icon
التغطية الحية

أزمة مستمرة بلا حل.. عشرات حالات التسمم من مياه ملوثة بريف دمشق

2022.06.23 | 12:20 دمشق

post-5-28-01-2021.jpg
تلوث مياه الشرب في ريف دمشق
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

ذكرت مصادر طبية، أن عشرات حالات التسمم منتشرة في عدة مناطق بريف دمشق التي تخضع لسيطرة النظام السوري بسبب تلوث المياه خلال الأيام القليلة الماضية.

وأوضحت المصادر لموقع "تلفزيون سوريا" اليوم الخميس، أن العشرات من الأشخاص أصيبوا بحالات تسمم في مدينة قطنا ومدينة عرطوز وقرى محيطة بسبب تلوث في مياه الشرب.

حالات تسمم واسعة في قطنا

وتعاني مدن وبلدات في جنوبي وغربي ريف دمشق من تلوّث شديد في مياه الشرب، وسط تعتيم إعلامي حول نتائجه المرضيّة المتفاقمة بين السكان في تلك المناطق.

وتعود المشكلة الأساسية في تلوث مياه الشرب في تلك المناطق إلى سوء نوعية الأنابيب الناقلة للمياه، وعدم تغييرها منذ فترات طويلة، إلى جانب وجود الكثير من الحفر الفنية بالقرب من الآبار وينابيع المياه بسبب المخالفات المنتشرة بكثرة.

وقال الدكتور عبد الرحمن أحد أطباء المنطقة لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "هذه المشكلة ليست جديدة، إنما هي على مدار العام ولكن تزيد بشكل كبير في فترة الصيف، بسبب قلة الأمطار وزيادة نسب التلوث على حساب المياه الجارية".

وأضاف أن معظم المصابين يعانون من حالات متشابهة، مثل "الإسهال والإقياء وحرارة مرتفعة ومغص في أسفل البطن، إلى جانب حالة الإعياء والتعب العام".

ودعا سكان تلك المناطق إلى تجنب شرب المياه العادية والاستعاضة عنها بمياه معدنية معقمة (مياه الصحة)، رغم الإشاعات التي تقول إن المياه المعدنية أيضاً باتت مؤخراً غير موثوقة حيث لا رقابة عليها أبداً.

ونصح بالتزام حمية صحية لمدة أسبوع أو أكثر بحسب التحسن يتناولون فيها بطاطا مسلوقة ولبناً وكعكاً من ون سمسم إلى جانب الإكثار من الموز والتفاح في حال توفره.

وأكّد أن مياه الشرب التي تصل إلى البيوت في منطقة قطنا وما حولها سيئة جداً، وأحياناً تصل بلون بني، فلا تصلح حتى للتنظيف وغسيل الملابس فكيف للشرب؟، مشيراً إلى أن ذلك كله بسبب الإهمال وعدم تعقيم الماء وفلترتها بشكل جيد.

"مياه ملوثة وبالقطارة"

كما تواجه تلك المنطقة، إلى جانب التلوث في المياه، أنها مع دخول فصل الصيف تصبح شحيحة في وصولها إلى المنازل، حيث يضطر السكان إلى شراء المياه عبر "الصهاريج" ما يزيد من أعبائهم المادية.

وقالت أم رضا من سكان قطنا لموقع "تلفزيون سوريا"، أعلم أن المياه أحياناً تكون ملوثة أو غير نظيفة تماماً، ولكن أفضل من انعدامها، خصوصاً أننا نسكن في الطابق الثالث، والمياه لا تصل إلينا لأنها ضعيفة، وتحتاج إلى تقوية بـ (مضخة المياه) حتى تصل إلى الشقق والخزانات على الأساطيح.

وأضافت أن قطع الكهرباء المستمر لساعات تقنين طويلة، يجعلنا بلا كهرباء وبلا ماء أيضاً، ما يدفعنا لشراء الماء من الصهاريج، وبالطبع الأسعار مرتفعة، وفي استغلال لحاجتنا، حيث يبلغ سعر برميل الماء 3000 ليرة سورية، والخزان خمس براميل 15 ألف ليرة، لا يكفي أكثر من يومين مع اقتصاد شديد.

من جانبه قال أبو سامي، أحد سكان قطنا، لموقع "تلفزيون سوريا" إن مشكلة تلوث المياه في المدينة قديمة جداً، وأذكر أنه في عام 2007 مثلاً أصيب نصف أبناء المدينة باليرقان (التهاب الكبد الإنتاني)، جراء تسمم المياه، ويتكرر هذا الأمر سنوياً، وكانت آخر حوادث الإصابة الجماعية نهاية عام 2020.

ولفت إلى أن مصلحة المياه في قطنا، وحتى في ريف دمشق، لا تقوم بإصلاح الآبار ولا الخزانات، ومع الفساد المتفاقم، نكون نحن الضحايا كالعادة.

وأكّد أبو سامي أن الشكاوي التي قدمت كثيرة، ولكن فوضى لا أحد يستجيب، ترسل إلى وزارة الصحة، يقولون الأمر عند مديرية المياه والصرف الصحي، ترسل للجهة الأخرى لا أحد يرد وإن رد فيؤكدون أن الحل قريب ونعمل على إصلاح الأعطال.

ليست المرة الأولى التي يعاني فيها ريف دمشق

ومنذ سنوات تشهد مناطق ريف دمشق الغربي حالات تسمم مشابهة، بسبب تلوث مياه الشرب، وعدم اكتراث مؤسسات المياه التابعة للنظام السوري بتلك المشكلة.

وفي شهر آب 2021، شهدت بلدة كناكر بريف دمشق والقريبة من منطقة قطنا، إصابة أكثر من 200 شخص بحالات تسمم بسبب تلوث المياه، دون أن يتم أي إعلان رسمي من حكومة النظام لمتابعة الحالات أو حتى علاجها.

وعانت الحالات من آلام معوية وإعياء شديد، وهي الحالات نفسها المنتشرة حالياً في قطنا وعرطوز والبلدات المحيطة، حيث يلجأ السكان إلى عيادات الأطباء الخاصة في ظل الوضع السيء في المستوصفات والمشافي الحكومية.

وفي شهر كانون الأول عام 2020 كشفت إدارة الصحة المدرسية بريف دمشق، عن إصابة 35 طفلاً بالتهاب الكبد الإنتاني في إحدى مدارس مدينة قطنا.

وكانت مصادر خاصة لـ موقع "تلفزيون سوريا"، أكّدت في مطلع تشرين الثاني 2020، تسجيل عدد مِن حالات التسمّم الناتجة عن تلوّث شبكة المياه في مدينة المعضمية بريف دمشق الغربي، وأوضحت المصادر أنّ أهالي المعضمّية عانوا من حالات التسمم منذ أكثر من أسبوع نتيجة تلوّث في شبكة المياه بالمدينة.

وتأكّد الأهالي، وفقاً للمصادر، من أنّ حالات التسمّم ناتجة عن تلوّث شبكة المياه بعد تحليل 5 عيّنات في مخابر وزارة الصحة في حكومة النظام، والتي أكّدت بدورها أنّ سبب التلوث يعود إلى تسرّب مياه الصرف الصّحي إلى الخط الذي يغذّي المدينة بمياه الشرب.

ووصل عدد حالات التسمّم في المعضّمية إلى ما يقارب الـ 4800 حالة بينهم نساء وأطفال، بينما توفي رضيع (5 أشهر) من المدينة بسبب تعرضه لإنتان معوي حاد، نتيجة المياه الملوثة، بحسب صحيفة "الوطن" الموالية لنظام الأسد.