icon
التغطية الحية

الاجتماع الرباعي حول سوريا.. لا تغيرات في المواقف ومساع لجمع وزراء الخارجية

2023.04.06 | 10:42 دمشق

الاجتماع الرباعي
الاجتماع الرباعي في موسكو بين نواب وزراء خارجية تركيا وإيران والنظام السوري وبحضور لافروف وزير الخارجية الروسي ـ الأناضول
إسطنبول ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

عكست التصريحات التي أطلقها كل من النظام السوري وروسيا بعد انعقاد الاجتماع الرباعي حول سوريا في 4 من نيسان الجاري بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونواب وزراء خارجية تركيا وإيران والنظام السوري، حالة الجمود التي تسيطر على مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

وفي عقب الاجتماع أكدت الخارجية الروسية أن الأطراف اتفقوا على مواصلة المشاورات، في حين أفاد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا، أن موسكو ما تزال تضغط من أجل عقد لقاء على مستوى وزراء الخارجية، لأنها حريصة على عدم ظهور فشل مساعيها في التقريب بين تركيا والنظام السوري.

من جانبه أشار رئيس نائب وزير خارجية النظام السوري ورئيس الوفد في الاجتماع الرباعي إلى عدم وجود مؤشرات على استجابة أنقرة لمطالب النظام بسحب قواتها من سوريا، وأن موافقة تركيا على هذا المطلب هو الأساس الذي يجب أن تقوم عليه الاتصالات بين الطرفين.

وبحسب ما أكدته مصادر مطلعة لموقع تلفزيون سوريا، فمن غير المستبعد أن ينعقد اجتماع وزراء الخارجية في غضون أسبوعين قادمين، مع عدم توقع حدوث تغيير كبير في المواقف.

مطالب النظام السوري من أنقرة

أكدت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا تمسك النظام السوري بمطلب تحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، بالإضافة إلى تأكيده مجدداً على طرحه خلال لقاء اللجان التقنية في موسكو، وهو اشتراط عودته إلى شمال غربي سوريا بموجب تفاهم مع تركيا ينص على التزام الأطراف بمكافحة كل "التنظيمات الإرهابية" بشكل مشترك وعدم الاقتصار على حزب العمال الكردستاني.

وأفادت المصادر أن النظام السوري يبدي استجابة شكلية للضغوطات الروسية الهادفة لتطبيع العلاقات بينه وبين تركيا عبر حضور اللقاءات، لكنه يتمسك بمواقفه كونه غير مستعجل لتطوير العلاقات ويعول أكثر على تطبيع علاقاته مع الدول العربية وخاصة الإمارات والسعودية.

واستطاعت إيران من خلال الضغوطات السياسية فرض نفسها على المسار، وتحويله إلى لقاءات رباعية، وباتت كل من روسيا والنظام مضطرين لاستيعاب دور إيران ومطالبها، والتي تلعب دوراً واضحاً في فرملة المسار بسبب توجسها من توسع النفوذ التركي على حسابها.

تريث تركي للتطبيع مع النظام السوري

تتجنب تركيا حتى اللحظة نقاش مسألة انسحاب قواتها من سوريا، وتربط الموضوع بحصول استقرار في البلاد، وتؤكد على عدم قدرة قوات النظام السوري بوضعها الراهن القيام بمهام مكافحة "الإرهاب" بمفردها.

وأكدت مصادر مطلعة في المعارضة السورية على مسار المباحثات بين تركيا والنظام السوري أن تركيا تركز على تأسيس تفاهماتها مع النظام السوري على أرضية مكافحة حزب العمال الكردستاني وتسهيل عودة اللاجئين.

وأفادت المصادر لموقع تلفزيون سوريا بتوصل أنقرة والنظام السوري إلى تفاهمات عريضة تنص على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم ومواجهته، لكن دون التطرق إلى آليات محددة للعمل المشترك حتى اللحظة.

ومنذ شباط 2023، تصدر الزلزال الذي ضرب جنوب ووسط تركيا، ومعالجة تداعياته أجندة الأحزاب السياسية، حيث قفز هذا الملف إلى رأس أولويات الأطراف السياسية كونه يمس حياة المواطنين بشكل مباشر أكثر من الملف السوري، وبالتالي فإن الحزب الحاكم لم يعد مضطراً لتسريع التفاهمات مع النظام من أجل تسويقها كمنجزات للشارع التركي.

ومن غير المستبعد أن يسود الجمود مسار التطبيع مع النظام السوري بعد الانتخابات التركية في حال بقاء العدالة والتنمية في السلطة، لأنه لن يكون راغباً بالتخلي عن نفوذه الخارجي، خاصة في ظل عدم قدرة النظام على تقديم أي مكاسب حقيقية، فهو غير قادر على مواجهة قسد وداعمها الأساسي الولايات المتحدة الأميركية.

ويبدو أن الطرفين مقتنعان في الوقت الراهن بمستوى الاتصال الحالي بينهما، مع إمكانية تطويره إلى لقاء وزراء الخارجية، لكن ذلك لا يعني توقع تطبيع كامل في العلاقات دون تفهم لمصالح أنقرة الأمنية والسياسية من طرف النظام السوري وداعميه.