icon
التغطية الحية

إغلاق المطاعم والمقاهي.. أزمة الوقود في لبنان تطيح بقطاع السياحة

2021.09.06 | 18:17 دمشق

_al-sultan-brahim_.jpg
إسطنبول ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

أطاحت أزمة الوقود في لبنان بالسياحة، التي شهدت انتكاسة تمثلت بإقفال عدد كبير من المطاعم والمقاهي، حيث كانت البلاد تراهن على السياحة الوافدة في فصل الصيف، للتعويض عن الخسائر التي أصابت الاقتصاد وخاصة السياحة التي تُعد أحد أكبر القطاعات الاقتصادية في لبنان.

وبحسب تقرير لوكالة "الأناضول" فإن المؤسسات السياحية تلقت ضربة بسبب انقطاع التيار الكهربائي عنها، الأمر الذي دفع قسماً كبيراً منها إلى إغلاق أبوابه والتوقف عن العمل.

وعُلق على أبواب أحد المطاعم الشهيرة في شارع الحمرا ببيروت الذي أقفل أبوابه لافتة كُتب عليها أنه "بسبب الوضع الكارثي وأزمة المازوت، قررت الإدارة وقف الخدمات حتى إشعار آخر"، وهذا واحد من عدة مطاعم أغلقت أبوابها لذات السبب.

 %35 من المطاعم في لبنان أغلقت أبوابها

وقال عضو تجمع أصحاب المطاعم والمقاهي سمير يعقوب، إن نسبة المؤسسات التي أقفلت أبوابها في لبنان بلغت نحو 35%، وهناك بعض المؤسسات تعمل بدوام جزئي بسبب عدم توفر الوقود والكهرباء.

وأضاف أن انقطاع التيار الكهربائي وشح الوقود أصبح يؤثر سلباً على حركة التنقل في الشوارع، وهذا انعكس أيضاً على انخفاض أعداد الزبائن التي تأتي إلى المطاعم والمقاهي.

وأوضح "يعقوب" الذي أقفل أحد فروع مؤسسته في منطقة "برمانا" السياحية، أن الأزمة تمنع أحياناً وصول الموظفين والعمال في المؤسسات السياحية إلى أماكن عملهم، مشيراً إلى أنه "كنا نتأمل خلال فصل الصيف أن نعوّض الخسارات التي تكبدها هذا القطاع خلال العامين الماضيين، بسبب الإقفال العام في ظل جائحة كورونا، لكن للأسف جاءت أزمة الوقود لتطيح بكل شيء".

وأكد أن قطاع السياحة في لبنان كان قبيل الأزمة يضم 200 ألف موظف وعامل، فيما كان يقدر حجم الدخل سنوياً من هذا القطاع بنحو 10 مليارات دولار، "إلا أن الخسائر هذا العام فاقت الـ 50%".

 

وقال صاحب أحد مطاعم بيع الفول والحمص في شارع الحمرا، إن 3 مطاعم أقفلت أبوابها في المنطقة، متخوفاً من أن يأتي الدور عليه، حيث يعاني إلى جانب أزمة الوقود والكهرباء من انقطاع الغاز أحياناً ومياه الشرب، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية وتأخر التجار في تأمينها.

وأوضح أن مطعمه لم يُقفل طيلة 40 عاماً، على الرغم من جميع الظروف التي مرت على البلاد في العقود الفائته، لكنه اليوم مهدد بالإقفال بشكل حقيقي.

ومنذ أواخر العام 2019 تعصف بالبلاد أزمة اقتصادية "حادة"، تزامنت مع جائحة كورونا والانفجار في مرفأ بيروت في آب 2020، بالإضافة إلى الأزمة السياسة في لبنان وفشل تشكيل حكومة جديدة.

 تأمين المازوت

في ظل ارتفاع أسعار السلع والمواد الأولية أصبحت "كلفة تشغيل المؤسسات السياحة التي لم تُغلق إلى الآن مرتفعة جداً، حيث تعاني من صعوبات كثيرة في الاستمرار"، وفق ما قال أمين سر نقابة المؤسسات السياحية في لبنان غسان عبد الله.

وبيّن أن هذه المؤسسات تعاني من نقص حاد من المازوت الذي تشتريه بأسعار مرتفعة جداً من السوق السوداء، حيث أصبح المازوت ضرورياً لتوليد التيار الكهربائي عبر المولدات الخاصة بالمؤسسات، وذلك لتعويض النقص الكبير بالطاقة، مشيراً إلى أن المؤسسات تشتري صفيحة المازوت من السوق السوداء بسعر يتراوح بين 350 و400 ألف ليرة لبنانية، بينما سعرها الرسمي يبلغ نحو 98 ألف ليرة.

وبسبب عدم وفرة النقد الأجنبي الكافي لاستيراد الوقود من الخارج، يعاني لبنان منذ أشهر شحاً في الوقود، الأمر الذي أدى إلى انقطاع الكهرباء لساعات طويلة عن المنازل والمؤسسات التجارية.

 

ووافقت الحكومة اللبنانية منتصف الشهر الفائت على تخفيض دعم استيراد الوقود، إلى سعر صرف 8000 ليرة للدولار بدلاً من 3900 ليرة، وعقب الإعلان، قفزت أسعار الوقود المباع في لبنان بأكثر من 66%، ما سيرفع تعرفة النقل، وأسعار السلع الأساسية التي يدخل الوقود في إنتاجها.

ويعاني لبنان من شح في الوقود لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، والمولدات الخاصة، حيث تراجعت تدريجياً خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة الكهرباء على توفير التيار الكهربائي، الأمر الذي أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً في بعض المناطق، علماً أن أسعار الكهرباء التي تتقاضاها الدولة ما تزال بالليرة اللبنانية ولم تتغير منذ سنوات طويلة، فيما يعتبر الهدر في مؤسسة كهرباء لبنان من أبرز أسباب العجز الحكومي.