icon
التغطية الحية

اللواء الثامن يخلي سبيل ثلاثة أشقاء بعد سبعة أشهر من احتجازهم في درعا

2023.08.08 | 22:39 دمشق

 عناصر من اللواء الثامن يسلمون الأشقاء المعتقلين إلى ذويهم في المتاعية
عناصر من اللواء الثامن يسلمون الأشقاء المعتقلين إلى ذويهم في المتاعية
درعا ـ أيمن أبو نقطة
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • اللواء الثامن يفرج عن 3 محتجزين من سجونه بعد 7 أشهر من اعتقالهم على إثر خلاف مع شقيقهم في الشمال السوري.
  • الخلاف جاء بعد توقيف عنصر من اللواء الثامن من قبل الجيش الوطني لصالح محكمة مدينة اعزاز، وتقديم دعوى قضائية بحقه من قبل شقيق المحتجزين بتهمة مشاركته في اقتحام المتاعية.
  • أصدرت المحكمة على عنصر اللواء حكماً بالإعدام "مع وقف التنفيذ" بذريعة عمله مع اللواء الثامن المدعوم من قبل روسيا بدرعا.
  • رد اللواء الثامن على قرار المحكمة باعتقال 5 أشخاص من عائلة الكفري مشترطاً إطلاق سراح عنصره مقابل الإفراج عنهم.
  • وجهاء درعا توسطوا للإفراج عن المحتجزين دون استجابة من قادة اللواء الثامن.
  • شقيق المحتجزين أسقط الدعوى القضائية واللواء الثامن أطلق سراح اثنين فقط من عائلة الكفري.

أطلق اللواء الثامن سراح ثلاثة محتجزين من أبناء بلدة المتاعية شرقي درعا، بعد سبعة أشهر من اعتقالهم في مدينة بصرى الشام على إثر خلاف مع شقيق المحتجزين المقيم في الشمال السوري.

والمحتجزون هم من عائلة واحدة: وجيه سليمان الكفري، واصف سليمان الكفري، مؤيد سليمان الكفري.

قال مصدر محلي لموقع "تلفزيون سوريا"، إن اللواء الثامن أفرج عن الأشقاء الثلاثة بشكل مفاجئ بعد أن أمضوا مدة سبعة أشهر في مركز احتجاز خاص باللواء في مدينة بصرى الشام، ليقوم عناصر اللواء بنقلهم إلى بلدة المتاعية وتسليمهم لذويهم مساء الإثنين 7 من آب.

وجاء اعتقال الأشقاء الثلاثة مع "شابين" من عائلتهم - أفرج عنهم في وقت سابق - بعد مداهمة منازلهم في بلدة المتاعية من قبل مجموعات تتبع للواء الثامن، في الـ 5 من كانون الثاني الماضي.

توقيت المداهمة جاء بعد أن أصدرت محكمة مدينة اعزاز حكماً بالإعدام "مع وقف التنفيذ" على "مصطفى محمد المقداد" (23 عامًا) بتاريخ 14 من كانون الأول 2022، بذريعة انتسابه للعدو - أي النظام وحليفه الروسي - وعمله ضمن أمنية سجن العقاب في بصرى الشام، وعلى خلفية دعوى قضائية رفعها "محمد سليمان الكفري" (أبو ثابت) - شقيق المحتجزين - بحق المقداد.

الدعوى القضائية التي قدمها الكفري اتهم فيها عنصر اللواء الثامن بالمشاركة في مداهمة المتاعية في تموز 2021 والتي قتل على إثرها شقيقه جعفر تحت التعذيب

والد عنصر اللواء الثامن المحتجز لدى محكمة اعزاز، نشر على حسابه الشخصي في فيسبوك إن ابنه خرج إلى الشمال السوري بهدف العمل ومساعدة أسرته نتيجة للظروف المعيشية الصعبة، وأضاف أن ابنه ليس له أي علاقة بمقتل الشاب جعفر الكفري.

تواصل حينذاك قادة من اللواء الثامن مع شقيق المحتجزين وطالبوه بإسقاط الدعوى القضائية عن "المقداد" لكن الكفري اشترط دفع مبلغ 45 ألف دولار ديّة لأبناء شقيقه جعفر الذي قضى ضرباً وتعذيباً على يد عناصر اللواء خلال مداهمة بلدة المتاعية في تمّوز 2021.

في آذار الماضي أسقط الكفري الدعوى القضائية بحق المقداد في محاولة منه لإطلاق سراح أشقائه، لتقبل محكمة اعزاز تنازل الكفري وتعيد النظر في قضية المقداد من جديد بعد أن أُلغي حكم الإعدام بحقه، وبقي الأمر متروكا عند قاضي الجنايات لوجود "الحق العام".

على الرغم من إسقاط الدعوى من قِبل الكفري، لكن اللواء الثامن اكتفى بالإفراج عن اثنين من أفراد العائلة "سليمان وجيه الكفري" و "محمد وجيه الكفري" وأبقى على احتجاز الأشقاء الثلاثة مشترطاً إطلاق سراح "المقداد" من سجن الشرطة العسكرية في اعزاز للإفراج عنهم .

وبقيت قضية آل الكفري عالقة لأشهر، على الرغم من مساعي وجهاء من محافظة درعا لحلّها، لكن اللواء الثامن أصرّ على إطلاق سراح عنصره من محكمة اعزاز مقابل الإفراج عن بقية المحتجزين.

وقال أبو ثابت الكفري لموقع تلفزيون سوريا، إنه اجتمع برفقة شخصيات اعتبارية من أهالي حوران مع النائب العام في محكمة اعزاز للبحث عن حلول تُفضي إلى الإفراج عن أشقائه من سجن اللواء الثامن بدرعا.

