icon
التغطية الحية

العفو الدولية تطالب النظام برفع الحصار عن سكان الشيخ مقصود والأشرفية في حلب

2023.01.24 | 17:02 دمشق

حاجز لقوات النظام السوري على مدخل حي الشيخ مقصود شمالي حلب - "وكالة هاوار للأنباء"
حاجز لقوات النظام السوري على مدخل حي الشيخ مقصود شمالي حلب - "وكالة هاوار للأنباء"
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قالت منظمة العفو الدولية إنه يتعين على قوات النظام السوري رفع الحصار المفروض على المدنيين في حيي الشيخ مقصود والأشرفية ذات الأغلبية الكردية شمالي حلب.

ووصفت المنظمة في تقريرها الصادر، اليوم الثلاثاء، حصار قوات النظام للمنطقة بالوحشي، مؤكدة أنه يعيق إمكانية حصول السكان على الوقود وغيره من الإمدادات الأساسية.

ومنذ أن فرضت قوات النظام الحصار في آب 2022، واجه عشرات الآلاف من المدنيين، بمن فيهم النازحون داخلياً، نقصاً حاداً في الوقود والمساعدات. وفقاً للتقرير، وتوشك الإمدادات الطبية الآن على النفاد، ويقوم الناس بحرق الأدوات المنزلية والبلاستيك في محاولة للتدفئة في درجات الحرارة شديدة البرودة.

وتخضع المناطق المتضررة، بما فيها الشيخ مقصود والأشرفية شمالي مدينة حلب، وأكثر من 50 قرية في منطقة شهبا، لسيطرة لـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، وفقاً للتقرير.

وتسيطر قوات النظام السوري على دخول الإمدادات الأساسية، مثل الوقود والطحين والمساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق. وأكد السكان للمنظمة أن قوات النظام قيدت بشكل متقطع خلال العام الماضي دخول الوقود والطحين إلى هذه الأحياء، وقد استمر الحصار الأخير لأكثر من شهر في نيسان 2022.

نقص الوقود يفاقم المعاناة

وقال الأشخاص الذين أجرت المنظمة مقابلات معهم إنه منذ نهاية آب من العام الماضي، قيّدت قوات النظام، بما في ذلك الفرقة الرابعة، دخول الوقود إلى المناطق المتضررة. ونتيجة لذلك، لا تحصل تلك الأحياء إلا على ساعتين من الكهرباء يومياً بينما كانت تحصل على سبع ساعات قبل الحصار.

وينفد الوقود من المستشفيات والمخابز وغيرها من المرافق الأساسية، في حين تواجه خطر الإغلاق الوشيك إذا استمر الحصار. وأبلغ أربعة من سكان الشيخ مقصود وشهبا منظمة العفو الدولية أن قوات الفرقة الرابعة فتحت طريقاً للتهريب، حيث تباع كميات ضئيلة من الوقود بأسعار باهظة.

وقال طبيب يعمل في مستشفى في منطقة شهبا لمنظمة العفو الدولية: "نحن قلقون للغاية من أن ينفذ الوقود اللازم لتشغيل مولّد المستشفى. المشكلة هي أننا لا نستطيع قطع الكهرباء عن أقسام معينة من المستشفى مثل وحدة العناية المركزة أو غرفة العمليات الجراحية أو مركز الرعاية للطوارئ، لذلك نحن بحاجة إلى الكهرباء على مدار الـ 24 ساعة. نطفئ الأنوار والمدافئ والمعدات الطبية التي لا حاجة إليها، ولكن هذا لا يوفر سوى كمية قليلة من الوقود".

وقال مصطفى، وهو من سكان حي الشيخ مقصود: بدأت المعاناة الحقيقية عندما ساء الطقس، إذ يتقاضى المهربون، الذين عادة ما يكونون من قوات النظام عند نقاط التفتيش، نحو مليونين و 400 ألف ليرة مقابل 220 لتراً من الوقود، في حين كنا نشتري هذه الكمية قبل الحصار بنحو 75 ألف ليرة سورية، وهي كلفة كنّا قادرين على تحمّلها.

إمكانية الحصول على الأدوية والمساعدات

أبلغ سكان المناطق المتضررة منظمة العفو الدولية أنهم لم يتلقوا مساعدات غذائية منذ بدء الحصار، بينما تضاءلت إمدادات الأدوية الضرورية في المستشفيات.

وأبلغت رزان منظمة العفو الدولية أن زوجها لم يعد لديه أدوية ضغط الدم التي يتناولها، ولكن المستشفيات لا تملك أي منها، والصيدليات تبيعها بأسعار باهظة.

وقال مصطفى إن منظمة للمساعدات الإنسانية كانت تخطط لتقديم الدعم لمرفق طبي في حي الشيخ مقصود اضطرت إلى تأجيل المشروع بانتظار موافقة النظام السوري. وأضاف هو وسكان آخرون أن الهلال الأحمر العربي السوري، وهو منظمة إنسانية تابعة للحكومة، لم يمدهم بالمساعدات منذ بدء الحصار.

وعلى مدى العقد الماضي، وثّقت منظمة العفو الدولية وغيرها من منظمات حقوق الإنسان عمليات الحصار للمناطق المدنية من قبل قوات النظام السوري، بما في ذلك في ريف دمشق ودرعا وحلب وحمص. في 2017، أظهر بحث أجرته منظمة العفو الدولية أن قوات النظام حرمت المدنيين في المناطق المحاصرة في مختلف أنحاء البلاد من إمكانية الحصول على الغذاء والدواء والمواد الأساسية الأخرى، وعرضتهم لهجمات غير قانونية لا هوادة فيها، كجزء من استراتيجية عسكرية مدروسة، وأن هذه الانتهاكات شكلت جرائم ضد الإنسانية.