icon
التغطية الحية

"الأخضر السعودي" أمام فرصة تاريخية للتأهل أمام بولندا.. هل يفعلها؟

2022.11.26 | 11:07 دمشق

السعودية
السعودي صالح الشهري يحتفل بتسجيل هدفه الأول ـ رويترز
إسطنبول ـ هاني العبدلله
+A
حجم الخط
-A

ما تزال التهاني وأصداء فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين حاضرة، في مفاجأةٍ تاريخية، لكن نشوة الفرحة انتهى وقتها ويجب التفكير في الأهم، وهو الفوز على بولندا لضمان التأهل من الجولة الثانية إلى الدور الثاني.

يلتقي المنتخب السعودي في مواجهة قوية عصر اليوم، أمام نظيره البولندي، على ملعب المدينة التعليمية، في إطار الجولة الثانية في المجموعة الثالثة بكأس العالم قطر 2022.

سلاح ذو حدين

الأخضر السعودي صنع انجازاً تاريخياً في مونديال قطر، حيث كان المنتخب العربي الوحيد بين الأربعة المشاركين الذي حقق الفوز، وأي فوز أمام المرشح الأول للفوز باللقب (الأرجنتين)، فهل تكمل السعودية هذا التألق وتخطف التأهل للدور الثاني للمرة الثانية في تاريخها؟.

تدخل السعودية مباراة بولندا بثقة ومعنويات مرتفعة بعد الإنجاز الذي حققته أمام الأرجنتين، لكن هذا الفوز هو سلاح ذو حدين.

فمن جهة فإن الانتصار التاريخي على رفاق ليونيل ميسي، يجعل لاعبي الأخضر يدخلون مواجهة اليوم بمعنوياتٍ عالية.

ولكن بنفس الوقت فإن هذا الفوز، قد يجعل اللاعبين يشعرون بالغرور ويتهاونون أمام بولندا بعض الشيء، معتقدين أن من فاز على العملاق الأرجنتيني، قادر بأقل مجهود على الفوز أمام المنتخب البولندي.

وللتأكيد على مخاطر عدم التعويل كثيراً على نشوة الفوز على الأرجنتين، أود العودة الى الوراء قليلاً، من أجل تنبيه المنتخب السعودي، بأن عليه قبل مواجهة بولندا، أن يتعلم من دروس التاريخ وأن لا يتهاون أمام أي خصم.

في كأس القارات 2009، استطاع المنتخب المصري تحقيق انجاز تاريخي بفوزه على إيطاليا بطلة كأس العالم 2006 بهدف نظيف.

حينها كانت مصر بحاجة للفوز في المباراة الأخيرة أمام الولايات المتحدة الأميركية لضمان التأهل الى الدور الثاني، لكن الفراعنة تهاونوا كثيراً أمام أميركا، بعدما أخذهم الغرور بالفوز على الطليان، والنتيجة كانت الخسارة وخروج المنتخب المصري من كأس القارات.

نقاط قوة

خلال مواجهة الأرجنتين، كان واضحاً مدى نضج الفريق السعودي من الناحية التكتيكية، والتي ساعدته على قلب النتيجة والتفوق على كتيبة التانجو بقيادة ميسي.

سالم الدوسري أحد نجوم الأخضر السعودي، الذي تعلّق عليه الآمال في مواجهة بولندا، حيث قدّم مستوياتٍ مميزة خلال الفترة الأخيرة، وبات يطلق عليه رجل المناسبات الكبيرة، وآخرها كان هدفه الرائع في مرمى الأرجنتين.

لا يجب أن ننسى أبداً الحارس محمد عويس، الذي كان أحد مفاتيح الفوز على الأرجنتين، حيث استطاع التصدي لكراتٍ خطيرة، كادت أن تسرق الفوز من السعودية، لذا لو كان العويس في يومه وتابع ذلك التألق، لن يسمح للاعبي بولندا، وعلى رأسهم الهداف ليفاندوفيسكي من تسجيل أي هدف.

الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، كان الجندي المجهول الذي قاد المعركة أمام الأرجنتين وكسبها بجدارة.

قوة شخصية هذا المدرب وأسلوبه المميز في تحفيز اللاعبين، ظهر جلياً من خلال مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ظهر رينارد خلال الفيديو وهو يحفز ويعاتب اللاعبين قبل مباراة الأرجنتين وبين الشوطين، وكان لتلك الخطبة الحماسية للمدرب، مفعول السحر، حيث انقلب أداء المنتخب السعودي رأساً على عقب، وبالتالي فإن الأسلوب المميز لهذا المدرب سيعطي دفعاً قوياً للاعبي الأخضر للفوز أيضاً على بولندا.

أربعة مخاطر

المهاجم روبرت ليفاندوفسكي، يعتبر مصدر الخطر الأول على شباك السعودية، فهو هداف الدوري الإسباني، ويمتلك قدرات كبيرة على التهديف، لذا يجب على الأخضر الانتباه جيداً لتحركاته.

النقطة الثانية، أن بولندا أدركت خطر السعودية، واستعدت جيداً لمواجهة اليوم، ودرست نقاط قوة وضعف الأخضر من خلال متابعة مباراته أمام الأرجنتين.

النقطة الثالثة أن بولندا تعتبر مباراتها أمام السعودية، مسألة حياة أو موت، ولا خيار أمامها سوى الفوز للتأهل، لأن لديها مواجهة نارية في الجولة الثالثة أمام الأرجنتين.

النقطة الرابعة أن مدرب السعودية، استبعد لاعبيّن مهمين أمام بولندا، وهما كل من قائد المنتخب سلمان الفرج، وياسر الشهراني، الذين تعرضا للإصابة أمام الأرجنتين، وبالتالي غيابهما قد يؤثر قليلاً على أداء السعودية.

ماذا يحتاج "الأخضر" للتأهل؟

يحتل المنتخب السعودي صدارة المجموعة برصيد ثلاث نقاط، مقابل نقطة لكل من المكسيك وبولندا اللذين تعادلا في الجولة الأولى، بينما يقبع المنتخب الأرجنتيني في ذيل المجموعة بلا رصيد.

ولكي يستطيع الأخضر التأهل للدور الثاني، يكفيه الفوز اليوم فقط على بولندا، بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية في المجموعة التي ستجمع بين المكسيك والأرجنتين، ودون انتظار نتيجة المواجهة  الثالثة والأخيرة.

السعودية كذلك قد لا تكتفي بمجرد التأهل، حيث أن سقف طموحاتها ارتفع، والآن تخطط للتأهل في صدارة المجموعة، كي تتجنب مواجهة فرنسا (بطلة العالم) في الدور الثاني.

رفاق الدوسري يستطيعون حسم صدارة المجموعة من اليوم، في حال فوزهم على بولندا، وتعادل الأرجنتين مع المكسيك.

إذا تعادل منتخب السعودية أمام بولندا، سيصل رصيده إلى النقطة 4، ورصيد بولندا لنقطتين، وفي هذه الحالة إذا فازت الأرجنتين على المكسيك، سترفع رصيدها إلى ثلاث نقاط، بينما في حال خسارة الأرجنتين سيرفع منتخب المكسيك رصيده إلى 4 نقاط وتظل الجولة الأخيرة حاسمة.

أما اذا خسرت السعودية اليوم، تبقى آمالها في التأهل قائمة، حيث يكفيها الفوز على المكسيك في الجولة الثالثة لضمان التأهل المباشر، دون النظر الى نتيجة مواجهة بولندا والأرجنتين.

كذلك ربما يكون التعادل للأخضر كافياً أمام المكسيك للتأهل، في حال خسر أمام بولندا اليوم، بشرط خسارة أو تعادل المكسيك اليوم، وتعادل الأرجنتين وبولندا في الجولة الثالثة.