icon
التغطية الحية

المدينة الصناعية في مارع.. فرص ومعوقات الاستثمار الصناعي والتجاري | صور

2022.08.16 | 06:35 دمشق

ءؤر
حلب - حسين الخطيب
+A
حجم الخط
-A

باشر عدد من المعامل والمصانع في المنطقة الصناعية والتجارية الوسطى في مدينة مارع بريف حلب الشمالي عملها خلال شهر حزيران الماضي، بعد انتهاء الصناعيين من أعمال البناء ضمن المدة المحددة باعتبارها شرطاً أساسياً في عقود الاستثمار، بينما تبقى العديد من المنشآت تنتظر تجهيز المعدات الصناعية، وأخرى لا تزال قيد البناء.

واستقبلت المدينة الصناعية والتجارية الوسطى في مدينة مارع، عشرات المستثمرين التجاريين والصناعيين السوريين المقيمين في الداخل السوري، والسوريين المقيمين في الأراضي التركية، عقب إعلان غرفة التجارة والصناعة في المدينة عن بيع المحاضر.

واستقر الحال بتقي الدين العلي، صاحب شركة العلي لإنتاج معدات الجلي (السيف والليف)، في مدينة مارع بعد افتتاح معمله الشهر الماضي، وسبق ذلك رحلة طويلة من النزوح والتنقلات عقب سيطرة نظام الأسد وميليشياته على مدينته معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي في العام 2020.

وقال العلي لموقع تلفزيون سوريا: "إن المدينة الصناعية خطوة متميزة تسهم في إفساح المجال للاستثمار في الصناعة والتجارة، فضلاً عن إيجاد سوق محلي في مناطق شمالي سوريا، إلى جانب توفير فرص عمل لأبناء المنطقة، حيث يعمل لديه نحو 15 عاملاً".

ويصدّر العلي منتجاته إلى العراق من خلال النقل بالعبور (ترانزيت) عن طريق تركيا، وإلى مناطق النظام عبر معبر عون الدادات بريف مدينة منبج بريف حلب الشرقي.

المدينة الصناعية في مارع

معمل لصناعة الحصر

ونقل أسامة فائز عبد الحافظ معمله لصناعة الحصر من مدينة الباب بريف حلب الشرقي إلى المدينة الصناعية والتجارية الوسطى في مدينة مارع، قبل شهرين من الآن، بعدما اشترى محضراً بمساحة 240 متراً، خلال مرحلة الإعلان الأولى.

وقال عبد الحافظ لموقع تلفزيون سوريا: "إن المواد الأولية يستوردها من السعودية نحو تركيا ثم إلى الشمال السوري، وهي متوفرة حيث يحصل التجار على تسهيلات من قبل غرفة التجارة والصناعة في مارع بالتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة في مدينة كلس".

ويجد عبد الحافظ أسواق تصريف لمنتجات معمله في مدينة سرمدا بريف إدلب، ومدينة منبج بريف حلب الشرقي، والرقة والحسكة شمال شرقي سويا.

ويطمح جميع الصناعيين لتصدير منتجاتهم، في حال حصلوا على شهادة منشأ.

المدينة الصناعية والتجارية في مارع

 

المدينة الصناعية والتجارية الوسطى في مارع

وفي تشرين الأول - أكتوبر 2021، أعلنت غرفة التجارة والصناعة في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، عن تحضيراتها لبناء المدينة الصناعية والتجارية الوسطى بالتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة في مدينة كلس، بمساحة 130 ألف متر مربع شمال مدينة مارع.

وحددت غرفة التجارة والصناعة في المدينة المكان المخصص لبناء المدينة الصناعية، كما افتتحت عروض الاستكتاب على المحاضر البالغ عدد 320 محضراً أمام المستثمرين وخصصت المساحة التي يمكن للمستثمر شراؤها بين 120 متراً مربعاً، ضمن الحد الأدنى و600 متر مربع الحد الأقصى للمحضر الواحد بينما يحق للمستثمر شراء أكثر من محضر في أماكن مختلفة.

سيب
بناء المدينة الصناعية والتجارية الوسطى في مارع

وأوضح المسؤول الإداري في المدينة الصناعية والتجارية الوسطى، محمد رشاد أن جميع المحاضر في المدينة الصناعية بيعت خلال فترة عروض الاستكتاب الأولى التي أطلقتها غرفة التجارة والصناعة، بسعر يتراوح بين 20 و25 دولاراً أميركياً للمتر المربع الواحد.

