الأزمة الأوكرانية من المنظور السوري

2022.03.08 | 15:00 دمشق

thumbnail_alkarykatyr_althany_lshhr_adhar_2022.jpg
+A
حجم الخط
-A

يسأل مندوب رويترز وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن ما إذا كان يستطيع تأكيد ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول تجنيد سوريين تابعين لما يسمى بـ "الجيش السوري" ليحاربوا إلى جانب القوات الروسية ضد أوكرانيا.

هذا ما ورد في المؤتمر الصحفي المنعقد في ليتوانيا بين وزيري خارجية أميركا وليتوانيا، حيث أجاب بلينكن بكل وضوح بأنهم يمتلكون معلومات بهذا الخصوص دون إمكانية التأكيد.

ولعل مشاهد الإذلال المتكررة التي وجدها بوتين مناسبة للتعامل مع بشار الأسد في سوريا ومشهد الاستبعاد الزجري له من البروتوكول الرئاسي... عداك عن المشاهد التي لم تستطع الكاميرات تسريبها للعلن كانت أعظم وأدهى وأكثر إذلالاً، كما أن المشاهد التي ترد من دمشق من صور لبوتين وما يرافقها من حملة إعلامية تناصر الحملة العسكرية الروسية وتبرر قتل المدنيين وتقف إلى جانب مجرم العصر بوتين هي مجموعة مرتبطة مصيرياً مع الاحتلال الروسي.

بوتين رئيس منظومة إرهابية عابرة للقارات لها مجموعاتها الفرعية في أماكن مختلفة من العالم كما في سوريا، وهذه العصابات لا تتوانى عن قصف المشافي والمدارس وتهجير الملايين قسرياً

أعود وأوكد أن ما يسمى العسكر السوريين الذين يقاتلون إلى جانب بوتين هم مرتزقة وهم أعضاء في عصابة الأسد الإجرامية التي تجد مثيلها في فاغنر الروسية اللتين تحملان حصرياً عقلية العصابة المجرمة، والسوريون هم تماماً على النقيض من ذلك.

بوتين رئيس منظومة إرهابية عابرة للقارات لها مجموعاتها الفرعية في أماكن مختلفة من العالم كما في سوريا، وهذه العصابات لا تتوانى عن قصف المشافي والمدارس وتهجير الملايين قسرياً وتنطبق عليهم كل حيثيات الجرائم ضد الإنسانية.

بوتين وعصابته يهددون السلم العالمي والديمقراطيات والحريات وكل ما هو إنساني وحضاري، هذا ما أكده بلينكن في هذا المؤتمر الصحفي مضيفاً أن بوتين يحارب العدالة ويقمع الحريات ونحن نضيف لما قال بأن "الأسد" في نفس الخانة أيضاً.

بوتين وعصابته يعملون على تقطيع العالم عمودياً إلى جزأين أحدهما يؤمن بالحق والعدالة والديمقراطية والحريات ويناضل ويضحي من أجل تحقيق حياة كريمة للإنسان، والثورة السورية تنتمي لهذا الطيف لأنها ثورة حرية وكرامة، وقدمت آلاف القتلى وعدداً لا متناهياً من صيحات الألم في سجون النظام، والجزء الآخر هم بقية من تجمعات بشرية تُقيّدها الدكتاتوريات والاستبداد حيث الظلم والقهر والمأساة الإنسانية.

التحضيرات لغزو أوكرانيا بدأ من حميميم من خلال إكساب المكان مواصفات استراتيجية، وكذلك التدريب الميداني والتجريب الحي لأصناف من الأسلحة تتفاوت بدقتها وقدرتها على القتل والتدمير.. حميميم جندت أكثر من ثلاثين ألف مأجور لصالح حرب بوتين ضد أوكرانيا... انهيار المؤسسات الأممية على أعتاب المأساة السورية مهّد لأحلام يقظة بوتينية لهندسة دولية جديدة تأتي بتوازن استراتيجي دولي جديد.

من خلال ما حصل في الأيام الأخيرة من اعتداء بوتين على أوكرانيا تبين أن العالم الحر يصطف إلى جانبنا.. أي إلى جانب الثورة السورية، حيث القيم المشتركة من حرية وعدالة، أما بوتين والأسد فهما في مكان مختلف تماماً تلازمهم ثلاثية الدم والدمار والتهجير.

نحن السوريين صناع حضارات وطلاب حضارة، ولسنا بمرتزقة - ومجرمو الأسد لا يمثلون الشعب السوري العريق ومظاهر الشعوذة الرخيصة الداعمة للجريمة البوتينية في شوارع دمشق لا تمثل القيم السورية - وكذلك العصابة الأسدية الفاقدة لكل مقومات التمثيل القانونية لا تمثل الشعب السوري لا في جامعة الدول العربية ولا في الأمم المتحدة.

العدوان الروسي على أوكرانيا سيفتح أبواب حقبة تاريخية جديدة بمؤسسات دولية وقوانين دولية وعلاقات دولية سياسية وقانونية واقتصادية جديدة

زيارة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة والوفد المرافق له لجامعة الدول العربية واللقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية يكشف السقوط الأسدي في الهاوية البوتينية وابتعاده عن الجذور والأواصر، وأقولها للحقيقة إن الائتلاف كان دائماً يرغب بالحفاظ على علاقة مميزة مع جامعة الدول العربية وهذه الزيارة هي استفاقة من طرف جامعة الدول العربية وناتجة عن إعادة تقييم للمشهد الدولي، كما أن العدوان الروسي على أوكرانيا سيفتح أبواب حقبة تاريخية جديدة بمؤسسات دولية وقوانين دولية وعلاقات دولية سياسية وقانونية واقتصادية جديدة.

البشرى ليس للسوريين ولا للأوكرانيين بالخلاص من الإرهاب البوتيني والأسدي بل البشرى لكل أحرار العالم.