icon
التغطية الحية

لاجئة سورية كفيفة تتقن اللغة الهولندية وتعمل مترجمة في المحاكم

2020.12.15 | 09:51 دمشق

09024727-a49b-4383-9cd1-83b6795365c0_thumb840.jpg
روتردام - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

أثبتت الشابة السورية أماني شالحة (31 عاماً) أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة العقول فقط بعد أن تغلبت بإرادتها القوية على إعاقتها البصرية وأتقنت اللغة الهولندية محققةً مستوىً متقدماً في اللغة يعجز عنه كثير من الهولنديين أنفسهم، ونجحت في اقتناص فرصة عمل في فترة قياسية مقارنة بأقرانها من اللاجئين السوريين في هولندا.  

وبحسب صحيفة "نيوزبوده" الهولندية المحلية، أصيبت أماني بالعمى من جراء حادث عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، وأنهت دراستها الثانوية في معهد المكفوفين، ثم درست الأدب الإنجليزي في دمشق، وبعد التخرج، وجدت وظيفة جيدة كمترجمة في شركة تجارية دولية في دمشق، كما تطوعت كرئيسة لمؤسسة للنساء المكفوفات في سوريا.

 وعندما كانت في العشرين من عمرها، اندلعت الحرب في سورية وكانت القنابل تتساقط يومياً في الشارع الذي تعيش فيه، أصبح الذهاب إلى العمل بالحافلة مستحيلاً، وفقا للصحيفة. 

وتقول أماني: "إن الحياة لم تعد آمنة لنا في سوريا"، قامت مع شقيقها وشقيقتها برحلة طويلة وخطيرة إلى هولندا.

اقرأ أيضا: ملاحقة "الشبيحة" في هولندا.. تحقيق يكشف هوية 3 ارتكبوا جرائم

وبمجرد وصولها إلى هولندا، بدأت في تعلم اللغة الهولندية، أولاً عبر موقع "يوتيوب" وبهذه الطريقة اكتسبت المعرفة الأساسية باللغة، وبعد حصولها على تصريح الإقامة ذهبت إلى المدرسة في أوترخت حيث حصلت على

مستوى C1 في اللغة الهولندية، وهو مستوى متقدم نادرا ما تجد لاجئا قد حققه، كما أنه "صعب" حتى على كثير من الهولنديين.

وتعتبر أماني سنوات الحرب في سوريا وكأنها وقت ضائع: "السنوات التي تتراوح بين 20 و25 هي أفضل سنوات حياتهم بالنسبة لمعظم الناس، لكن بالنسبة لي كانت فترة صعبة للغاية". 

لكنها لم تستسلم رغم إعاقتها أرادت أن تحقق شيئاً، وفقاً للصحيفة التي أشارت إلى أن أماني وجدت وظيفة في شركة أدوية لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع عندما كانت أماني تتحدث الهولندية بشكل جيد، وذكرت الصحيفة الهولندية أن أماني درست الترجمة وأنهت دراستها وهي تعمل الآن يومين في الأسبوع كمترجمة فورية "محلفة" قانونية من اللغة العربية إلى اللغة الهولندية، بالإضافة إلى عملها تعمل أيضاً كمترجمة لصالح عدة محاكم وللشرطة ودائرة الهجرة والتجنيس. 

اقرأ أيضا: حنين قضماني.. شابة سورية تشعل برنامج "ذا فويس هولندا"

وبحسب الصحيفة فإن "أماني شالحة تتحدث اللغة الهولندية بطلاقة"، مشيرة إلى أنه "في المحادثة معها لا يكاد يُلاحظ أن اللغة الهولندية هي لغتها الثانية.. وقواعدها اللغوية تكاد تكون مثالية".

وتعيش أماني في مدينة زيست وسط هولندا منذ أكثر من عام وتحب الحياة فيها، وتقول أماني: "الترجمة الفورية هي تحدٍ حقيقي بالنسبة لي، وأنا أستمتع حقاً بفعل ذلك.. شعرت بالقلق لفترة بسبب الحرب في سوريا لكني تغلبت على ذلك بعد فترة".

أماني تقول بأنها "ترى إعاقتها بشكل مختلف كأي شيء ممكن أن يحصل مع الجميع"، وتضيف "إذا وصل الطريق الذي تسلكه إلى طريق مسدود، فعليك أن تجد طريقًا آخر.. عليك فقط أن تبدأ في اتخاذ الخطوة الأولى"، وتؤكد "أن الحياة مستمرة لذلك من الأفضل أن نحاول صنع شيء منها".

اقرأ أيضا: عائلة سورية تروي لتلفزيون سوريا كيف تحولت حياتها بهولندا لجحيم