icon
التغطية الحية

الريال والسيتي.. قمة متكافئة وتفاصيل دقيقة تحسم العبور إلى نهائي الأبطال

2022.05.04 | 07:35 دمشق

whatsapp_image_2022-05-03_at_8.33.13_pm.jpeg
قد تمتد المباراة إلى شوطين إضافيين وربما إلى ركلات الترجيح - AP
إسطنبول - هاني العبد الله
+A
حجم الخط
-A

تتجه الأنظار مساء اليوم إلى ملعب "سانتياجو برنابيو"، الذي يحتضن قمة من العيار الثقيل تجمع ريال مدريد الإسباني وضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

يدخل الفريقان القمة لخطف بطاقة التأهل الثانية إلى نهائي ويمبلي لمواجهة ليفربول الإنجليزي، ويمتلك كل فريق حافزاً كبيراً للتأهل، ما يجعل المباراة تعِد بكثيرٍ من الإثارة والتشويق.

نظرياً تميل الترشيحات لصالح المان سيتي لبلوغ النهائي، كونه متفوقاً في الذهاب، إذ فاز على الريال بأربعة أهدافٍ لثلاثة.

لكن على أرض الواقع تبدو المواجهة متكافئة بين الفريقين، في ظل امتلاكهما نقاط قوة وضعف.

أسلحة ريال مدريد

يتسلّح ريال مدريد بالعديد من نقاط القوة، التي قد تلعب دوراً كبيراً في حسم الأمور لمصلحته، والتأهل للنهائي رغم خسارته ذهاباً.

يدخل الفريق الملكي القمة منتشياً قبل أربعة أيام، بتحقيق لقب الدوري رغم تبقي أربع جولات على ختام الليغا، ما يجعل اللاعبين يخوضون القمة بمعنوياتٍ مرتفعة، تنعكس بشكلٍ إيجابي على أدائهم في الملعب.

رغم خسارته في الذهاب، فإن نقطة الضعف هذه قد تكون نقطة قوة للريال، الذي نجح في عبور دور الثمن والربع النهائي، على حساب فريقين كبيرين (باريس سان جيرمان وتشيلسي)، رغم تأخره في النتيجة، ما يعني أن الفريق الملكي قادر على تكرار هذا السيناريو مع مانشستر سيتي وعمل ريمونتادا جديدة.

كريم بنزيما الذي يقدّم أفضل مستوياته هذا الموسم مع المرينجي، يعتبر أهم أسلحة الفريق، ويُعوّل عليه المدرب كارلو أنشيلوتي في التسجيل وقيادة فريقه نحو النهائي، خاصةً أن بنزيما كان له الدور الأكبر في تأهل الريال على حساب تشيلسي وسان جيرمان.

عاملا الأرض والجمهور، من نقاط القوة الأساسية التي يُعوّل عليها ريال مدريد، ولا سيما أن اللاعبين دعوا الجماهير للحضور بكثافة في لقاء الإياب لمساندة وتشجيع فريقهم.

عودة كاسيميرو ستكون نقطة مهمة جداً للريال، نظراً للأدوار الكبيرة التي يقوم بها في خطي الوسط والدفاع، وقدرته على افتكاك الكرات وتعطيل الهجمات، وكان واضحاً أن الملكي افتقده كثيراً في ملعب الاتحاد.

تاريخ الريال بحد ذاته نقطة قوة بالنسبة له، فهو يمتلك خبرة طويلة في دوري الأبطال، كونه الأكثر تتويجاً بهذه البطولة العريقة (13 لقباً).

نقاط قوة السيتي

مانشستر سيتي يمتلك كذلك عدة نقاط قوة تمنحه القدرة على خطف التأهل، من أبرزها أنه يدخل المواجهة وهو متقدّم بفارق هدف، ولذا ليس مطالباً بتسجيل الأهداف، ونتيجة التعادل تكفيه للتأهل.

يمتاز السيتي بالقدرة على لعب "تيكي تاكا" التي اشتُهر بها برشلونة، والمعتمدة على الاستحواذ والتمريرات القصيرة السريعة، ما يُشكل خطوةً على دفاع الريال، ويعود الفضل في ذلك إلى المدرب المحنّك بيب غوارديولا، الذي يمتلك خبرة طويلة ويعرف تماماً كيف يدير المباريات.

يُفضّل غوارديولا اللعب باستراتيجية "المهاجم الوهمي"، التي تعتمد على إتاحة الحرية لرأس الحربة للتحرّك وتبادل أدواره مع الأجنحة ولاعبي الوسط، كطريقة لإبعاد المدافعين عن مناطقهم، ما يسمح لباقي اللاعبين بمحاصرة منطقة الجزاء ثم التسجيل.

من النقاط الإيجابية التي ستزيد من قوة السيتي في لقاء اليوم، عودة الظهيرين المميزين ووكر وكانسيلو اللذين حُرم منهما النادي ذهاباً، ومن الممكن أن يقدما إضافة قوية للفريق الإنجليزي في بناء الهجمات والقيام بالأدوار الدفاعية، وإيقاف مرتدات الريال على الأطراف.

