icon
التغطية الحية

إسرائيل تلعب دور الوساطة بين الإمارات والسعودية والولايات المتحدة

2022.03.22 | 18:03 دمشق

4.jpg
بايدن وبينيت ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد (تعديل: تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

قالت صحيفة "معاريف" إن إسرائيل تجري وساطة بين الإمارات والولايات المتحدة في محاولة لتهدئة التوتر بين البلدين، في ظل تصاعد الأزمة بين واشنطن والسعودية والإمارات على خلفية الحرب في أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية على سوق النفط العالمي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي، لم تذكر اسمه، أمس الإثنين، أن إدارة بايدن تحاول إصلاح العلاقات مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لضبط سوق النفط المضطربة عالمياً في أعقاب الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

وتعد السعودية والإمارات دولتين رئيسيتين في الشرق الأوسط تحتاج إليهما الإدارة الأميركية إلى جانبها، في محاولة لوقف ارتفاع أسعار النفط، التي بلغت في الوقت الراهن أكثر من 130 دولاراً للبرميل.

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هما المنتجان الوحيدان للنفط اللذان يمكنهما ضخ ملايين براميل النفط الإضافية، الأمر الذي يؤدي إلى تهدئة السوق العالمية.

الرياض وأبوظبي تتحديان بايدن

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن البيت الأبيض حاول قبل نحو أسبوعين ترتيب محادثات هاتفية بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وولي عهد الإمارات، محمد بن زايد، لكن من دون جدوى.

وبحسب الصحيفة الأميركية التي نقلت عن مسؤولين في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، فإن بايدن يبذل جهوداً دبلوماسية بهدف بناء نظام دعم دولي في أوكرانيا، إضافة إلى سعيه لضبط ارتفاع أسعار النفط.

في المقابل، رفضت السعودية والإمارات الاستجابة لإدارة بايدن، حتى أن وليي العهد في كلا البلدين أجريا محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد رفضهما التحدث مع بايدن، كما تحدث الاثنان مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضاً.

وقال التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "كان 11" نقلاً عن مصادر رفيعة في العائلة المالكة السعودية بأن الرياض ترفض التعاون مع واشنطن و"تنتظر انتهاء ولاية بايدن".

السعودية تنتظر مغادرة بايدن البيت الأبيض

وقالت المصادر السعودية لنشرة أخبار "كان 11"، يوم الأحد الماضي، "ربما يكون الحل الوحيد هو الانتظار حتى تنتهي ولاية بايدن".

وأشار التلفزيون الإسرائيلي إلى أن الإمارات والسعودية تشعران بخيبة أمل من الإدارة الأميركية، على خلفية التوجه الأميركي إلى شطب "الحرس الثوري الإيراني" من قوائم الإرهاب، الأمر الذي تستنكره إسرائيل بشدة.

وتتشاطر الدولتان الخليجيتان وإسرائيل المخاوف من تعزيز قوة إيران في المنطقة في ظل ما تعتبره الدول الثلاث تراخياً أميركياً وتغييراً في سياسة واشنطن تجاه حلفائها في المنطقة لا سيما مع اقتراب التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

ولم يعلق البيت الأبيض على مسألة شطب "الحرس الثوري الإيراني" من قائمة المنظمات الإرهابية، في حين قالت الخارجية الأميركية تعليقاً على المحادثات بين القوى وإيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، إن الطرفين قريبان من اتفاق.

وأضافت مصادر في العائلة المالكة السعودية، في حديثها لتلفزيون "كان 11" أن الولايات المتحدة تحاول فرض أجندات والتدخل في قضايا حقوق الإنسان في المملكة.

وبشأن طلب واشنطن زيادة إنتاج النفط، قالت المصادر نفسها، إنه لا يمكن لإدارة بايدن أن تقف ضد السعودية في اليمن وتزيل "الحرس الثوري الإيراني" من قائمة الإرهاب وتتجاوب مع الشروط الإيرانية في فيينا وتتوقف عن بيعنا الأسلحة، ومن ثم تتوقع أن تمتثل المملكة لطلباتها.

ومن جهتها، أبدت الإمارات انزعاجها من مماطلة واشنطن بإتمام صفقة بيع طائرات الـ "F-35" والطائرات من دون طيار، الأمر الذي استدعى تصريحاً من وزير الخارجية الأميركي نهاية العام الماضي، بتأكيد واشنطن لإتمام الصفقة في محاولة للتهدئة.

وفي 14 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أبلغت الإمارات الولايات المتحدة بأنها ستعلق المناقشات بشأن صفقة الـ "F-35، نظراً للتعقيدات الأميركية.

HJPAOVDzq_0_0_1024_663_0_x-large.jpg
قمة شرم الشيخ، بين السيسي وبينيت وبن زايد، 22 آذار/مارس 2022 (الرئاسة المصرية)

 

قمة ثلاثية في شرم الشيخ

وفي سياق متصل، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قمة ثلاثية مفاجئة في مصر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد الإمارات محمد بن زايد.

ووفقاً لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن هدف الاجتماع بحث التعاون الإقليمي والتنسيق في الملف النووي الإيراني والحرب في أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن الهدف من زيارة بينيت، غير المعلنة مسبقاً، إلى مصر هو المساعدة في تخفيف التوتر بين الإمارات والولايات المتحدة ومصر، على خلفية الحرب الأوكرانية.

ونقلت صحيفة "يسرائيل هايوم" عن مصدر دبلوماسي، لم تذكر اسمه، أن الاجتماع يأتي وسط غضب الأطراف الثلاثة على الولايات المتحدة بسبب التقدم في محادثات الاتفاق النووي، واستعداد إدارة بايدن لإزالة "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية.

وأشارت "هآرتس" إلى أن إسرائيل تحاول إقناع الإمارات والسعودية بزيادة إنتاج النفط، في سبيل تقليص اعتماد دول العالم على النفط الروسي والإيراني.

في غضون ذلك، ألمح محلل الشؤون العربية في القناة 12 الإسرائيلية الخاصة، إيهود يعاري، إلى انضمام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى القمة الثلاثية مساء أمس، متسائلاً لماذا اضطر بينيت وبن زايد إلى المبيت ليلة إضافية في شرم الشيخ وذلك على غير المعتاد في مثل هذه الاجتماعات.