عملة النظام السوري الرقمية

2022.05.21 | 06:40 دمشق

thumbnail_sjwn.jpg
+A
حجم الخط
-A

هل أتاك حديث العملة السورية الرقمية؟

يقول بعض الخبراء إن إنشاء عملة رقمية ليست بالأمر الصعب، مثله مثل إنشاء موقع على الشبكة العنكبوتية، وإنه لا يحتاج سوى إلى غطاء مالي غير كبير، وأنّ خبيراً سورياً حاول إصدار عملة رقمية لتسهيل حياة السوريين تحت الحصار، واستشار مندوباً في الأمم المتحدة، وكان المستشار هو الخصم والحكم ففسد الأمر وتعطل. الأمر ممنوع. يجب أن يبقى السوريون تحت الحصار. والحريق الذي اندلع في الغوطة قبل عشر سنوات بلغ روسيا في أوكرانيا، وقد يصل إلى الولايات المتحدة الأميركية. وإن علة إنشاء العملة الرقمية هو الهرب من رقابة البنوك العالمية.

ثمة عملات رقمية شهيرة مثل البيتكوين وعملة Ethereal. وعملة بينانس: وعملة تيثر (USDT)، عملة سولانا (SOL)، كاردانو (ADA)، عملات الدولار الأميركي (USDC)، عملة الريبل (XRP)، وسواها. لقد اخترعوا عملة غير عينية، لا ترى ولا تلمس، تحصيها زبانية المال في الشبكة العنكبوتية، ولها بنوك في أمكنة افتراضية، مثل جزر الواق واق الخيالية.

أطلق أحد الناشطين المعروفين على اسم خط حمص طرطوس اسم دولة اوتستراد حمص طرطوس،  ورئيس الدولة هو الشبيح شجاع العلي، وهو أحد مشاهير الشليحة، الذين يخطفون الناس ويقايضونهم بالمال

لا تذكر مواقع الاقتصاد العالمية، ومجلات المال والأعمال اسم عملة الأسد بين العملات الرقمية، وقد تردّت الليرة إلى أسفل سافلين، فالدولار الواحد يعادل في السوق نحو أربعة آلاف ليرة، وقد قدّر خبراء المال أرباح عصابات الأسد و"الشلّيحة" وهم الشبيحة الذين يعملون في الرقِّ والنخاسة، بما يعادل ما قيمته 900 مليون دولار، أطلق أحد الناشطين المعروفين على اسم خط حمص طرطوس اسم دولة اوتستراد حمص طرطوس،  ورئيس الدولة هو الشبيح شجاع العلي، وهو أحد مشاهير الشليحة، الذين يخطفون الناس ويقايضونهم بالمال،  ولهم معتقلات وأسعار حسب العائلة، ووقاية أمنية يعملون تحتها بأمان.

وإن أكبر مدخول اقتصادي من الموارد الاقتصادية الصعبة السورية قبل الثورة، ليست من البترول ولا من زيت الزيتون ولا من القمح، وإنما مصدره من حبس الشعب السوري في "مزرعة سوريا" للآلام، وبعدها من التجارة بجوازات السفر، والجواز السوري من أدنى جوازات العالم السفر بالعالم قوة، لكنه وثيقة تعترف بها الأمم المتحدة.

 العملة الرقمية هي السوري، أسيراً في بنوك السجون أو "حراً" في سوريا المفيدة.

وللأسد نوعان من المال سوى الثروات المعروفة؛ المال المنقول في بنوك سويسرا وبنما وسواها والمال البشري، وهم المعتقلون الذين يماطل الأسد في تحريرهم، وسبب ادخار الأسد لعملته الرقمية هو أنّ الإنسان عامة يحبُّ المال حباً جماً، وعصابة الأسد تحب عدّ المال وإحصاءه، والبخلاء يدخرون المال من أجل الغنى والخوف من الفقر سوى أن المال الذي يجمعه النظام ينفع في مداواة جروح أعضاء العصابة فهم يستبرئون بإنفاق المال البشري تعذيباً، ويروحون به عن أنفسهم.

"السوريالي" حقاً عملة سريالية، انظر إلى أي شهادة مكتوبة أو مصورة وسترى العجائب، التي لم نسمع بها في كتاب ولا خطرت على لب من الألباب، وهي شهادات تقشعر من هولها الأبدان، أقلها إكراه المعتقل على أكل سَلْحِه، وفقء العيون وبقر البطون وجبِّ المذاكير، والتعذيب بالشبح، وأطفال في المعتقلات ولآخرين ولدوا فيها سفاحاً، لقد حول النظام معتقلاته إلى رياض للأطفال ومعاهد للفنون التشكيلية، ومتاحف للأموات الأحياء!

السوري عملة، والأسد الأب كان يتاجر بالرقيق منذ أن تولى سوريا، بينما إعلامه يحارب التاريخ العربي الإسلامي، حتى أن الرئيس نفسه سخر من بني أمية والبدو، الأسد يجلس على كنز، ويستطيع أن يقايض المعتقلين الأحياء والمعتقلين الأموات ببيع عناوين إقامتهم تحت الأرض ومعرفة مصائرهم.

لذلك يرجى ألا يعجب أحد من بخل النظام بتحرير أسرى الشعب السوري، وإصدار مراسيم العفو التي بلغ عددها ثلاثة عشر مرسوماً، فالعملة السورية التي عليها صورة الأسد ترخص والعملة الرقمية ما تزال غالية، وقد اعترف بعض المسؤولين بأنهم يعيشون من مورد التحويلات السورية.

 السوري كنز لا يفنى حياً وميتاً.

قد يضحي النظام ببعض العملة في المنازح والبحار حتى يحافظ على قيمة العملة التي لم تهرّب بعد، كما يفعل تجار البنِّ بإغراق بعضه في البحر للمحافظة على سعره

سيتباهى أحفاد الأسد، وله حفيدان موهوبان في غير جمع المال، واحد آتاه الله موهبة الفن التشكيلي والثاني في الحساب والرياضيات؛ أن جدهم حافظ الأسد "المقدس" ترك سفراً من الآلام والخرائب والحكايات لم تسمعها أذن، ولم ترها عين، في معتقلات تزمغارت أو في معتقلات هتلر.

 قد يطرح سؤال: لم لا تستولي القوى العالمية على هذه الكنوز؟

الجواب هي تفعل ذلك، وقد أخذت كفايتها من النخبة السورية، وكفت شرّ النخبة الباقية إلى حين، وقد يضحي النظام ببعض العملة في المنازح والبحار حتى يحافظ على قيمة العملة التي لم تهرّب بعد، كما يفعل تجار البنِّ بإغراق بعضه في البحر للمحافظة على سعره، وبيان طيب العملة من رديئها، وهو يطالب الدول بإعادة السوريين، ويحذرهم من الإرهاب، وقد يطرح سؤال فلم يبيد النظام مئات الألوف من "عملته"، الجواب أن السوري حياً وميتاً عملة رقمية لدى النظام السوري والعالمي.

تقول دوائر المعارف العلمية إنَّ الألماس كربون تحوَّل بالحرارة والضغط إلى ألماس ثمين، لقد دفن شبيحة الأسد الألوف من "الديناصورات" السورية تحت الأرض. وما بقي منهم أحياء مدفونون فوق الأرض.