icon
التغطية الحية

"صديقته تبحث عن الحقيقة".. وفاة سوري بـ"ظروف غامضة" بهولندا

2023.04.30 | 15:08 دمشق

مقتل سوري في هولندا
أمير وصديقته دينيس
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

عثرت الشرطة الهولندية قبل أيام على جثة لاجئ سوري طافية على الماء في قرية كوديجك في مدينة ألكمار شمال هولندا وسط ظروف غامضة وصدمة وحزن من صديقته الهولندية في حين لا تزال الشرطة الهولندية تحقق في القضية.

وروت الهولندية دينيس صديقة اللاجئ السوري (29 عاماً) بحزن وصدمة تفاصيل علاقتها معه وكيف بدأت إلى أن تم العثور على جثته قبل أيام، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية.

وذكرت صحيفة "نورد هولاند" أن أحد المارة عثر مصادفة على جثة رجل متوفى تطفو على الماء في 12 من نيسان وقامت الشرطة الهولندية على الفور بتطويق المكان وتم إخراج الجثة من الماء بواسطة فريق خاص وتم أخذ الجثة للفحص، وبالقرب من المكان وجد أحد السكان المحليين معطفاً اتضح أنه معطف الضحية.

وتقول صديقته دينيس "تلقيت رسالة عبر فيس بوك من صديقة أحد أصدقائه السوريين (هل سمعت بما حصل مع أمير؟)، وتضيف "ما زلت لا أصدق ذلك.. لقد وجد نفسه هنا.. كان لديه قلب من ذهب، وكان اجتماعياً للغاية وممتناً لكل شيء".

كيف ساعدته صديقته؟

والتقت دينيس بأمير في عام 2015 عندما انتقلت إلى وسط مدينة ألكمار وانتقل إلى شقتها في دالمير، وكان في ذلك الوقت في أوائل العشرينات من عمره، بعد أن فر من سوريا التي مزقتها الحرب، وبعد شهور في مراكز طالبي اللجوء أصبح لديه إقامة مؤقتة.

وتضيف "عندما رأيته لأول مرة كان جالساً على الأريكة في منزلي القديم كان مجرد شاب صغير (..) لم يكن يتكلم كلمة هولندية أو إنجليزية.. كنت أرغب في مساعدته".

وتشير دينيس إلى أن محادثتهم الأولى كانت من خلال مترجم لأن أمير لم يكن يتحدث اللغة الهولندية.

وتقول دينيس إنها وأحد أصدقائها ساعدا أمير "كتبنا له بطاقة ووضعناها في صندوق بريده قلنا إننا نرحب به وسنساعده.. لقد جمعنا سراً قائمة بأشياء لمنزله مع عدة أشخاص على فيس بوك وعرض الجميع المساعدة وأحضرها رجل بسيارته".

ثم بدأت دينيس بالتواصل مع أمير عبر واتساب بشكل يومي وذهبا في إحدى المرات إلى مول إيكيا لتناول الطعام.

في أبريل 2016 بعد نصف عام من لقائهما الأول ذهب مع أصدقائها للاحتفال بعيد الملك "ذهبنا إلى المدينة.. قضينا وقتاً رائعاً" وكانت تساعد أمير أيضاً في أشياء أخرى مثل إعداد "CV" وتعليم اللغة في أواخر الأشهر الأولى.

هولندا
دينيس صديقة اللاجئ السوري أمير

وبحسب ما ذكرت صحيفة " نورد هولاند" بحثا معاً عن وظيفة له وقامت بتعليمه عن بعض "الثقافة الهولندية".

وعمل أمير لفترة في مطعم بيتزا في منطقة "هوفبلان" ومتجر شطائر في منطقة أوفرديه ومطعم للوجبات الخفيفة في المدينة، وتقول دينيس: "لقد كان يريد أن يصبح سائق شاحنة".

وتتطور صداقتهما حيث بات يثير إعجابها وتستعرض دينيس رسائل صوتية كان قد أرسلها لها: "أنا سأبقى دائماً معك، فهمت!".

دينيس لم تسأله عن ماضيه في الحرب في سوريا وتقول "كان سعيداً"، وتضيف أنه بعد أن حصل على تصريح الإقامة أخذ كل شيء على محمل الجد "لمدة خمس سنوات كان عليه أن يكون كل شيء مرتباً مالياً وألا يتورط في أي مشكلة".

وبعد أن كوّن أمير مزيداً من الأصدقاء والصديقات تقول دينيس "صرنا نتحدث بشكل أقل.. لكنه كان يرسل لي أحياناً:  دينيس أنا أحبك".

وتقول دينيس بأن "آخر مرة تواصلت مع أمير كانت في فبراير.. سألت عن عائلته في سوريا فيما إذا كان قد أصيب أحد من عائلته بأذى بعد الزلزال هناك".

مقتل لاجئ سوري في هولندا

وبشكل مفاجئ قبل أيام، وصل إلى دينيس تلك الرسالة الحزينة عبر ماسنجر، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية.

وبحسب الصحيفة، تساءل الجيران في الحي من هو هذا الرجل، لا يبدو أن هناك أحداً يعرف أمير، رغم أنه لا يبعد عنهم سوى عشر دقائق والآن بعد أسبوعين من العثور على جثته، وضع كثير من الجيران إضافة إلى دينيس في المكان حيث عُثر عليه وروداً وشموعاً.

وتقول دينيس "سمعت أنهم اعتقدوا أنه أصيب بنوبة قلبية (..) لكنني لم أقتنع بهذه المعلومات.. أريد أن أعرف ما حدث، ماذا كان يفعل أمير هنا؟ لماذا مات؟ لا أعتقد أنه يحمل شهادة سباحة.. لكن المياه ليست عميقة هنا أيضاً.. أعتقد أن هناك شيئاً آخر حصل معه".

كان مذعورا قبل أيام من وفاته

قبل يوم من وفاته، التقى أحد الجيران بأمير في سوبرماركت جامبو في دالمير "بدا متأثراً ومذعوراً.. قال إن هاتفه قد سُرق.. كان مع شخص ما في منزله وقال إن هذا الشخص صعد إلى السطح من شرفته وهرب. كانت الدموع في عينيه.. هذا ليس أمير. كان دائماً مبتهجاً".

بناءً على طلب دينيس، تمت مشاركة هذه المعلومات مع الشرطة وهم يأخذون الأمر على محمل الجد وتقول "المحقق يحقق في ما إذا كانت حسابات أمير لا تزال على الإنترنت بعد وفاته".

وقبل أيام، دفن أمير في المقبرة الإسلامية في زويدلارين وجرت مراسم العزاء في مسجد في هيروغوفارد بحسب ما قالت دينيس التي شاركت بالعزاء مع عدد من الهولنديين.

وبحسب الصحيفة فإن دينيس تشعر بأنه كما كان عليها مساعدة أمير في بدء حياته في ألكمار في عام 2015، فإنها تشعر أيضاً أنه يتعين عليها "نشر" هذه المعلومات عنه لمعرفة حقيقة ما حصل معه وتقول "أنا ممتنة لأنني التقيت به. لكن موته المفاجئ يجعلني بحالة قلق ليلاً ونهاراً".

وطلبت الشرطة الهولندية من الأشخاص الذين يعرفون أي شيء عن أمير مشاركة المعلومات مع الشرطة. "هل سمعت أو رأيت أي شيء بالقرب من كليباد ممن قد يكون له علاقة بالشخص المتوفى؟ يرجى التواصل معنا".