار كانت تصل إلى 10 آلاف ليرة، أي أنها ارتفعت أيضاً أكثر من 150%.

ووصل سعر كيس الجلاب الجيد إلى 10 آلاف ليرة بينما كان يباع العام الفائت بين 5و6 آلاف ليرة، كما وصل سعر عصير التمر هندي إلى أكثر من 15 ألف ليرة، وكان يباع العام الفائت بين 6 و8 آلاف ليرة.

وتباع عصائر (عرق سوس، ليمون. إلخ) على البسطات بسعر منخفض أكثر يتراوح بين 6 و8 آلاف ليرة، لكن الكمية ونسبة التركيز فيها أقل من الأنواع المذكورة، وأيضاً يُباع بعض أنواع المعروك الصغير بحشوات قليلة بـ5 آلاف ليرة وهي بذلك تبقى أغلى من العام الفائت، حيث كانت تباع بنحو 3500 ليرة، كما يُباع بعض أنواع الناعم الصغير من دون دبس بـ15 ألف ليرة لـ3 أرغفة، بينما كانت العام الفائت بـ6 آلاف ليرة.

يصل سعر كيلو الحلويات الشعبية ذات الجودة المنخفضة إلى نحو 50 ألف ليرة تقريباً، وإذا احتاجت العائلة إلى نصف كيلو، فسعره 25 ألف ليرة، ولو أضيف إليها كيس ناعم أو معروكة كبيرة بـ25 ألف ليرة مع كيس عصير جلاب بـ10 آلاف ليرة، ستكون الكلفة اليومية 60 ألف ليرة، ولمدة شهر كامل 1.8 مليون ليرة (راتب الموظف الحكومي وسطياً 250 ألف ليرة والقطاع الخاص 1.5 مليون).

وتبعاً لسعر الصرف في السوق السوداء ستكون الكلفة نحو (130 دولارا أميركيا)، وهذا يدفع معظم مَن وصلتهم حوالات خارجية، إلى اختصار هذه الأكلات التقليدية التي من المفترض أن تكون يومية على موائد الصائمين.

ومؤخراً، نقلت صحيفة "الوطن" المقرّبة من النظام السوري عن رئيس "الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات" في دمشق بسام قلعجي، أنّ سعر كيلو الحلويات الشعبية التي يصل سعرها إلى 50 ألف ليرة يستهلكها نحو 80%، بينما سعر الحلويات المتوسطة الذي يبدأ من 300 ألف ليرة للكيلو الواحد يستهلكها نحو 15% من الناس، أما الحلويات "الإكسترا" فوصل سعر الكيلو الواحد منها إلى 500 ألف ليرة أي نصف مليون ويستهلكها 5%من السوريين.

وبحسب اقتصاديين، فقد تصل كلفة وجبة الإفطار خلال شهر رمضان لعائلة مكوّنة من 5 أشخاص إلى 200 ألف و300 ألف ليرة سورية بالحد الأدنى، وبحسبة بسيطة فإن كلفة وجبة الإفطار تساوي 6 ملايين ليرة في الشهر على أقل تقدير، وهذه تساوي نحو (430 دولارا) وفقاً لسعر الصرف، ما يشير إلى أن معظم الحوالات التي وردت إلى سوريا من الخارج ذهبت لشراء الغذائيات الأساسية فقط.