icon
التغطية الحية

أسعار المعاينة الطبية شمالي سوريا تعادل أجرة عمل يوم كامل

2022.01.14 | 14:02 دمشق

08.jpg
مشفى الداخلية التخصصي في إدلب (تلفزيون سوريا)
عفرين ـ أحمد عبد الحميد
+A
حجم الخط
-A

يبدو أن الضائقة الاقتصادية التي يمر بها الشمال السوري لن ينجو منها أي قطاع، إذ خيّمت بظلالها على القطاع الطبي ما أدى إلى تفاوت أجرة المعاينات الطبية بين عيادة وأخرى ومنطقة وأخرى، حيث وصلت أجرة المعاينة إلى 75 ليرة تركية، ما يعادل 5.48 دولار في حين لا تتجاوز يومية العامل 4 أو 5 دولارات.

يشتكي "محمود أبو حسين" (35 عاما) _أب لثلاثة أطفال، ومهجر من غوطة دمشق_، من ارتفاع أسعار المعاينات الطبية لدى بعض الأطباء وخاصة أطباء الأطفال، في مدينة عفرين، ما يشكل عبئا إضافيا يزيد من معاناته المعيشية.

 يقول "محمود" لموقع تلفزيون سوريا: إن "أجور المعاينات عند الأطباء مرتفعة ولا تتناسب مع ما يعانيه المواطن من ذوي الدخل المحدود، الأجور غير منطقية، لدي ثلاثة أطفال أكبرهم 6 سنوات، وكل طبيب لديه معاينته الخاصة به والتي يفرضها بنفسه، ناسيا الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطن".

وأضاف "تكثر الآن أمراض الأطفال في الشتاء بسبب طبيعة الطقس البارد وعجز الكثير عن تدفئة أبنائهم بسبب ارتفاع أسعار مواد التدفئة من محروقات أو حطب"، لافتًا أن "أجرة معاينة طبيب الأطفال بلغت 50 ليرة تركية، وهناك من يطلب 75 ليرة تركية".

وتابع "علي العمل يومين لتحصيل أجرة المعاينة إذا مرض أحد أطفالي، فضلاً عن أسعار الدواء الباهظة والمتأثرة بانخفاض سعر الليرة التركية أخيراً التي نتعامل بها في عفرين".

وتساءل "محمود" عن دور الرقابة المسؤولة في ضبط أسعار المعاينات وأسعار الدواء، مطالباً المسؤولين وعلى رأسهم نقابة الأطباء بتحديد سعر موحّد لكل اختصاص على الأقل.

إقبال على الطب البديل

أكد "محمود" أنه بدأ أخيراً بالتحول نحو الطب العربي البديل الذي يراه بديلاً مناسباً، باعتباره أرخص سعراً وأكثر فائدة، بحسب وصفه.

"العم أبو أحمد" (66 عاما) يعمل في منزله في إحدى ضواحي مدينة عفرين بريف حلب، يمتهن طب الأعشاب ويختص به منذ أكثر من 40 عاماً.

ويرى أبو أحمد إقبالا جيدا من الناس على الطب البديل، ويضيف "لقد بدأت ألاحظ توجها وإقبالا على الطب البديل، هناك قناعة أن فوائده كثيرة، ويعالج حالات مستعصية على الطب الحديث بعد توفيق الله".

ولفت إلى رخص أسعار معايناته، التي يصفها بالرمزية، عدا سعر الدواء المركّب الذي يعتبر أيضا رخيصا مقارنة بالأدوية الكيماوية.

وحول الحالات المرضية الأشهر الوافدة إليه، أوضح "أبو أحمد"، من "أكثر الحالات التي أعاينها هي التهاب الصدر والقصبات والسعال وأمراض الربو وخاصة عند الأطفال، والأمراض المزمنة كالسكري والضغط، وأوجاع الظهر والعضلات التي تحتاج إلى معالجة فيزيائية مع المراهم الخاصة الطبيعية".

