icon
التغطية الحية

"الفيلوغرافيا" فن عثماني تتقنه سيدة سورية

2023.07.27 | 13:20 دمشق

آخر تحديث: 27.07.2023 | 21:33 دمشق

فن عثماني
"الفيلوغرافيا" فن عثماني قديم ـ تلفزيون سوريا
مرسين ـ بثينة الخليل
+A
حجم الخط
-A

لا ترسم السورية خزامى زنكين على القماش ولا الورق، ولا بالفرشاة ولا بالقلم، وإنما بأشياء آخرى. خزامى أو "لافانتا" كما يسميها الأتراك، ترسم بالمطرقة، وأدواتها الأسلاك والمسامير، وهي تتقن فنا يسمى "الفيلوغرافيا"، أي فن الرسم بالأسلاك والمسامير.

فن "الفيلوغرافيا" فن عثماني قديم، يتم فيه تثبيت المسامير على لوح خشبي وفق شكل أو حرف معين، ثم يتم ملىء المساحات المحددة بالمسامير، بواسطة شعاع من سلك يربط مسمارا بالمسمار الذي يقابله، حتى ينتهي توصيل المساحة كليا بالأسلاك، لتظهر اللوحة، بفكرتها وبجمالها.

الفيلوغرافيا وفن الصرمة السوري

أحبت خزامى هذا الفن لأنه يشبه فن "الصرمة" المعروف في سوريا، والذي اعتادت على رؤيته في منزلها من خلال لوحات كان يقتنيها والدها ويزين بها جدران منزل طفولتها.

تقول ابنة إدلب لموقع تلفزيون سوريا: "الصدفة هي التي دفعتني للفيلوغرافيا، فعندما وصلت إلى مرسين قبل عشر سنوات، كان يجب علينا أن نتقن قبل كل شيء اللغة التركية لنتمكن من الاندماج بالمجتمع التركي، فالتحقت بالمركز الثقافي التركي لتعلم اللغة، وصدفة وجدت في أحد أقسام المركز سيدات يتعلمن فنون ممتعة كالديكوباج والفيلوغرافيا الذي لفت انتباهي، وأحببت أن أنتهز هذه الفرصة وأتعلم هذا الفن لأضيفه إلى هواياتي التي أتقنتها، وهي الرسم على الحرير والعزف على آلتي الأوكرديون والبيانو".

الأدوات التي تستخدم في فن “الفيلوغرافيا”، هي الأسلاك والمسامير، والتي يمكن أن تكون بدون لون، ويمكن أن تكون ملونة، إضافة للسطح الخشبي، وهو أيضاً يمكن أن يكون خشباً بدون تغطية، ويمكن أن يكون مغطى بقماش.

وبهذا الفن، تعلمت خزامى استخدام أصابعها بالعمل العضلي، وبالعمل الفني، فبأصابعها تشد الأسلاك بقوة وثبات، وبها ترسم الحرف والأشكال وتستخدم اللون. وهي تكثر من استخدام الحرف العربي، ربما لأن في داخلها هاجساً وخوفاً من أن يمحيه طول الغربة من ذاكرتها.

وتقول خزامى إن "تصميم لوحة بالمسامير والأسلاك يبدأ بدق المسامير على لوح خشبي، ومن ثم تبدأ مرحلة شد السلك من مسمار إلى آخر. ويفضل تغليف اللوح الخشبي (من نوع خشب تركي لين) بقماش غامق لإبراز اللون".

وتضيف "أحببت أن أخرج بتغليف لوحاتي عن الشكل الكلاسيكي، فأول لوحة غلفتها كانت بقماش من المخمل الأسود، بعد ذلك استخدمت المخمل الأبيض والأخضر وغيرها من الألوان، كما جربت فكرة تغليف اللوحة بألوان الأكرليك وورق الجدران، ونجحت الفكرة".

وعن الوقت الذي تستغرقه اللوحة، قالت خزامى زنكين: "اللوحة تأخذ أياماً من العمل، وكل يوم ست ساعات من العمل الجدي والمركز. أكثر لوحة أخذت وقتاً مني كانت لوحة أبعادها 95 × 115 سنتيمتر وكانت آية "كل من عليها فان"، كتبتها بالخط الكوفي واستغرقت مني  45 يوم عمل".

الفيلوغرافيا.. مهنة وتعبير عن الذات

ممارسة هذا الفن، يسعد خزامى، ويعبر عنها، خاصة وأنه يلقى استحسان أهل الفن، وعامة الناس، ولكنه لا يخلى من صعوبات. تقول لموقع تلفزيون سوريا "من العقبات التقنية التي تواجهني، تأمين المواد الأولية، فمدينة مرسين لا توفر هذه المواد، لذا أطلبها من مدن بعيدة، وهذا يستغرق وقتا، ولا يسمح لي بمعاينة المواد والتأكد من تطابقها مع فكرتي، إلا بعد شرائها ووصولها".

دُعيت السيدة خزامى للمشاركة في العديد من المعارض التركية والسورية، ولكنها لا تنسى خاصة مشاركتها الأولى، تقول عنها "مشاركتي الأولى في المعارض كانت في مرسين، يومها لفتت لوحاتي انتباه رئيس بلدية مرسين الذي أبدى إعجابه بها كثيرا، حيث حاورني مطولا حول هذا الفن، وشكرني أمام الحضور كوني سيدة سورية حققت إنجازا مميزا في الغربة وبفترة قصيرة".

وتختم خزامى زنكين بدعوة لتعلم وممارسة هذا الفن، خاصة للنساء "يمكن تعلم هذا الفن في أي مرحلة من العمر ، وهو وسيلة رائعة للتعبير عن الذات، وتفريغ التوتر، والاستمتاع بالوقت، وهو أيضاً مصدر للحصول على مردود مادي، بعمل ممتع، يتم في البيت".