icon
التغطية الحية

الذكرى التاسعة لمجزرة "علي الوحش".. يوم فقد مخيم اليرموك 1200 من أبنائه

2023.01.05 | 15:55 دمشق

آخر تحديث: 31.05.2023 | 13:57 دمشق

تجمع المدنيين في شارع علي الوحش - مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا
تجمع المدنيين في شارع علي الوحش بتاريخ 5 كانون الثاني 2014 - مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

في الخامس من كانون الثاني 2014، أخفى النظام السوري والميليشيات الموالية له جثث المئات من أبناء مخيم اليرموك جنوبي دمشق بعد منحهم الأمان للخروج من الحي المحاصر آنذاك، تلك الحادثة أطلق عليها لاحقا "مجزرة علي الوحش".

ممر إلى معتقلات النظام السوري

لم يكن يدري 1200 شخص من المحاصرين في مخيم اليرموك عام 2014، الذين وصل بهم الحال لأكل أوراق الشجر، أن الإشاعة، التي أطلقها النظام السوري بفتح ممر إنساني لخروجهم، ستكون ممراً لإخفائهم وقتلهم.

بدأت القصة، بحسب شهادات عشرات الناجين، بتوافد المئات من أبناء مخيم اليرموك إلى شارع "علي الوحش" الواصل بين بلدتي يلدا وحجيرة في محاولة للخروج من الحصار.

ولدى وصولهم إلى حاجز "علي الوحش"، الذي تسيطر عليه ميليشيا "أبو الفضل العباس" الموالية للنظام، منحوا بعض الطعام من قبل العناصر كطعم لتشجيع أهالي الحي المتبقين للخروج، وهو ما حدث، إذ خرجت أعداد إضافية من أهالي الحي وتجمعوا قرب الحاجز ينتظرون السماح لهم بالمرور باتجاه العاصمة دمشق.

وعند الساعة العاشرة صباحاً، أخذ عناصر الحاجز بفصل الشباب عن الأطفال والنساء وكبار السن، تزامناً مع إطلاق النظام عدة قذائف سقطت بين المتجمهرين، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم.

وبحسب شهادات وثقتها "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، أجبر عناصر الحاجز المدنيين على رمي أوراقهم وهوياتهم الشخصية في براميل وأحرقوها، وأعادوا النساء إلى يلدا بعد ضربهم، في حين اعتقلوا أكثر من 1200 مدني، بينهم كبار في السن وأطفال وعدد من النساء والرضّع.

تصفيات ميدانية

وذكر المصدر، في تقرير سابق، أن المعتقلين وُضعوا في مستودعات ومحال تجارية حيث تعرض العشرات منهم "لتصفيات ميدانية وعمليات اغتصاب استمرت حتى اليوم التالي".

وأضاف أن المعتقلين نُقلوا إلى "فرع ميسلون" قرب الزبداني بريف دمشق، وإلى أحد فروع النظام في نجها بريف دمشق، مبيناً أن المعتقلين تعرّضوا لعمليات تعذيب وقتل ممنهجة وإهمال صحي أودت بحياة أكثر من 800 معقتل، في  حين أفرج عن عدد قليل بعد نجاتهم من الاعتقال والتعذيب.

وأشارت "المجموعة" آنذاك إلى أن أصغر المعتقلين الموثّقين كانت طفلة فلسطينية تدعى ميمونة الشام جبر، كانت تبلغ من العمر عاماً واحداً، في حين أن أكبر المعتقلين يدعى محمد كوجيل، وهو فلسطيني من مواليد عام 1939.

حصار مخيم اليرموك

وكانت قوات النظام والميليشيات المساندة لها قد فرضت حصاراً تاماً على مخيم اليرموك بتاريخ الـ 18 من تموز 2013، رافقه قطع الماء والكهرباء بشكل كامل عن كافة أحياء ومنازل المخيم، ومنع إدخال المواد الغذائية والطبية وغيرها من المواد الضرورية للحياة.

كذلك منعت القوات والميليشيات المحاصِرة الأهالي آنذاك من الخروج أو الدخول من منافذ المخيم الرئيسية، إذ سيطرت عليها حواجز لمجموعات من مختلف فروع أمن النظام السوري تساندها مجموعات فلسطينية موالية لها.

وأحصت "مجموعة العمل" 219 شخصاً قضوا داخل المخيم في أثناء الحصار، بينهم 37 طفلاً و68 سيدة، نتيجة الجوع ونقص الرعاية الطبية.