لافتًا أن "الطب البديل لا يقتصر على العلاج بالأعشاب والأدوية الطبيعية، بل يشمل العلاج اليدوي الفيزيائي للعضلات والعظام، والحجامة وهي علاج نبوي أثبت جدارته وفعاليته في علاج الكثير من الأمراض وخاصة آلام الرأس والشقيقة، وكاسات الهواء، هناك أيضا العلاج بالإبر الصينية ولسعات النحل وهي علاج غير مستخدم في مناطقنا"، بحسب معلوماته.

من يحدد أسعار المعاينة الطبية؟

وللوقوف على رأي الأطباء حول تفاوت أجرة المعاينات، تواصل "موقع تلفزيون سوريا" مع عدد من الأطباء وباختصاصات مختلفة، إلا أنه لم يلقَ أي ردٍّ، باستثناء طبيب مختص (أذن وأنف وحنجرة) طلب عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة، ويعمل الطبيب في عيادة بمشفى خاص تعتمد بشكل أساسي على الكشفية.

في حديثنا معه، أكد الطبيب أن المشفى الخاص الذي يعمل به هو المسؤول عن أجرة الكشفية لكل الأطباء المتعاقدين معه، موضحا، أنه "يرفض العشوائية الحاصلة في تحصيل المعاينة، والكيفية التي يتبعها كل طبيب على حدة".

وعند سؤاله عن تفاوت أجور المعاينات، رأى أن "هناك اختصاصات نادرة تلعب دورا في نسبة المعاينة وارتفاعها وانخفاضها، إضافة إلى مصاريف أجرة العيادة بحسب المنطقة، ومصاريف الماء والكهرباء والممرض أو السكرتير الموظف لديه.

وحمّل الطبيب النقابة مسؤولية وضع معايير تتناسب مع حال المريض وحقّ الطبيب، وفق لائحة رسمية توزّع على الأطباء وتلائم عدد سنوات الخبرة والخدمة الطبية.

لافتًا أن "معاينة الطبيب الممارس لمهنته 20 عاما لا يمكن مقارنتها بمعاينة طبيب يملك من الخدمة 5 سنوات، أو طبيب حديث التخرج".

وتابع الطبيب، أنه "بعد تحديد معايير مناسبة، يأتي دور الطبيب الإنساني والأخلاقي في تقدير حالة المريض ووضعه".

مدير مكتب نقابة الأطباء في مناطق حلب "عبد الكريم ليلى"، نفى وجود لائحة رسمية أو نشرة تضبط أجور المعاينات، إلا أن النقابة تسعى لتنظيم قوائم المعاينات وتوحيدها في المنطقة بالتعاون مع المجالس المحلية ومديرية الصحة، مشيرا، أنه سيكون هناك لائحة تصدر عن النقابة تحدد تسعيرة المعاينات الطبية بشكل دقيق.

وعن أسباب تفاوت المعاينات الطبية في كل عيادة، وموقف المكتب الطبي من الارتفاع، أشار "ليلى"، بأن سبب التفاوت يعود إلى ضعف التنسيق بين المكاتب الصحية في مختلف المناطق، مضيفا أن النقابة ستسهم بشكل إيجابي في توحيد الجهود لرأب الفجوة بين هذه المكاتب، بالتنسيق مع المكاتب الطبية لضبط هذا الأمر.

وختم "ليلى"، أن هناك خطوات فاعلة ستنظّم أجرة المعاينات الطبيّة بشكل مقبول عن طريق توحيد الجهود بين النقابة والمكاتب الصحية، ورأب الفجوة الموجود بسبب ضعف التنسيق، والعمل على دراسة موضوعية وحقيقية للواقع المعيشي في المنطقة لإصدار لوائح تسعير معتمدة ومعمول بها من قبل السلطات الصحية والأطباء في المشافي والعيادات الخاصة.