icon
التغطية الحية

أزمة الكهرباء تجبر أصحاب المهن في دمشق على ترك مصالحهم

2021.12.14 | 05:16 دمشق

2021-10-13t114843z_1776466859_rc2b8q9c0a3n_rtrmadp_3_syria-security-displaced-tailor.jpg
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

تشهد مناطق سيطرة النظام انقطاعاً للتيار الكهربائي بما يقارب عشرين ساعة يومياً وسط نظام تقنين كهربائي جائر أفقد السوريين ليس فقط قدرتهم على العمل، إنما حتى على تخزين مونتهم الشتوية في برادات منازلهم.

وفي السابع من شهر كانون الأول الجاري، قال مدير التخطيط في وزارة الكهرباء التابعة للنظام أدهم بلان "لا يوجد برامج تقنين ثابتة لأن الكميات المتاحة من الطاقة الكهربائية هي التي تحدد برامج وساعات التقنين". وادعى أنَّ نشاط محطات التوليد العاملة على الفيول محدود ومعظمها قديم وذات مردودية متدنية وهي تحتاج إلى صيانة وتأهيل.

إغلاق محال خياطة

اضطر علاء (42 عاماً) لإغلاق محله بعد استمرار انقطاع الكهرباء لأكثر من عشر ساعات حيث يسكن في منطقة المعضميّة بريف دمشق.

ويعمل علاء في محله مع اثنين من أقاربه، لكنهم فقدوا اليوم عملهم من جراء الانقطاع المستمر للكهرباء لساعات متواصلة وصلت في بعض الأحيان لأكثر من عشرين ساعة. وقال لموقع تلفزيون سوريا "شغلنا يعتمد على الكهرباء، إذ لا يمكن لنا إنهاء عملنا خلال نصف ساعة وهي مدة وصل (مجيء) الكهرباء فقط". 

وقال سكان في دمشق وضواحيها لـ موقع تلفزيون سوريا إنَّ الكهرباء لا تأتي لأكثر من نصف ساعة في اليوم، وهذا ينعكس على مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. إذ مع كل شتاء تزداد ساعات التقنين بحجة نقص الفيول وانخفاض توريدات الغاز المغذية لمحطات التوليد، بحسب مسؤولي الكهرباء لدى النظام. 

واستهجن كثير من سكان دمشق على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة حكومة النظام في مؤتمر للطاقة في بلد معظم سكانه يعيشون في الظلام وفي انتظار ساعة كهرباء على مدار اليوم. إذ ذكر بيان لوزارة النفط والثروة المعدنية التابعة لنظام الأسد الخميس الفائت، أن العاصمة دمشق ستستضيف مؤتمر الطاقة العربي في العام 2024 بعد موافقة الدول الأعضاء في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوبك).

وعبَّر علاء عن استيائه ومعاناته من عدم قدرة النظام على توفير الكهرباء بالحد الذي يؤمن له ولكثير من العاملين في مهنة الخياطة استمرار عملهم في ظل قلة فرص العمل وانعدام القوة الشرائية لليرة. وقال "يملك النظام إمكانية صيانة وتأهيل خط الكهرباء الذي يربط بين سوريا والأردن، لكن لا يمكنه توفير الكهرباء لنا". 

وفي وقت سابق، أعلن وزير الكهرباء في حكومة النظام غسان الزامل أن "نسبة صيانة وتأهيل خط الكهرباء الذي يربط بين سوريا والأردن وصلت إلى أكثر من 50 بالمئة"، متوقعاً انتهاء عملية التأهيل بحلول نهاية العام الجاري، لتبدأ بعد ذلك عملية الربط الكهربائي بين الأردن وسوريا ولبنان بشكل فعلي".

خسارة مونة الشتاء

لم تقتصر أضرار قطع الكهرباء على بعض أصحاب المهن، بل طالت حتى الناس العاديين في منازلهم واضطرتهم ليس فقط للعيش من دون كهرباء، إنما للاستغناء عن شراء اللحوم وغيرها لعدم قدرتهم على تخزينها. 

وقالت خديجة (45عاماً) تسكن في حي الدويلعة بدمشق لموقع تلفزيون سوريا "خلال اليوميين الماضيين خسرت مونتي من البازلاء والفول والفاصولياء والذرة نتيجة ظهور عفن أسود عليها وهي داخل الفريزر لعدم وجود الكهرباء" وتضيف، بأنها اضطرت لإتلافها خوفاً من مرض الفطر الأسود. 

وتشرح المرأة الأربعينية بأن تقنين الكهرباء هو الأسوأ لهذا الشتاء على مدار سنوات الحرب، إذ لا يمكن لها أن تشتري حتى اللبنة والجبنة خوفاً من تعرضها لأن تصبح غير صالحة للاستهلاك. وتقول "بتنا نشتري ما يلزمنا بكميات قليلة ولوجبة واحدة فقط". 

وكان مدير التخطيط في وزارة الكهرباء التابعة للنظام أدهم بلان حذر السوريين من أن هذا الشتاء سيكون الأصعب عليهم كهربائياً، وعزا ذلك لارتفاع الحمولات وتزايد الطلب على الكهرباء وسط نقص التوريدات من الغاز. 

ويشار إلى أنه قبل الحرب، كانت محطات سوريا تنتج 8 آلاف ميغاواط يوميا، أي ما يزيد على حاجة البلاد، لكن الحرب تسببت بانهيار البنى التحتية، ولا سيما شبكات الكهرباء التي كانت الأكثر تضرراً فانخفض إنتاجها حالياً ما بين (2000/1500) ميغاواط يومياً.