وأضاف لـ"موقع تلفزيون سوريا": "يبلغ عدد المحاضر في المدينة الصناعية 320 محضراً بينها و210 محاضر ما زالت قيد البناء والإنشاء، و100 محضر انتهت فيها أعمال البناء كاملاً، من بينها 15 منشأة صناعية متنوعة باشرت في العمل، من بينها السيف والليف وقص الإسفنج والحصر والحجر الصناعي وغربلة المحاصيل الزراعية ومراكز تخزين الخضراوات".

ومن المرتقب مع نهاية العام الحالي افتتاح معمل صناعة أنابيب المياه "بلاستيك"، ومعمل لصناعة أبواب الـ BFC، ومعمل لصناعة الأدوية ومعمل لصناعة أنابيب ري المحاصيل الزراعية، ومعمل لصناعة المحارم، ومعمل لتعبئة المياه الصحية، ومعمل لصناعة البطاطا (الشبس)، ومعمل تعبئة وتغليف المواد الغذائية، إلى جانب ورشات الخياطة والحدادة".

المدينة الصناعية في مارع

وكانت غرفة التجارة والصناعة في مدينة مارع وضعت عدة شروط للمستكتبين على المحاضر، من بينها انتهاء أعمال البناء ضمن مدة 6 أشهر ومباشرة العمل ضمن مدة أقصاها عام واحد، بالإضافة إلى الاستثمار في مشروع يخدم المنطقة وتشغيل أيادٍ عاملة محلية، في سبيل القضاء على البطالة.

كما عملت الغرفة على التشجيع على الاستثمار في المدينة الصناعية من خلال منح المستثمرين إذن عبور من الشمال السوري إلى الأراضي التركية والعكس أيضاً، بالإضافة إلى تسهيل دخول المواد الأولية والتصدير إلى العراق ترانزيت ومن ثم إلى تركيا، إلى جانب إعفاءات ضريبية وخدمات صحية عامة وتجهيز بنى تحتية كاملة.

ما أهمية المنطقة الصناعية ؟

بدأت غرف التجارة والصناعة في ريفي حلب الشمالي والشرقي مطلع العام 2022، ببناء مدن صناعية في كل من اعزاز ومارع وصوران والباب وأخترين، بالتنسيق المباشر مع غرفة التجارة والصناعة في ولاية كلس التركية، بهدف تنشيط المنطقة اقتصادياً والتشجيع على الاستثمار في الشمال السوري.

وتعتبر المدن الصناعية في الشمال السوري ذات أهمية كبيرة كونها تعمل على دعم الاستقرار الاقتصادي والمعيشي لآلاف الأسر التي لا تمتلك فرص عمل من بينها نازحون ومقيمون، في حين يتوقع القائمون على المدينة الصناعية والتجارية الوسطى في مارع انطلاقها بالكامل مع بداية العام المقبل 2023، وتوفير فرص عمل لأكثر من ألف شخص.

وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة في مدينة مارع، حسن حافظ لموقع تلفزيون سوريا: "يهدف بناء المدينة الصناعية إلى تشجيع التجار والصناعيين في الشمال السوري والأراضي التركية على الاستثمار في المنطقة بغية النهوض بها اقتصادياً وتحسين الواقع المعيشي للأهالي".

وأضاف: "تسهم المدينة الصناعية في دعم الاستقرار الاقتصادي والمعيشي للأهالي، لا سيما أن أعمال البناء وتجهيز المنشآت تحتاج إلى عمال ما يعني أنها وفرت فرص عمل إضافية لمئات العاملين في البناء والإكساء لمدة عام على الأقل".

معوقات الصناعة والتجارة

وتعتبر المدن الصناعية في الشمال السوري حركة إيجابية على الصعيد المحلي، ومن الممكن أن تحقق الاكتفاء لمئات الأسر السورية، المقيمة في المنطقة، من خلال توفير فرص عمل تكون آمنة، لكن ما يعيق التطور الإنتاجي هو ضعف التصدير واقتصار الإنتاج في منطقة محاصرة جغرافياً، بحسب ما أوضح الباحث الاقتصادي أدهم قضماني.

وقال لموقع تلفزيون سوريا: المشكلة الرئيسية التي يعاني منها القطاع الصناعي والتجاري في الشمال السوري هو التصريف، وعدم قدرة المنتجين على تصدير بضائعهم إلى خارج المنطقة ودول الجوار، نتيجة غياب الدور الحكومي والرقابي على الإنتاج السوري المحلي، ليتم استيراده في حال وجود طلب عليه في الأسواق العالمية".

وأضاف: "المدن الصناعية يمكنها دعم الاستقرار المحلي، لكنها ستبقى ضمن قيود إنتاجية محدودة بسبب كثرة العرض والطلب في منطقة ضيقة، لذلك لا بد من تكثيف التصدير من المنتجات المحلية كونه لا يزال خجولاً حتى اللحظة ويقتصر على أنواع محددة".