icon
التغطية الحية

"أشبه بمعتقل كبير".. شهادات صادمة من مشفى الحفة في اللاذقية

2021.01.09 | 13:50 دمشق

91869136_511472842859166_6194830188006604800_n.jpg
اللاذقية - حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

وسط منطقة جبلية قاسية، وفي بناء على الهيكل لم يكتمل إكساؤه ويخترقه البرد من كل جانب، بقي أبو وائل لأكثر من 10 أيام، يلتحف ببطاينة واحدة، في القسم العلوي من مشفى الحفة بريف اللاذقية، المخصص لعلاج مرضى "كورونا"، بعد إصابته بالفيروس قبل أسبوعين.

 

"ازدحام شديد بالمرضى.. الفاصل بين الأسرّة لا يتجاوز نصف متر.. أصوات السعال لا تتوقف.. من كانت حالته جيدة ستسوء أكثر.. يومياً يتم نقل المتوفين"، هكذا يصف الرجل الأربعيني تجربته العلاجية في مشفى الحفي.

يقول أبو وائل "الوضع هناك أشبه بمعتقل كبير، اعداد كبيرة من المرضى فوق بعضها، يأتي الممرضون بين فترة وأخرى، يتفقدون إن كانت هناك وفيات جديدة، والأطباء نراهم مرة أو مرتين"، مضيفاً "حتى رائحة المشفى تفوح منه رائحة الموت من كل جانب".

وبعد أن يلتقط أنفاسه ويحمد الله، يدعو أبو وائل من يصاب بالفيروس أن يبقى في منزله، مشيراً أن "الأمر في المشفى لا يتجاوز تقديم الأوكسجين فقط، هذا في حال توفره".

شهادة أبو وائل تزامنت مع تحذيرات أطلقتها "لجان التنسيق المحلية" في مدينة جبلة لوضع مشفى الحفة، وقالت اللجان مخاطبة أهالي المرضى المصابين بالفيروس "لا ترسلوا مرضاكم إلى ما يسمى بمشفى الحفة.. أرجوكم وبشدة لا ترسلوا أحداً إلى مشفى الموت"، مضيفة "وصل الينا معلومات مفادها أن الكوادر الطبية هناك تتعمد الاستخفاف، وتتجاهل متطلبات المرضى".

كما تحدثت اللجان عن تمييز في المعاملة بين المرضى، وفقاً لمن يدعمهم أو من أوصى بهم، وأشارت إلى أن المرضى يُتركون "دون عناية او رعاية، ليصارعوا المرض في غرف غير مجهزة وغير مؤهلة لاستقبال المرضى".

ولفتت مصادر محلية في مدينة جبلة، لموقع "تلفزيون سوريا"، أن بعض المرضى لم يتم استقبالهم في المشفى مؤخراً، ولم يسمح لهم الحاجز العسكري الذي يقع على باب المشفى بالدخول على الرغم حالتهم الحرجة، في حين تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في المدينة خبر وفاة الطبيب عدنان يونس في مشفى الحفة، بعد 4 ساعات فقط من دخوله المشفى رغم أن حالته لم تكن حرجة.

 

اقرأ أيضاً.. مدير مشفى تشرين: اللاذقية وصلت إلى ذروة الإصابات بفيروس كورونا

 

125 إصابة يومياً

من جانب آخر، أكدت مصادر طبية في مدينة اللاذقية، لموقع "تلفزيون سوريا"، أن إصابات فيروس "كورونا" في المحافظة وصلت مرحلة الذروة خلال الأيام القليلة الماضية، وسط عدم قدرة المشافي على استقبال عدد كبير من المرضى، بسبب عدم توفر أسرّة، وأسطوانات أوكسجين في مشفى الحفة المعد لعلاج المرضى المصابين بالفيروس.

وقال مسؤول "لجان التنسيق المحلية" في مدينة جبلة، أبو يوسف جبلاوي، لموقع "تلفزيون سوريا"، نقلاً عن مصدر يعمل في مشفى الحفة، فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن المشفى متوقف منذ قرابة أسبوعين عن استقبال أي حالات، ما عدا تلك التي تأتي بتوصية خاصة.

وأكد المصدر الطبي أن نسبة الإشغال في المشفى وصلت خلال الأسبوعين الماضيين إلى 95 %، كما أن عدد حالات الوفاة ارتفع بشكل ملحوظ بين المرضى، معظمهم من كبار السن.

وأوضح أن مشفى الحفة مجهز بـ 275 سرير لمرضى "كورونا" فقط، وهو "بحالة مزرية جداً من الناحية التقنية، ويفتقر للمعدات الطبية والتجهيزات، حيث تم تجهيزه على عجل بداية انتشار الوباء"، مشيراً أن "بعض المرضى وضعوا في طوابق غير مكتملة، ولم يتم اكسائها حيث يعانون من البرد في ظل انخفاض درجات الحرارة".

وفي الوقت ذاته، لفت المصدر إلى أن المشفى يعاني من نقص الأوكسجين في ظل زيادة الحاجة إليه، كما أن بعض الكوادر الطبية في المشفى لا تملك الخبرة، لا سيما بعد زج أعداد من المتدربين الجامعيين في ظل النقص الكبير.

وأكد المصدر الطبي أن عدد حالات الإصابة بفيروس "كورونا" يصل يومياً في اللاذقية إلى أكثر من 125 حالة، على عكس الإحصاءات التي تعلنها وزارة الصحة في حكومة النظام، مضيفاً أنه مع توقف قدرة مشفى الحفة على استقبال المرضى، لجأت مديرية الصحة لنقل المرضى إلى مشفى تشرين الجامعي الذي يضم عدد كبير من المتدربين.

من جانبه اعترف مدير "مشفى تشرين الجامعي"، علي علوش، في تصريح لإذاعة "شام إف إم" أن الإصابات تضاعفت، وازدادت خطورة خلال الأسبوع الأخير، وأشار إلى أن قسم الإسعاف يستقبل ما بين 60 إلى 80 حالة إصابة بفيروس "كورونا" يومياً.

كما أكد مدير مكتب دفن الموتى في محافظة اللاذقية، أحمد الأيوبي، أن أعداد الوفيات الناتجة عن الفيروس وصلت إلى 4 إلى 5 حالات في اليوم الواحد.

 

اقرأ أيضاً.. اللاذقية.. إهمال ومتاجرة بمرضى كورونا وتهديدهم بمشفى الحفة

 

حملة أهلية في اللاذقية

ومع غياب أي إجراءات حكومية لمواجهة المرض، واستمرار المدارس والازدحام في الأسواق وأمام المخابز، وسماح حكومة النظام لآلاف المشجعين بحضور المباريات الرياضية دون أي إجراءات وقائية، انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة أهلية تحت عنوان "اللاذقية عامة ومدارسها خاصة معباية كورونا"، طالبت بوقف المدراس بشكل عاجل واتخاذ إجراءات للحد من انتشار الفيروس.

ونشرت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أسماء عشرات المدارس في مدينة اللاذقية، قالت إنها "باتت موبوءة"، وتنتشر بها عشرات الإصابات، وطالبت الأهالي بالامتناع عن إرسال أولادهم وأخذ التدابير الشخصية للحفاظ على حياتهم.

 

 

اقرأ أيضاً: مشافي اللاذقية.. "مافيات" كورونا وشركات تجارية برائحة الموت