غزّة… تخاذل عربي مهين!

2023.10.25 | 17:12 دمشق

آخر تحديث: 25.10.2023 | 17:12 دمشق

غزّة… تخاذل عربي مهين!
+A
حجم الخط
-A

ما هو سرّ التخاذل العربي المهين في وجه الآلة الوحشية للكيان الصهيوني، وموقفهم مكتوفي الأيدي حيال ما يحدث اليوم من قتل وتدمير وإذلال لشعبنا العربي الفلسطيني الذي يُعاني الأمرّين من جرّاء ما يحدث في غزّة.

هذا الذل غير المسبوق رافقه صمت لافت من قبل القادة والحكومات العرب الذين لم يحركوا ساكناً، وطالما يكتفون في خطاباتهم الرنّانة بالشجب والاستنكار لما يحدث في غزّة، في ما أهلنا هناك يعانون الويل والثبور. ورغم ذلك فشلت الآلة الوحشية الإسرائيلية في الوقوف أمام أبطال كتائب القسّام الذراع العسكري لحركة حماس الذين اجتاحوا الجدار الفولاذي الإلكتروني الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، وتمكنوا من أن يمرّغوا أنوف العدو في التراب، ويأسروا عدداً كبيراً من جنوده، في ما تجاوز العدد الكلي للقتلى الإسرائيليين أزيد من 1400 قتيل، وإصابة أكثر من 3715 بجروح معظمها خطيرة منهم 291 قتيلاً بين جندي وضابط.

هذا الكيان القاتل الظالم الذي يلاقي الدعم الكامل من قبل الولايات المتحدة الأميركية التي لم تبخل في إقامة جسر جوي مباشر لنقل الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية للكيان الصهيوني، فضلاً عن تحريك أكبر حاملة طائرات ترافقها مدمرات للتوجه إلى شواطئ فلسطين المحتلة بعد أن كانت متمركزة في أوكرانيا، ولم يكتفِ العدو بدعم غير مسبوق من الولايات المتحدة، بل إنه لاقى الدعم من بريطانيا وأوروبا مجتمعة التي أعلنت وقوفها إلى جانبه.. وما شاهدناه في غزة هاشم يثير في النفس كثيراً من الاشمئزاز. وتأتيك أوروبا لتتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان، فيما الإنسان الفلسطيني يباد ويقتل في غزة، ويسحق ويدمر منزله ويسوّى بالأرض. أي عدالة، وأي حقوق إنسان.

فما نشاهده اليوم من قبل العدو الغاشم من إجرام، فإنه يلجأ إلى سياسة الأرض المحروقة باستخدامه كل أنواع الأسلحة المحرّمة دولياً فضلاً عن سلاحه الجوي الذي أباد الأبنية السكنية بالكامل، مع تطبيق حصار شامل لأهالي غزة بما فيها معبر رفح الذي يربط القطاع مع مصر.

ما يواجهه الشعب العربي الفلسطيني في غزة في معركة طوفان الأقصى يمثل مرحلة جديدة في حياة الفلسطينيين، وفي هذا يتساءل الجميع عن مقدار الدعم الذي بادر إلى تقديمه النظام العربي لنصرة ونجدة أهلنا في فلسطين، وما يتعرضون له من حرب إبادة عبر الصواريخ والقنابل الموجهة. إنه وصمة عار في جبين النظام العربي الذي يقف موقفاً متفرجاً حيال هذه الصور المؤلمة، ورغم ذلك فإرادة مقاتلي القسّام عالية لا تفترّ، برغم عدم تكافؤ معايير ما بين أيديهم من معدات وأسلحة، ورغم ذلك عجز الكيان الصهيوني القذر بكل قوته عن المواجهة العسكرية. وفي هذا الإطار أطلق الجيش الإسرائيلي عملية السيوف الحديدية، ويواصل شنّ غارات مكثّفة على مناطق عديدة في قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون أوضاعاً معيشية يندى لها الجبين!