أمور تخيف الفريقين

رغم امتلاك السيتي والريال نقاط قوة، فإن هناك نقاط ضعف لديهما، وقد تغيّر تفاصيل دقيقة مجريات المباراة، إذا لم يستطع كل منهما تداركها.

السيتيزين يدخل قمة اليوم وهو مشتت ذهنياً، فهو يلعب في الأبطال، ويفكر بالوقت نفسه في الدوري، فالصراع ما زال مستمراً مع ليفربول، الذي يتخلّف عنه بنقطة فقط، ولذا فأي هفوة من الفريق السماوي قد تكلّفه خسارة الدوري.

من خلال مواجهة الذهاب، بدا واضحاً أن مان سيتي كان يركز في شن هجماته على الجهة اليسرى بشكلٍ أكبر، عبر فودين وزينتشينكو، وهذا جعل الريال ينتبه لذلك ويُشدّد الرقابة على اليسار.

يُعاب على السيتي أيضاً أنه يبدأ في بناء الهجمات من عمق الدفاع للهجوم، وهذا يعتبر مجازفة كبيرة، قد يدفع ثمنها أمام فريق مثل الريال، الذي يجيد استغلال الهفوات وتسجيل الأهداف، كما فعل مع سان جيرمان وتشيلسي.

السيتي سيفتقد لخدمات المهاجم القوي جون ستونز بسبب الإصابة، كما أن كايل ووكر عائد من الإصابة، وقد لا يقدم أفضل مستوياته على الطرف الأيمن.

المرينجي يعاني أيضاً من عدة نقاط ضعف، ففي لقاء الذهاب ارتكب أخطاءً دفاعية ساذجة تسبّبت في تلقيه أربعة أهداف، إضافةً إلى خسارة الفريق الملكي معركة الوسط، في ظل تفوق السيتي في هذه الناحية بوجود الثلاثي رودري وبرناردو سيلفا ودي بروين.

الريال في الغالب سيُحرم من خدمات ديفيد ألابا، الذي ما زال يعاني من الإصابة، ورغم استدعائه للتشكيلة، فإنه حتى لو شارك فلن يقدم مستوى جيداً في مباراة تحتاج إلى تركيز وسرعة عالية.

يحتاج ريال مدريد للتأهل إلى الفوز بأكثر من هدفين، ما يجعل مهمته صعبة أمام فريقٍ كامل العناصر على مختلف الخطوط.

ما المطلوب لحسم التأهل؟

ليستطيع أحد الفريقين خطف بطاقة التأهل، فهناك عدة نقاط عليهما التركيز عليها.

من الأفضل أن يلعب الريال بخطة 4-4-2، عبر الاعتماد على ميندي، ناتشو، ميليتاو، كارفاخال في الدفاع، كاسـيميرو، مودريتش، فالفيردي، كامافينجا في الوسط، فينيـسيوس وبنزيما في الهجوم.

على المدرب أن لا يُشرك كروس ورودريجو منذ البداية، ويتركهما كأوراق رابحة في الشوط الثاني، كما يجب على مودريتش أن يساند فالفيردي على اليمين في بناء الهجمات، في حين أنه مطلوب من كامافينجا أن يميل إلى اليسار لدعم فينيسيوس وميندي في الهجوم.

سيلفا ودي بروين من أخطر العناصر لدى السيتي، وصنعا الفارق في مواجهة الذهاب، لذا يجب تشديد الرقابة عليهما بشكلٍ كبير من قبل لاعبي الفريق الملكي.

في المقابل المطلوب من السيتي عدم الخروج بالكرة من العمق، وتفعيل الأظهرة بشكلٍ أكبر مع عودة ووكر وكانسيلو.

الريال خطير في المرتدات السريعة، لذا يجب على السيتيزين عدم ترك المساحات، ومراقبة فينيسوس وبنزيما أخطر لاعبي المرينجي.

هناك نقطة مشتركة على أنشيلوتي وغوارديولا الانتباه لها، وهي عدم التركيز في بناء الهجمات على الجهة اليسرى فقط، بل عليهما الهجوم من اليمين واليسار والعمق.

يمكن القول إن حظوظ الفريقين متكافئة من حيث المستوى ونقاط القوة والضعف، كما أنهما متكافئان حتى في المواجهات المباشرة بدوري أبطال أوروبا، إذ سبق لهما أن تقابلا في سبع مناسبات سابقة، وفاز كل منهما في ثلاث مواجهات وتعادلا في واحدة.

نحن أمام قمة من العيار الثقيل قد تمتد إلى شوطين إضافيين وربما إلى ركلات الترجيح، ومن يتلافى نقاط الضعف لديه ويستغل أخطاء الآخر، ويفوز في معركة الوسط، ويتفوق في الناحية البدنية، سيحجز تذكرة العبور إلى نهائي ويمبلي.