البث المباشر
انخفض سعر كيلو غرام لحم الخروف الحي إلى 12 ألف ليرة سورية بعدما وصل إلى 17 ألف ليرة خلال أيام عيد الأضحى، أي نسبة الانخفاض بلغت 30% خلال أسبوعين تقريباً، في حين لا تزال أسعار اللحوم المباعة بالمفرق مرتفعة بمقدار أضعاف، حيث وصل كيلو لحم الغنم الهبرة في مولات دمشق إلى أكثر من 60 ألف ليرة سورية.
وفي جولة على محال اللحمة بدمشق، يتراوح سعر الكيلو الهبرة بين 45 - 50 ألف ليرة سورية (الدولار الأميركي الواحد يساوي 4 آلاف ليرة تقريباً)، وسط ضعف بالإقبال.
ويعود ضعف الإقبال إلى سببين الأول بسبب ارتفاع الأسعار الذي لا تتناسب مع القدرة الشرائية لأغلب السوريين، والثاني يتعلق بانقطاع التيار الكهربائي وعدم القدرة على حفظ اللحوم في المنازل في ظل درجات الحرارة المرتفعة.
وفي هذا السياق، أكد لحامون أنهم غير قادرين على الذبح يومياً، لأنهم لا يستطيعون حفظ اللحوم في البرادات نظراً لانقطاع الكهرباء، مما قلل من كمية اللحم في السوق وبالتالي ارتفاع سعرها.
كما أن كميات الشراء في الغالب تكون بوزن الوقية (200 غرام) والوقيتين فقط ومع دهن، ما يعني بقاء الذبيحة في البرادات لأكثر من يومين، ومن ثم تلزمها تكاليف لحفظها أيضاً.
اللحوم عبء على اللحامين
في الوقت نفسه فإن اللحوم التي باتت نادرة الدخول إلى منازل كثير من السوريين، باتت تشكل أرقاً للحامين، ويؤكد أبو سمير، وهو لحام في أحد أحياء دمشق، أن دوريات التموين أصبحت كثيفة أكثر من السابق، فلم نعد نستطيع فرم اللحوم وحفظها خوفاً من تلفها لأن في ذلك مخالفة.
ويضيف أبو سمير، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا" أن تعطل البرادات أو انقطاع الكهرباء لساعات طويلة قد يؤذي اللحوم ويجعل من رائحتها كريهة، وفي ذلك مخالفة ضخمة أيضاً وعقوبة قد تصل إلى السجن.
وأشار اللحام إلى أن "كلفة تشغيل المولدات باهظة، وهذا ما يجعل سعر اللحوم المذبوحة مرتفعاً، وليس سعر اللحم نفسه".
عطلة اللحامين أحد الأسباب
يؤكد تاجر غنم يقوم بشراء الخراف من الرحيبة بريف دمشق وبيعها في أسواق دمشق، يفضل عدم ذكر اسمه، أن سبب ارتفاع أسعار اللحم الحي (الخروف) خلال فترة العيد هو زيادة الطلب وطمع المربين بمرابح سريعة لتعويض فترة الركود الطويلة السابقة.
ويوضح التاجر، ولكن الأسعار انخفضت مباشرة بعد العيد نتيجة انخفاض حاد في الطلب على الخراف الحية من قبل اللحامين الذين أخذوا عطلة لنحو أسبوع تقريباً وهي عطلة سنوية بالنسبة إليهم.
وبحسب التاجر، فإن انخفاض الطلب على الخراف الحية، أدى إلى ندرة باللحم المذبوح في الأسواق ما حافظ على سعرها المرتفع، إضافة إلى تكاليف تشغيل البرادات مقابل الطلب القليل.
وتعزو جمعية اللحامين في دمشق، بين الحين والآخر، ارتفاع أسعار اللحوم إلى ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة والمرتبط سعرها بسعر الدولار، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل بين المحافظات نتيجة ارتفاع أسعار البنزين والمازوت وشحهما، فضلا عن ازدياد عمليات التهريب.
يصل سعر كيلو الشعير إلى 2000 ليرة وكيلو النخالة إلى 1200 ليرة والذرة إلى 2200 ليرة، وهذه الأسعار شبه ثابتة منذ أكثر من شهر تقريباً بحسب نشرات أسعار صفحات المواشي على "فيس بوك"، ما ينفي فرضية ارتفاع أسعار الأعلاف وارتباطه بارتفاع وانخفاض سعر اللحوم خلال الفترة الماضية.
السيارين بلا مشاوي
أشار عدد من اللحامين، في حديثهم إلى موقع "تلفزيون سوريا"، إلى أن موسم الصيف كان يشهد سابقاً إقبالاً كثيفاً على اللحوم كونه موسم الشواء في السيارين، لكن هذا العام هجرت الأغلبية طقوس التنزه بشكل نهائي.
لم تعد كثير من الأسر السورية تقوم بطقوس السيارين المعتادة التي تعتمد عادة على شواء اللحم. يقول "محمد. ذ"، وهو رب أسرة من 5 أشخاص، إن الذهاب إلى مزرعة ليوم واحد بات يكلف أكثر من نصف مليون ليرة سورية، فأجرة المزرعة وحدها نحو 300 ألف ليرة، وثمن 2 كيلو لحم 100 ألف ليرة، ويضاف إلى ذلك الفحم والخضراوات والفطور والعشاء والمشاريب.
وأضاف محمد، حتى لو تم الاستغناء عن المزرعة واتجهنا نحو بساتين طريق المطار، لن يكون هناك شواء، فمن يستطيع اليوم أن يدفع نحو 100 ألف ليرة لوجبة غداء يوم واحد؟
الكثير من الأسر باتت تعتمد على الطهي عند استئجار المزارع، وتناول السندويشات المعدة مسبقاً في المنزل ضمن "السيارين" الدورية كل جمعة سواء في المتنزهات أو طريق مطار دمشق الدولي وغيرها من أماكن، ما أفقد "السيارين" أحد أهم طقوسها.
في جلسة الأربعاء 27 تموز/يوليو الجاري، لمجلس محافظة دمشق، اعترف الأعضاء بارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وخاصة في المولات مشيرين إلى أن سعر كيلو الغنم وصل إلى 59 ألف ليرة، بحسب ما نقلت صحيفة "تشرين" المحلية.
وبحسب نشرة الأسعار الرسمية للحوم في دمشق، يجب أن يباع كيلو هبرة الغنم عواس نسبة الدهن 25% بسعر 32,500 ليرة، وكيلو مسوفة لحم الغنم نسبة الدهن 50% بسعر 26,000 ليرة، وكيلو هبرة لحم العجل بسعر 29,500 ليرة، وكيلو مسوفة لحم عجل بسعر 19,000 ليرة.
