icon
التغطية الحية

الشبكة السورية تدين اختيار نظام الأسد في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة

2021.06.10 | 15:21 دمشق

mnzmt-alsht-alalmyt.jpg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

دانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اختيار نظام الأسد في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، كما دانت عدم اعتراض الدول الأعضاء الصديقة للشعب السوري على ترشيحه وحصوله على العضوية في المجلس.

وأكدت المنظمة في تقريرها الصادر اليوم الخميس أن اختيار نظام الأسد المتورط في جرائم ضد الإنسانية في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية يمثل أكبر إهانة للمنظمة وجميع موظفيها وأعضائها، مشيرةً إلى أنّ النظام نفَّذ 544 حادثة اعتداء على منشآت طبية وقتل 652 من الكوادر الطبية واعتقل/أخفى 3329 آخرين.

وأورد التقرير خلفية عن هيكلية منظمة الصحة العالمية، وهي السلطة التوجيهية والتنسيقية في الأمم المتحدة فيما يخص المجال الصحي، والمسؤولة عن تأدية دور قيادي في معالجة المسائل الصحية العالمية، ويبلغ عدد الدول الأعضاء فيها 194 دولة، وتقوم بأعمالها جمعية الصحة العالمية، والمجلس التنفيذي، والأمانة.

وتحدث التقرير عن عمل جمعية الصحة العالمية وأشار إلى ما ينبثق عنها من لجان أساسية، من بينها اللجنة العامة، المكونة من 25 عضواً، كما تحدث عن المجلس التنفيذي المؤلف من 34 عضواً يتم انتخاب كل منهم لولاية تدوم ثلاث سنوات، ويتم اختيارهم بطريقة تحقق توازناً إقليمياً،

وأوضحَ أن اللجنة العامة تقوم بترشيح قائمة عن طريق الاقتراع السري، تقدمها إلى جمعية الصحة العالمية، ثم تقوم جمعية الصحة بانتخاب المرشحين لملء مقاعد المجلس التنفيذي المراد شغلها، مشيراً إلى أن هذه هي الآلية التي تم عبرها انتخاب نظام الأسد عضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية.

ووفقاً للتقرير فإنه خلال اجتماع اللجنة العامة في الجلسة المنعقدة في 26 من أيار المنصرم، تم ترشيح قائمة من 12 دولة عضو لملء المقاعد المراد شغلها في المجلس التنفيذي في دورته الـ 149.

وفي يوم الجمعة 28 من أيار خلال اجتماع جمعية الصحة العالمية، لم يعترض أي من ممثلي الدول الأعضاء على قائمة الدول المرشحة؛ مما أدى لاعتمادها دون تصويت. واعتبر التقرير أن عدم اعتراض أحد من ممثلي الدول الأعضاء وبشكل خاص الدول الديمقراطية الليبرالية على وجود النظام ضمن قائمة المرشحين أمر مستهجن جداً.

وقال التقرير إن تاريخ نظام الأسد على مدى السنوات العشر الماضية، من قصف متعمَّد للمراكز الطبية، وقتل المئات، وإخفاء الآلاف من الكوادر الطبية، يجعل منه أسوأ الأنظمة على وجه الكرة الأرضية في الحفاظ على صحة المواطنين المسؤول عنهم.

وفي هذا السياق ذكر التقرير أن النظام نفذ ما لا يقل عن 544 حادثة اعتداء على منشآت طبية في سوريا منذ آذار 2011 حتى حزيران 2021. وقتل في المدة ذاتها ما لا يقل عن 652 من الكوادر الطبية، قتل منهم 84 بسبب التعذيب، من بينهم 5 حالات تم التعرف عليهم من قبل ذويهم عبر صور قيصر المسربة من مراكز الاحتجاز التابعة لقوات الأسد.

وأوضح التقرير أن ما لا يقل عن 3329 من الكوادر الطبية لا يزالون قيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري لدى سلطات النظام حتى حزيران 2021. مبيناً أن قرابة 9 من الكوادر الطبية المختفين قسرياً في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام، قد تم تسجيلهم على أنهم متوفون في دوائر السجل المدني في مختلف المحافظات السورية منذ بداية عام 2018 حتى حزيران 2021.

وأضاف أن نظام الأسد متورط أيضاً في سرقة المساعدات الإنسانية والتحكم بها، مشيراً إلى استهتاره باتخاذ إجراءات حقيقية وجادّة تتوافق مع تعليمات منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار جائحة كوفيد-19، كما استمرَّ في اعتقال 3329 شخصاً من الكوادر الطبية على الرغم من انقضاء عام ونصف على مرور الجائحة وظهور سلالات جديدة منها، وحاجة المجتمع السوري الجوهرية لجهودهم، إضافة لاعتقالَه مزيداً من المواطنين؛ مما يعني اكتظاظاً إضافياً في مراكز الاحتجاز، وإهمالاً صارخاً في إلزام المواطنين بأبسط معايير العناية الصحية، بل وفرض تجمعات كبيرة تحت القوة والتهديد كما حصل مؤخراً في أثناء إعادة انتخاب بشار الأسد مجدداً.

وأوصى التقرير منظمة الصحة العالمية بعقد اجتماع طارئ لجمعية الصحة العالمية واتخاذ قرار بطرد نظام الأسد لكونه متورطاً في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بحق القطاع الصحي في سوريا.

وانعقدت في الثاني من حزيران الجاري أعمال المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية بدورته الـ 149 والتي تقام افتراضيا بحضور أعضاء ممثلين عن 34 دولة، بمشاركة نظام الأسد.

وكانت جمعية الصحة العالمية انتخبت في الـ 28 من الشهر الماضي نظام الأسد لعضوية المجلس التنفيذي في المنظمة ممثلة عن إقليم شرق المتوسط لمدة ثلاث سنوات.

وكانت ألمانيا أعربت عن أسفها لاختيار نظام الأسد، الذي شن حرباً مدمرة ودامية ضد شعبه، لشغل مقعد في المجلس التنفيذي لمجلس إدارة "منظمة الصحة العالمية".

كما أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن "مخاوف كبيرة" لديها من جراء انتخاب نظام بشار الأسد، لمدة ثلاث سنوات، في المجلس التنفيذي لمجلس إدارة منظمة الصحة العالمية.

كما نظّم العشرات من العاملين في المجال الطبي في شمال غربي سوريا وقفة في مدينة إدلب، احتجاجاً على قرار "منظمة الصحة العالمية" منح نظام الأسد مقعداً في المجلس التنفيذي لمجلس إدارة المنظمة.

وقال المحتجون إن قرار المنظمة جاء رغم أن الأسد مسؤول بشكل مباشر عن قصف المستشفيات والعيادات والمرافق الطبية والصحية في جميع أرجاء البلاد، فضلاً عن الانتهاكات التي ارتكبها ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية.

من جهة أخرى، أعربت منظمات مجتمع مدني في سوريا عن "إحباط حقيقي وصدمة كبيرة"، عقب انتخاب النظام عضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية.

وقالت 17 منظمة في بيان مشترك إن "هذا الإجراء يعد مكافأة للنظام على ما ارتكبه من جرائم بحق المدنيين وعمال الإغاثة والكوادر الطبية، ومن تدمير ممنهج للمستشفيات وغيرها من المراكز الصحية".