وكان رد النائب العام بحسب "الكفري" أن عليهم نقل القضية لوزير الدفاع في الحكومة المؤقتة، وبعد الاجتماع مع الأخير وعد بمتابعة القضية، من دون التوصّل لأي حل بعد ذلك.

أفرج اللواء الثامن، الإثنين 7 من آب، عن الأشقاء الثلاثة، من دون أي مقابل أو شروط، بعد سبعة أشهر من اعتقالهم في بصرى الشام، معقل اللواء.

وبقي عنصر اللواء، مصطفى المقداد، محتجزًا لدى محكمة مدينة اعزاز من دون أي جديد يخص قضيته.

من جهته قال اللواء الثامن في بيان له، إنه "جرى إطلاق سراح الموقوفين بمبادرة حسن نية ومن مبدأ عدم حبس الحريات والمعاملة بالمثل على أمل أن يقابل الإحسان بالإحسان والإكرام بالإكرام وأن يتم إطلاق سراح الشاب مصطفى وإنهاء الخلاف الحاصل بصلح أهلي وعشائري يشرف عليه وجهاء و أعيان حوران قاطبةً"

جذور الخلاف

بدأت الحادثة عندما قُتل الشاب "عبد الرحمن المتوالي" على يد عنصر من اللواء الثامن يدعى "مأمون طويرش" في بلدة الجيزة شرقي درعا.

بعد ذلك، سلّم القاتل "طويرش" نفسه للواء الثامن ليحتجزه الأخير مدّة شهر قبل أن يفرج عنه بموجب صلح عشائري بين عائلتي المتوالي وطويرش، اتُفق خلاله على دفع ديّة قدرها 35 مليون ليرة سورية، جرى إيداع القاتل لدى أحد الأشخاص في بلدة الجيزة.

حينذاك اتفقت عائلة القتيل مع أهالي البلدة على تسليم القاتل لفرع الأمن الجنائي، ما أدى لهروب "طويرش" إلى بلدة المتاعية في 27 من حزيران 2021 طالباً الحماية من أحد أهالي المتاعية الذي آواه مدة ثلاثة أيام.

في السابع من تموز 2021 أقدمت مجموعة من اللواء الثامن يتزعمها القيادي "طلال الشقران" على مداهمة بلدة المتاعية بحثاً عن "طويرش" جرى خلالها تفتيش عدد من المنازل واعتقال عدد من أبناء البلدة حاولوا منع عناصر اللواء من دخول منازل لا يوجد بها غير النساء والأطفال.

حاول أهالي المتاعية التجمّع، ثم حصل إطلاق النار من قبل عناصر اللواء لترهيب الناس ومحاولة منعهم من الاقتراب، عندها اشتبكت مجموعة مسلحة "مجهولة" بالأسلحة الخفيفة مع عناصر اللواء الثامن، أسفرت عن مقتل الشقران وعنصر من اللواء "محمد المحيلان"، وإصابة كل من القيادي في اللواء عبد الله النجم والعنصر رسمي أبو نهاد.

انسحبت مجموعة اللواء الثامن من المتاعية، ثم عاد اللواء برتل عسكري كبير مقتحماً البلدة بكثافة نارية دون أي مقاومة من أي جهة كانت.

أقدم عناصر اللواء الثامن على تفجير ثلاثة منازل وحرق خمسة منازل أخرى مع عمليات سلب ونهب وانتهاكات بحق الأهالي واعتقال 43 شابًا من أبناء البلدة بينهم جعفر الكفري الذي خرج بعد ثلاثة أيام من سجن اللواء الثامن في بصرى الشام إلى المشفى مقتولاً تحت الضرب والتعذيب وتم تسليمه لذويه في مشفى درعا الوطني.

اللواء الثامن في درعا

أسس "اللواء الثامن" بعد سيطرة النظام السوري على محافظة درعا في تموز 2018، وانضم للفيلق الخامس بدعم روسي، متخذاً من مدينة بصرى الشام مقرّاً رئيسيًا له.

وقاد التشكيل الجديد أحمد هيثم العودة، القيادي السابق لفصيل "قوات شباب السنة" أحد أبرز فصائل المعارضة سابقًا في الجنوب السوري.

وشغل اللواء عدة مهام خلال الخمس سنوات الماضية، أبرزها دخوله للتوسط بين النظام السوري من جهة، ومجموعات معارضة من جهة أخرى، بعد نشوب مواجهات مسلّحة وتوترات في المنطقة الجنوبية.

في أيلول 2022 أوقفت روسيا تمويلها للواء بعد أن كان العنصر الواحد يتلقى مرتبًا ماليًا قدره 200 دولار أميركي.

بعد ذلك أُلحق اللواء الثامن بشعبة المخابرات العسكرية 265 ويحمل نحو 450 من عناصره بطاقات من إدارة السجلات العسكرية التابعة للنظام السوري.

في ذلك الوقت، شارك اللواء في معارك ضد تنظيم الدولة "داعش" في كل من مدينة جاسم في تشرين الأول 2022 وحي طريق السد في تشرين الثاني 2022، كما شارك في معارك ضد التنظيم في البادية السورية وفي تلول الصفا بريف السويداء.

واتُهم قادة في اللواء بتلقي تعليمات من رئيس جهاز الأمن العسكري بدرعا، لؤي العلي، حول إطلاق حملات أمنية استهدفت مجموعات محلية متهمة بالانتماء إلى تنظيم الدولة "داعش"، في وقتٍ ينفي فيه قادة اللواء تلقيهم أوامر من ضباط النظام.