icon
التغطية الحية

المساعدات الإنسانية سلاح جديد بيد النظام لمعاقبة أهالي القنيطرة

2020.07.20 | 18:31 دمشق

dic_0001.jpeg
إسطنبول - خالد سميسم
+A
حجم الخط
-A

يستخدم النظام في مناطق سيطرته المساعدات الإنسانية كسلاح لمعاقبة الأهالي المعارضين له فالمساعدات الإنسانية متوفرة في مؤسساته وعلى حواجزه المنتشرة في الشوارع، بينما تحرم مئات العائلات في المناطق التي سيطر عليها بعد تهجير غالبية سكانها.

وفي القنيطرة جنوبي سوريا، على الرغم من توفر كميات كبيرة من المواد الإغاثية مازالت بعض العائلات تحرم من مخصصاتها وتوزع على غير مستحقيها في حين يوزع جزء منها على أقارب الموظفين أو لمنتسبي حزب البعث بينما يذهب الجزء الكبير منها إلى التجار ليعاد بيعها في الأسواق بأسعار مرتفعة بحسب معلومات خاصة حصل عليها موقع تلفزيون سوريا من الأهالي هناك.

وقال موظف في الهلال الأحمر التابع للنظام فضّل عدم الكشف عن هويته في حديث لـ "موقع تلفزيون سوريا" إن المحسوبيات والوساطة تلعب دوراً مهماً في توزيع المساعدات التي تأتي إلى فرع الهلال في محافظة القنيطرة، إذ توزع كميات منها إلى أهالي وذوي الموظفين في الهلال وقسم منها إلى رؤساء بلديات القرى وذويهم.

 

DIC 0003.jpeg

 

وأكد الموظف أن مسؤولين في المحافظة من عائلتي "جريدة" و"السيد" استغلوا مناصبهم لتوظيف أكبر عدد ممكن من العائلتين في منظمة الهلال الأحمر بالمحافظة، ليستولوا على أكبر كمية من المساعدات، في حين تحرم العائلات من ذوي الدخل المحدود من المساعدات.

بدوره، أكد "محمد" من أهالي القنيطرة والذي استخدم اسماً مستعاراً لخوفه من الاعتقال، أن فريق الهلال الأحمر بالتعاون مع منظمة تعمل باسم "الجمعية الخيرية الأرثوذوكسية" بدؤوا بتسجيل أسماء الأطفال من مواليد 2004 وحتى 2014، لتسليمهم سلل إغاثة تحوي ملابس وأحذية وبطانيات، ليتفاجأ بحرمان أطفاله من المساعدات لأسباب أمنية مشيراً إلى أنه كان يعمل مع المؤسسات المدنية خلال فترة سيطرة فصائل الجيش الحر على المحافظة.

 

DIC 0002.jpeg

 

وتقول أم لأطفال أيتام في حديثها لـ "موقع تلفزيون سوريا" إنها ذهبت إلى مقر توزيع المساعدات من أجل الحصول على معونتها ولكن تفاجأت بأن ليس لديها اسماً لأنها لا تملك بطاقة عائلية وبعد التحدث معها تبين أنها قد تزوجت في عام ٢٠١٣ وقد توفي زوجها في إحدى المعارك عام ٢٠١٤ ولم تستطع تسجيل زواجهما وهي الآن تعاني من حرمانها من المساعدات، وتقول "أنا مواطنة سورية ويحق لي أن أحصل على الإغاثة لو أن لدي واسطة"، ففي قريتها حالات كثيرة مثلها لكنهم يحصلون على المساعدات من دون عوائق بسبب وجود واسطة لديهم.

 

DIC 0004.jpeg

 

ويرى بعض الأهالي في المحافظة أن الهلال الأحمر السوري أصبح أداة بيد النظام وأعوانه لكسب الشرعية المفقودة أمام المجتمع الدولي وذلك بعد تراجع الأول عن مبادئه والتي من ضمنها الإنسانية وعدم الانحياز والحياد.

وتعاني مناطق سيطرة قوات النظام من غلاء في الأسعار ونقص الخدمات وقلة فرص العمل بينما تواصل الليرة السورية انهيارها أمام الدولار لتسجل اليوم 2425 ليرة سورية في أغلب المحافظات السورية.