icon
التغطية الحية

اللباس الشعبي في الشمال السوري.. كلفة باهضة تعوضها الجودة والقيمة المعنوية

2024.04.08 | 17:43 دمشق

sdf
ألبسة تراثية شعبية مصنعة يدوياً في إدلب - تصوير: أسامة الخلف
إدلب ـ أسامة الخلف
+A
حجم الخط
-A

يتمسّك السوريون إلى اليوم بتراث أجدادهم وآبائهم في الملبس والطقوس والعادات، انطلاقاً من انتمائهم العربي، على الرغم من كلفة اللباس الشعبي المصنوع يدوياً، إلا أن التعويض يكون في قيمته المعنوية وجودة صناعته.

قابل تلفزيون سوريا بعض الخبراء في تصنيع الألبسة العربية في إدلب، وقال عبد الله غرير إنه يحترف صناعة الألبسة اليدوية منذ 40 سنة، وقد ورثها عن والده وينوي أن يورثها لأولاده وأحفاده.

وأضاف: اختلفَت نسبة الإقبال على شراء هذه الألبسة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، إضافةً إلى أن معظم المقبلين على شرائها هم أصحاب مهنة الرقص العربي وأهالي المدينة القدماء، إذ إن بعض هذه القطع تصل إلى 10 آلاف دولار".

ووضَّح  عبد الله غرير أن هناك قطعاً تجارية غزت الأسواق حديثاً بأسعار رخيصة وجودة متدنية إذ يبلغ سعر القطعة نحو 20 دولاراً، فيكون الإقبال على شرائها أكبر.

ويعود ارتفاع أسعار هذه الألبسة إلى صناعتها اليدوية حيث تستغرق وقتاً ومجهوداً من الصانع، بالإضافة إلى أنها تُصنع بخيط حرير لا يتغير لونه مع الزمن.

وأحد أصناف هذه الألبسة (العرقيّة والملتان والشروال والحطَّاطة أو السمنيّة) ويختلف سعر كل قطعة عن الأخرى.

استغرق صناعة ملتان من موفق درمش خمس سنوات من الجهد، وهذا ما جعل سعره يصل إلى 4 آلاف دولار. يعمل السيد موفّق في مهنة صناعة الألبسة العربية التراثية منذ 40 عاماً.

يعمل في مهنة الألبسة العربية 7 أو 8 أشخاص في إدلب، بحسب درمش، وهو عدد قليل جداً.

تتميّز هذه الملابس العريقة برسومات وزخرفات ونقشات كالأحرف العربية أو النسور التي ترمز إلى العروبة، ولم يقتصر اللباس العربي الذي تمسَّك به السوريون على الألبسة الرجالية، إذ ما زالت نساء من مدينة سراقب ترتدي القندورة السراقبية ذات الألوان الحمراء الزاهية، التي يعتبرها أهالي سراقب رمزاً من رموز مدينتهم وزيّاً يميز نساءهم عن غيرهنّ، ويعود هذا الزيّ إلى زمن الكنعانيين كما أفادت نسرين سليمان المنحدرة من سراقب: "نعتبر القندورة تراثاً خاصاً بنا، ولا يوجد بيت في سراقب لا توجد فيه قندورة، حيث إن القندورة أهم ما يتم شراؤه في أثناء تجهيز العروس، وتتم خياطته يدوياً بوساطة خيط الحرير ويصل سعره اليوم إلى 500 دولار".

ما يزال السوريون يتمسكون بالتراث ورموز العروبة وما تزال القندورة السراقبية والملتان العربي والشروال والشالة والحطاطة وغيرها من الألبسة العربية متوافرة في أسواق الشمال السوري، والتي تُشعر مرتديها بعروبته وتذكره بأجداده.